تُعتبر صلاة الجمعة من الفرائض الثابتة، بدلائل من القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة وإجماع العلماء، فقد قال تعالى في كتابه الحكيم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).والأمر هنا يعني الوجوب، فيما قيل إنّ المقصود الخطبة في الوجوب، ورأي آخر يقول إنّ القصد هو الصلاة، بيد أن الرأيين أصابا الحق، فذكر الله يكون في الخطبة وكذلك في الصلاة، فالسعي لأي منهما سعي للآخر.
هناك بعض الحالات التي تكون فيها صلاة الجمعة غير واجبة، بل تعود لوضعها الطبيعي كصلاة الظهر، فتكون الجمعة هنا صلاة سرية، وهذه الحالات هي:
يقول جمهور العلماء، إنه إذا ما تصادف يوم الجمعة مع يوم عرفة، فإنّ صلاة الجمعة هنا تعود لأن تكون صلاة ظهر وسرية، حيث تصادف يوم عرفة مع حجة الوداع، فصلّى الرسول بالناس الظهر والعصر صلاة سرية، وخطب لبيان يوم عرفة، وصلاة الجمعة جهرية، وبها خطبتان،فقد روى جابر بن عبدالله أن النبي: (لما وصل بطن الوادي يوم عرفة نزل فخطب الناس، ثم بعد الخطبة أذَّن بلال، ثم أقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر).
لم يرد عن الرسول أنّه كان يُصلّى الجمعة في سفره، كما واتفقت المذاهب الفقهية الأربعة أنّ لا جمعة على المسافر، وهذا قول طائفة من السلف الصالح، بالإضافة لأغلب العلماء، ويصل إلى حد الإجماع على ذلك، وهذا الرأي استنبط حكمه من الحديث السابق الذي رواه جابر بن عبدالله عن الرسول في سفره وحجه، والاستدلال في ذلك ما يلي:
موسوعة موضوع