مجرد علاقة بريئة!

الكاتب: المدير -
مجرد علاقة بريئة!
"مجرد علاقة بريئة!




لأننا اتفقنا أن يكون رمضان انطلاقة وبداية لحياة جديدة، كلها طاعة للرحمن ورغبة في الفوز بالجنان، إذًا فنحن نحتاج إلى مراجعة حساباتنا، والتفتيش في علاقاتنا مع كل من حولنا: هل هي موافقة للشرع أم لا؟

للأسف نجد عند كثير من البنات والنساء أن مصادقة شاب أو رجل أمرًا عاديًّا، وتقول: إنها علاقة بريئة، مجرد زميل أو صديق أو شخص على الإنترنت، ولا يعرفني، ونحن نقضي وقتًا ممتعًا، الطامة الكبرى عندما تتطور هذه الصداقة والزمالة وتتحول إلى علاقة حب وغرام، وكل هذا البلاء سببه الخلوة والاختلاط.

 

لقد خلق ربنا سبحانه وتعالى البشر، وجعل من فطرتهم انجذاب الذكر للأنثى والعكس؛ قال ابن الجوزي: من قال: إني لا أميل إلى النساء، فهو أحد اثنين إما مريض أو كذاب، بل إن العاقل يرى ما جعل الله بين هذين الجنسين من ميل لبعضهما البعض، حتى كأني أشبه الحال بخاصية التجاذب الموجودة بين معدن الحديد الممغنط.

 

وكل من يتهاون في الخلوة والاختلاط يشبه مَن وضع بارودًا بجوار نار، وقال: لن يحصل انفجار، فقد كُتب على البارود تحذير من الاشتعال والاحتراق، وكل هذا ما هو إلا خيال بعيد عن الواقع، ومغالطة للنفس، وطبيعة الحياة وأحداثها، وما نراه بأعيننا في كل مكان حولنا.

 

الكلمة التي نسمعها عندما نسأل ونقول: ?? ?ُ?ن، لماذا تتحدث مع زميلتك في الجامعة؟ فيقول: ???د ???? ?????! ?? أختي، لماذا تتحدثين مع شاب عبر وسائل التواصل؟ فتقول: ???د ???? ?????!

 

وهذه ا????? ا?????? ????ر إلى رسائل ?????، ثم مكالمات بريئة ثم إلى علاقات غرامية بريئة.

 

ولن يعترفوا أن كل ذلك قد خرج عن حدود البراءة.

 

كل المصائب مصدرها الاختلاط!

 

كل ???? ????? ??? شاب وفتاة هي ???? ?? أو?? ا???ق إ?? ا???ر، وإ?? ??? ا?.

 

للأسف تعودنا على الاختلاط في كل حياتنا: المدرسة، اللقاءات العائلية، المناسبات، الجامعة، العمل، أصبح من الأمور العادية أن يزور الرجل وزوجته صديقه وزوجته، فيجلس الجميع معًا يسهرون للصباح في ضحك ومزاح، وإذا اعترضت قالوا: ???? ا??????.

 

هذا ابن ???، وهذا ز????، وذلك أخو زوجي، وذاك صاحبه، كل هؤلاء الجلوس معهم أمر عادي لا شيء فيه، فمن الذي إذا جلست معه المرأة أو الفتاة يصبح أمرًا غير عادي وغير مقبول؟

والإجابة واحدة: إنها مثل ابنتي، إنه مثل أخي، هذا في عمر ابني، إنه مثل عمي، ونسمع الضحك والمزاح، والله أعلم ما في داخل النفوس وفي أي شيء يفكرون.

 

تقول: أنا أثق في نفسي، وأثق فيمن أتحدث وأتعامل معه، ما الخطب في الجلوس مع أخي زوجي أو زوج أختي وحدنا، نحن محترمون وعلى خلق؟!

 

سبحان الله، ألم تعلم من تقول ذلك: إنه لا يجوز أن يخلو رجل بامرأة ولو كان يُعلِّمها القرآن؟! فما بالكم إذا كان للمزاح والضحك والفضفضة؟!

 

هل أصدقك أم أصدق حبيبك النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول: ((لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ))؛ [رواه الترمذي]، ويقول صلى الله عليه وسلم: ((إيَّاكُمْ والدُّخُولَ علَى النِّساءِ، فقالَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصارِ: يا رَسولَ اللَّهِ، أفَرَأَيْتَ الحَمْوَ؟ قالَ: الحَمْوُ المَوْتُ))؛ [رواه البخاري]، ويقول: ((ما تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أضَرَّ علَى الرِّجالِ مِنَ النِّساءِ))؛ [رواه البخاري].

 

تقول: أنا أدعوه إلى الله، وأوقظه للفجر، ليدعُهُ ويوقظه رجل مثله.

 

والطامة الكبرى عندما يحصل التطور الطبيعي لهذه العلاقة وترتفع درجة حرارتها، فاعلمي - أختي الحبيبة - أنكِ لن تستفيدي من هذه العلاقة إلا أن تبخسي قدركِ، وتزيدي من سيئاتكِ، وتضيعي سنين عمركِ في حرام يغضب ربكِ، لو كان يريدكِ في الحلال فلن يغضب الله، لن يرضى أن تكون سمعتكِ على كل لسان، لن يقبل أن تخدعي أهلكِ، وعندما يفكر في الزواج سيختار من لم يكن لها علاقة مع شاب؛ فكيف يضمن أنكِ لم تكوني على علاقة مع غيره أيضًا؟

 

إن كنتِ تظنين أنكِ ستحصلين على زوج ?????? ا? فاحذري؛ فما ??? ? ? ?ُ??ل إ? ????? ا?.

 

ألا يؤنبكِ خداعكِ لوالدكِ ووالدتكِ اللذين وثقا فيكِ؟

وأنت يا من تلعب ببنات الناس، اعرف أنه كما تدين تدان، وكل ما عملته مع بنات الناس ستراه في أهل بيتكِ، سواء أختكِ أو ابنتكِ، فكما تدين تدان.

 

إذا كنا نريد التغيير حقيقة، فلنتبعد عن كل ما يغضب الله، نبتعد عن الحرام، نبتعد عن الخلوة والاختلاط، نحافظ على أنفسنا سواء في المدرسة أو العمل أو حتى مع سائق التاكسي والبائع في المحل، ويكون كلامي في أضيق الحدود وقدر الحاجة بلا خضوع ولا ضحك ولا مزاح، فكم بيوت تهدمت باسم العلاقة البريئة بين الرجل والمرأة في العمل، أو على منصات التواصل الاجتماعي! وكم من فتاة ضاعت حياتها وحياة أهلها بسبب ما يسمى علاقة بريئة!

 

وتذكري أن الفتاة مثل اللبن يظهر عليه كل شيء ولو كان غبارًا، ولا تعطي للشاب شيئًا تندمين عليه: نظرة، ابتسامة، همسة، كلمة، ضحكة؛ لأنك ستندمين مرتين، مرة في الدنيا بالحسرة والعار لكِ ولأهلكِ، ومرة يوم الحساب يوم لا ينفع الندم.

 

التطبيق العملي:

وقف أي مظاهر من مظاهر الاختلاط والخلوة، مع التذكر دائمًا بأن أوامر الله هي الأصلح لنا، وإذا كان الاختلاط على مواقع التواصل الاجتماعي، نقوم بعمل حظر (Block) فورًا، وإذا كان الاختلاط في العمل أو في العائلة، نبدأ في وضع الحدود فورًا مهما وجدنا أي صعوبات أو مُغريات.

 


"
شارك المقالة:
31 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook