يُعَدُّ الأسبوع الثالث عشر بداية الشهر الرابع من الحمل، ونهاية الثلث الأوَّل من رحلة الحمل ذات الشهور التسعة، ومع تقدُّم الأيّام ينمو الجنين بشكل جيِّد، وفي هذا الأسبوع وبعد أن نمت أمعاء الجنين داخل الحبل السُّرِّي خلال الأسبوعَين الماضيَين، فإنَّها تعود إلى الجنين لتأخذ مكانها في بطنه، ومن ناحية أخرى تبدأ عظام الجنين بالتكوُّن؛ حيث تتحوَّل الأنسجة المحيطة بالرأس والذراعَين والساقَين إلى عظام، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الجهاز البولي يعمل فيُشكِّل بول الجنين غالبيّة السائل الأمينوسيّ من الآن وحتى نهاية الحمل.
تكون معالم الوجه وبصمات الأصابع المميَّزة أكثر وضوحاً في الأسبوع الرابع عشر، وتبدأ الأذنان بأخذ موقعهما الطبيعيّ، فتتحوَّل من الرقبة إلى جانبي الرأس، ويبرز الذقن، ويزداد العنق طولاً، ويُشار إلى أنَّ الجنين يبدأ بالاستجابة للمُنبِّهات الخارجيّة، فعند الضغط على البطن يحاول الجنين التلوِّي بعيداً.
يحدث تطوُّر في حاسَّة السمع لدى الجنين في هذه المرحلة، حيث يُمكنه سماع أصوات جسم أُمِّه، كضربات قلبها، وأصوات البطن، ورُبَّما يُمكنه سماع صوت أُمِّه، كما تتطوَّر حاسَّة البصر، حيث يُمكنه التفاعل مع الضوء من خارج الرحم على الرغم من أنَّ عينَيه لا تزالان مغلقتين، ومن ناحية أخرى فإنَّ الجنين يعمل بشكل متواصل لتطوير جهازه التنفُّسي عن طريق استنشاق السائل الأمينوسيّ المحيط به، ممَّا يُساعد جهازه التنفُّسي على النضوج، أمّا عظام الجنين فتصبح أكثر صلابة، ويبدأ الشعر الناعم يُغطِّي جسمه، وتبدأ الحواجب والأجزاء العُلويّة من شعر الرأس بالظهور.
تكون معظم تفاصيل الجنين الصغير قد تكوَّنت في هذا الأسبوع، فجهازه العصبيّ يعمل بشكل جيِّد، ويستطيع تحريك ذراعَيه، وساقَيه، كما يُمكنه مصُّ إبهامه، والتثاؤب، والتمدُّد، ومن ناحية أخرى فقد تطوَّرت لديه الأعضاء التناسُليّة، وأصبح بالإمكان معرفة ما إذا كان المولود ذكراً، أو أنثى عبر جهاز الأشعَّة فوق الصوتيّة.
العربية
