محمود درويش مديح الظل العالي<br><br>من رائعة الشاعر الإنسان الكبير محمود درويش مديح الظل العالي<br><br>حتى تتوب المجدلية مرة أخرى ، ويتضح انتحاري<br><br>نم ، يا حبيبي ، ساعة ً<br><br>حتى يعود الروم ، حتى نطرد الحراس عن أسوار قلعتنا<br><br>وتنكســــــر الصــــــواري<br><br>كي نصفق لاغتصاب نسائنا في شارع الشرف التجاري<br><br>نم يا حبيبي ساعة ً حتى نموت<br><br>هي ساعة للانهيار<br><br>هي ساعة لوضوحنا<br><br>هي ساعة لغموض ميلاد النهار<br><br>كم كنت وحــــدك ، يا ابن أمّي<br><br>يا ابن أكثر من أب ٍ<br><br>كم كنت وحـــــدكْ<br><br>القمح مـرٌّ في حقول الآخرين<br><br>والماء مالح ، والغيــم فولاذ ٌ<br><br>وهذا النجم جارح<br><br>وعليك أن تحيــــا وأن تحيــــــا<br><br>وأن تعطي مقابل حبـّة الزيتون جلدك<br><br>كم كنت وحــــــــدك<br><br>لاشيء يكسرنا ، فلا تغرق تماما<br><br>في ما تبقى من دم ٍ فينا<br><br>لنذهب داخل الروح المحاصر بالتشابه و اليتامى<br><br>يا ابن الهواء الصلبِ ، يا ابن اللفظة الأولى على الجزر القديمة<br><br>يا ابن السيدة البحيرات البعيدة<br><br>يا ابن من يحمي القدامى …. من خطيئتهم<br><br>ويطبع فوق وجه الصخر برقا ً أو حماما<br><br>لحمي على الحيطان لحمك ، يا ابن أمي<br><br>جسد ٌ لأضراب الظلال<br><br>وعليك أن تمشي بلا طر ُق ٍ<br><br>وراء ٌ ، أو أماما ً ، أو جنوبا ً أو شمال<br><br>وتحرّك الخطوات بالميزان<br><br>حين يشــاء من وهبوك قيدك<br><br>ليزينوك ويأخذوك إلى المعارض كي يرى الزوار مجدك<br><br>كم كنت وحـــــــــــــــــــــدك !<br><br>كم كنت وحـــــــــــــــــــــدك !<br><br>هي هجرة أخرى<br><br>فلا تكتب وصيتك الأخيرة والسلاما<br><br>سقط السقوطُ ، وأنت تعلو<br><br>فكرة ً<br><br>ويدا ً<br><br>و … شاما !<br><br>لا بر ّ إلا ســــــــــــــــــاعداك<br><br>لا بحر إلا الغامض الكحلي ّ فيك<br><br>فتقمص الأشياء كي تتقمص الأشياء خطوتك الحراما<br><br>واسحب ظلالك من بلاط الحاكم العربي ّ<br><br>حتى لا يعلقها وساماواكسر ظلالك كلها كيلا يمدوها بساطا ً أو ظلاما<br><br>كسروكَ ، كم كسروك كي يقفوا على ساقيك عرشا<br><br>وتقاسموك وأنكروك وخبـّأوك وأنشأوا ليديك جيشا<br><br>حطـّوك في حجر ٍ .. وقالوا : لا تســلـّم<br><br>ورموك في بئــر ٍ .. وقالوا : لا تســلـّم<br><br>وأطلت حربك َ ، يا ابن أمي<br><br>ألــف عام ٍ ألــف عام ٍ ألــــف عام ٍ في النهار<br><br>فأنكروك لأنهم لا يعرفون سوى الخطابة ِ والفرار ِ<br><br>هم يســـــــرقون الآن جلدك<br><br>فاحـذر ملامحهم ….. وغمدك<br><br>كم كنت وحدك ِ ، يا ابن أمي<br><br>يا ابن اكثر من أبٍ<br><br>كم كنت وحــدك !