مخاطر الإجهاض وعلاجاته

الكاتب: د. ايمان شبارة -
مخاطر الإجهاض وعلاجاته.

مخاطر الإجهاض وعلاجاته.

مخاطر  الإجهاض ومضاعفات

 غالباً ما يتم الإجهاض الجنائي بظروف سرية وباستعمال أدوات راضة وبأيد آثمة غير فنية وغير خبيرة، ويعرض المرأة لمضاعفات خطرة، وقد تكون مميتة أهمها:

أ ـ التسمم الدوائي بالمواد المجهضة؛ ولاسيما حين تؤخذ بمقادير كبيرة.

ب ـ النزف الغزير والصاعق أو النزوف الرحمية المديدة والمعندة.

ج ـ الإنتان وجميع مضاعفاته التي ذكرت في بحث الإجهاض الإنتاني؛ ولاسيما الصدمة الإنتانية والقصور الكلوي الحاد.

د ـ الصُّمّات الرئوية حين تحقن المحاليل الكيمياوية، وهي مميتة في معظم الحالات.

هـ ـ تمزق عنق الرحم وانثقاب الرحم وتأذي الأحشاء الأخرى كالمثانة والأمعاء والقولونات والمستقيم.

معالجة الإجهاضات

1 ـ معالجة الإجهاض المهدد:

 لا يعتقد الكثيرون فائدة المعالجة في تغيير سير الحوادث إذا كان التهديد بالإجهاض حقيقياً. ومع ذلك تنصح الحامل بالراحة التامة في الفراش، وتعطى المهدئات وأفضلها (الباربيتوريات) والمسكنات، ومضادات التشنج، ويتجنب الجهد، وتمنع المناسبات الجنسية وتبقى المريضة في حالة الراحة حتى تتوقف النزوف نهائياً.

ومن الشائع إعطاء هرمون البروجستيرون (اللوتئين) بوصفه معالجة نوعية للتهديد بالإجهاض، ويشك الكثيرون في فائدته. لذلك يجب ألاّ يعطى منوالياً إلا إذا ثبت بالفحوص السريرية والمخبرية وجود قصور هرموني مؤكد، فتعطى مشتقات البروجستيرون التي ليس لها تأثير مُذَكِّر مثل (17 ـ هيدروكسي بروجستيرون المديد) 250 ملغ حقناً عضلياً كل أسبوع، ومتابعة تطور الحمل سريرياً وبالفحص بما فوق الصوت.

2 ـ معالجة الإجهاض الحتمي:

 في جميع حالات الإجهاض يجب البدء بتحسين الحالة العامة للمريضة بإعطاء المصول ونقل الدم أو معيضاته إن لزم.

في الإجهاض الحتمي تعطى المريضة المسكنات حتى إذا اتسع عنق الرحم يبادر لإفراغ الرحم بإدخال الإصبع في جوف الرحم وفك المشيمة من مرتكزها ثم استخراجها مع محصول الحمل بمنقاش البيضة، ويكمل إفراغ الرحم بالتجريف الآلي بالمجرفة الحادة أو الكليلة حسب تقدير الطبيب وخبرته.

أما إذا لم يتسع عنق الرحم أو كان النزف غزيراً؛ فيجرى توسيع العنق آلياً وإفراغ الرحم كما ذكر؛ ولابد من أن يتم ذلك تحت التخدير العام.

3 ـ معالجة الإجهاض التام:

 يجب التأكد من فراغ الرحم وخلوه التام، فتعطى مقبضات الرحم والصادات للوقاية من النزف والإنتان، وهو أحسن نتيجة ينتهي إليها الإجهاض.

4 ـ معالجة الإجهاض الناقص:

 إذا لم يكن اتساع عنق الرحم كافياً يوسَّع آلياً، وتفك القطع المشيمية المنحبسة أصبعياً، وتستخرج، ويجري التجريف مثلما ذكر في الإجهاض الحتمي.

5 ـ معالجة الإجهاض الفائت:

 إذا لم تكن هناك مضاعفات يمكن الانتظار والمراقبة مدة شهر بأمل أن تطرح الرحم محصول الحمل عفوياً، فإذا لم يتم ذلك؛ يلجأ إلى إفراغ الرحم خوفاً من حصول اضطراب في التخثر الدموي.

ويتم إفراغ الرحم بتحريضها على التقلص بتسريب الأوكسيتوسين وريدياً ضمن المصل أو باستعمال مركّبات البروستاغلاندين حتى إذا اتسع عنق الرحم أفرغت الرحم بالتجريف الآلي.

ويجب قبل إفراغ الرحم إجراء الفحوص الدموية الكاملة وتحري عوامل التخثر الدموي وعيارها؛ ولاسيما مولد الليفين. فإذا كان مقداره دون الحد الطبيعي اتخذت الاحتياطات التامة للوقاية من حدوث النزف بتهيئة الأدوية اللازمة والدم الطازج لنقله إلى المريضة، وفي حالة غياب مولد الليفين لابد من إعطاء مولد الليفين أو البلازما المجففة بالمقادير الكافية.

6 ـ معالجة الإجهاض الإنتاني:

 تحسن الحالة العامة للمريضة بنقل المصول والدم أو معيضاته، وتعطى الصادات الواسعة الطيف، ويستحسن عدم التسرع بإفراغ الرحم وإجراء التجريف قبل السيطرة على الإنتان وقاية من انتشار الإنتان وتعممه أو حصول الصدمة الإنتانية.

وإذا حدثت الصدمة الإنتانية فإن معالجتها تتطلب وجود المريضة في المستشفى في وحدة العناية المشددة، ومن قبل فريق طبي مختص حيث تتخذ الإجراءات التالية:

أ ـ زرع جرثومي للدم ومفرزات عنق الرحم وجوف الرحم بالطريقتين الهوائية واللاهوائية لاكتشاف العامل الجرثومي المسبب مع إجراء التحسس الجرثومي تجاه الأدوية لاختيار الصادة المناسبة وإعطائها بالمقادير الهجومية.

ب ـ تقاس الشوارد الدموية، ويصلح أي اضطراب فيها.

ج ـ تعطى الستيروئيدات القشرية (الكورتيزون) وريدياً وبمقادير كبيرة.

د ـ تراقب الحالة العامة للمريضة والضغط الشرياني والضغط الوريدي المركزي والعلامات الحيوية (الحرارة، النبض، التنفس… إلخ).

هـ ـ توضع قثطرة مثانية دائمة لمراقبة إدرار البول والتوازن بين السوائل المعطاة والسوائل المطروحة ولكشف أي قصور في الوظيفة الكلوية ومعالجتها.

و  ـ إنشاق الأكسجين في حالات قصور التنفس الشديد أو الوضع على التهوية الصناعية (المنفسة) في حالات توقف التنفس.

7 ـ معالجة الإجهاض المتكرر:

 تعتمد على كشف السبب قبل حصول الحمل ومعالجته، فتعالج الأخماج العامة والمزمنة والاضطرابات الغدية (الدرق  ـ السكري)، وتعالج تشوهات الرحم والأورام الرحمية جراحياً، وتتابع المعالجة في أثناء الحمل.

أما خلل تشكل المضغة والشذوذات الصبغية فلا معالجة له حتى الآن.

حين يكون السبب عدم استمساك عنق الرحم تكون المعالجة بتدعيم فوهة عنق الرحم الباطنة بإجراء تطويق العنق بخيط خاص، وأفضل وقت لإجرائه بين الأسبوع (12 ـ14) من الحمل (عملية شرودكار أو ماكدونالد)، وتجرى العملية تحت التخدير العام، ويرفع خيط التطويق في الأسبوع (38) من الحمل أو فور ظهور أعراض المخاض وعلاماته إذا حصل قبل ذلك.

8 ـ معالجة الإجهاض المحرض الجنائي:

 تتبع الإجراءات التي ذكرت في معالجة الإجهاض الإنتاني (إفراغ الرحم) ومعالجة الإنتان ومضاعفاته الخطرة؛ ولاسيما التهاب الصفاق الحوضي أو المعمم وإنتان الدم والصدمة الإنتانية والقصور الكلوي الحاد إن حدث.

وحين وجود تمزق عنق الرحم أو انثقاب الرحم أو تأذي المثانة أو الأمعاء الدقيقة أو القولونات أو المستقيم فلا بد من التدخل الجراحي عبر البطن لإصلاح الأذية التي حدثت.

شارك المقالة:
77 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook