مراسم العزاء في المنطقة الشرقية لا تختلف كثيرًا عن منطقة نجد، ومن مظاهر العزاء في السابق أنّ أهل المتوفى لا يتقبلون العزاء في ميتهم حتى يتم دفنه، وبعد دفنه يقف كبار السن من أقرباء الميت - ومنهم جده ووالده وإخوانه وأعمامه - صفًا واحدًا في المقبرة ويتقبلون العزاء من الحاضرين معهم في المقبرة، بعد ذلك يتوجهون إلى بيت المتوفى لتقبل التعازي من المعزين، وتبدأ فترة العزاء منذ الصباح (قرابة الساعة السابعة) إلى أذان الظهر، ومن بعد صلاة العصر حتى المغرب، وفي بعض الأحيان إلى العِشاء، ويستمر العزاء لمدة ثلاثة أيام وتُقدم القهوة للمعزين، ويتم مثل ذلك للنساء في مكان خاص بهن ولكن فترة العزاء لديهن تستمر لمدة خمسة أيام، وتقوم النساء قريبات المتوفى بخلع ما عليهن من زينة وحلي ويرتدين ملابس سوداء.

 

ومن العادات التي كانت سائدة أنّ الشخص حينما يقوم بالتعزية يجلس ليتناول أحد المصاحف الموضوعة في مكان استقبال العزاء ويقرأ بعض الآيات القرآنية سرًَّا  ،  وفي بعض الأحيان يُطلب من الحضور بأسلوب مهذّب قراءة سورة الفاتحة والإخلاص بعبارات مثل: رحم الله من يقرأ سورة الفاتحة ويهدي ثوابها إلى روح المتوفى أو المتوفاة، ويتجاوب معه الحضور بقراءتها سرًا، وعند انصراف المعزين يودعون أهل المتوفى بعبارات مثل: عظّم الله أجرك، وخلف الله عليك  .  وخلال أيام العزاء يقوم الأقارب أو الأصدقاء المقربون من الأسرة بالتكفل بطعام الغداء والعشاء، إذ يتم إحضاره إلى بيت العزاء، ويحضر الأقرباء المقربون من الميت طعام الغداء والعشاء.

 

وتلعب الحسينية   دورًا مهمًا في مراسم العزاء عند طائفة الشيعة، إذ يقوم صاحب العزاء باستقبال المعزين فيها من الصباح حتى الظهر ثم من بعد العصر إلى الليل، ويقوم أحد أهل العلم بتلاوة القرآن أو بترديد بعض الأدعية أو الوعظ والإرشاد، ويستمر استقبال المعزين في الحسينية ثلاثة أيام.

 

ومن الأمور الحميدة أنّ الميت إذا خلَّف صغارًا فإنّ أقاربه لا يصبحون وحدهم المسؤولين عنه، بل إن أهل (الفريج) أي الحارة - خصوصًا الميسورين منهم - يُعدّون كذلك كفلاء اجتماعيين للأيتام والمعوزين، فعلى سبيل المثال يقوم أصحاب النخيل بتزويد أسر الأيتام وقت المقيظ (أي حينما تكون ثمرة النخيل رُطبًا) بقفص أو بمخرف   من يوم لآخر، وعادة يكون ذلك يومًا بعد يوم، وفي وقت الصرام (وهو وقت كنـز التمر) تُعطى تلك الأسر ربع منٍّ من التمر