مراكز العمران الحضري في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
مراكز العمران الحضري في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

مراكز العمران الحضري في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية.

 
مدينة خميس مشيط: 
 
كانت تُعرف قديمًا باسم (الدرب) ثم سُمِّيت لاحقًا خميس مشيط نسبةً إلى سوقها الأسبوعي الذي كان ينعقد فيها كل يوم خميس واسم شيخ قبيلة شهران وهو ابن مشيط. وقد أكسبها موقعها على ملتقى الطرق التجارية القديمة شهرة واسعة.
 
تقع المدينة على دائرة العرض 18 َ 18 ْ شمالاً، وخط الطول 44 َ 42 ْ شرقًا، وتقع في قلب منطقة عسير ذات الكثافة السكانية والعمرانية، وعلى ملتقى أهم الطرق التي تربط بين شمال المملكة وجنوبها، كما أنها قريبة من مدينة أبها عاصمة المنطقة، فهي تقع على بُعد 25كم شرق أبها.
 
تمثل مدينة خميس مشيط المقر الإداري لمحافظة خميس مشيط، وتُعد أكبر مدينة عمرانيًا وسكانيًا في منطقة عسير والجزء الجنوبي الغربي من المملكة. وهي تقع في منطقة سهلية متدرجة عند انتهاء السلاسل الجبلية، ويحدها وادي بيشة من جهة الشرق، ووادي عتود من جهة الغرب، وتنتشر حولها بعض الهضاب متوسطة الارتفاع وبعض الجبال كما في الأجزاء الجنوبية الغربية، وحافات جبلية في شمالها، ويبلغ ارتفاعها أكثر من 2000م فوق سطح البحر.
 
وقد وفر لها موقعها قرب مصادر المياه لوادي بيشة وعتود وعلى طريق التجارة القديمة وبخاصة طريق نجران - مكة المكرمة، وسوقها الأسبوعية إمكانات النمو منذ القدم، وقد تسارع نموها بعد توحيد المملكة واستتباب الأمن فيها، فنمت المدينة من قرية صغيرة إلى أكبر تجمع سكاني وعمراني في منطقة عسير. كما ساعدها موقعها الإستراتيجي - لكونها مركزًا لطرق المواصلات الرئيسة في المنطقة - على النمو أيضًا لتصبح أكبر مركز تجاري في المنطقة والمناطق الجنوبية من المملكة، ولتصبح أيضًا المدينة التجارية الرابعة على مستوى المملكة  . 
 
تتبع لمحافظة خميس مشيط 9 مراكز إدارية و 541 مركزًا عمرانيًا ريفيًا. كما أن موقعها في نطاق أبها الحضرية - قلب التنمية السياحية في عسير - مكَّنها من أن تكون الوظيفة السياحية الخدمية من أهم وظائفها، إذ تتوافر فيها مراكز الإيواء السياحي، وخدمات الطعام، والمتنـزهات الحضرية، وخدمات الإمداد السياحي. وقد بلغ عدد سكان المدينة في عام 1425هـ/2004م 372695 نسمة، منهم 20.5% من غير السعوديين  . 
 
تجمع مدينة خميس مشيط بين أنماط العمران الحديث والقديم من حيث الأشكال الهندسية للمباني، وتصميم المباني، ومواد البناء المستخدمة؛ فلا تزال فيها المباني الطينية القديمة، والمساكن الطينية ذات الطابق الواحد، والأزقة والشوارع الضيقة، جنبًا إلى جنب مع العمارات متعددة الأدوار والمباني الحديثة المبنية من الطوب والأسمنت والحديد، إضافة إلى الفلل الواسعة، والعمارات السكنية، والأحياء المخطَّطة الحديثة والبعيدة عن قلب المدينة التجاري وذلك بعد انتشار تملك السيارات الخاصة. وتتركز في قلب المدينة الأسواق التجارية ومباني الدوائر الحكومية، كما تتوضع المحال التجارية الكبيرة على الطرق الرئيسة. وتضم المدينة عدة مبانٍ تاريخية من أهمها قصر الأمير سعيد بن مشيط وعمر هذا القصر 150 عامًا، ويجري تحويله إلى متحف للتراث الشعبي والمخطوطات، بالإضافة إلى عدد من المباني التاريخية التي تمثل التراث العمراني المحلي.
 
كما يوجد في المدينة عدد من المتنـزهات الحضرية مثل متنـزهَي الحرابي والمراث، وعدد من الحدائق العامة، إضافة إلى وجود عدد كبير نسبيًا من الفنادق بواقع 11 فندقًا، بالإضافة إلى المراكز السكنية المفروشة بواقع 41 مركزًا، والقرى السياحية بواقع 5 قرى سياحية. وتتميز هذه المدينة بأسواقها التجارية المركزية المتخصصة، والمحال التجارية متعددة الأغراض، ومختلف الخدمات السياحية.
 
مدينة بيشة:
 
تقع على دائرة العرض 2 َ 20 ْ شمالاً وخط الطول 35 َ 42 ْ شرقًا، في الجزء الشمالي من منطقة عسير، وتبعد نحو 250كم عن مدينة أبها باتجاه الشمال، كما تقع على وادي بيشة والطريق الرئيس: نجران - خميس مشيط - بيشة - مكة المكرمة، والذي كان من أهم الطرق التجارية بين جنوب شبه الجزيرة العربية وشمالها قديمًا. كما أنها ترتبط بطرق إقليمية مع كل من مدن: الطائف، ورنية، وسبت العلايا، وأبها، إضافة إلى وجود مطار داخلي فيها.
 
تقع بيشة في قطاع الهضبة الشرقية من عسير في منطقة سهلية مستوية رملية التربة، وتحيط بها الجبال الجرانيتية من جهاتها الشرقية والغربية إضافة إلى أجزاء من الجهة الشمالية، كما يحدها وادي بيشة من جهة الغرب  .  وترتفع عن سطح البحر بنحو 354م.
 
نشأت المدينة من تجمُّع عدد من القرى التي قامت على أطراف وادي بيشة بالقرب من مصادر المياه والتربة الزراعية، وقد اشتهرت بزراعة التمور. كما أن موقعها على طريق نجران - مكة المكرمة التجاري القديم جعلها تنمو بوصفها واحدة من أهم الاستراحات والأسواق التجارية قديمًا، وذُكرت في كثير من كتابات الرحالة والجغرافيين العرب القدماء خاصة الهمداني (ت 344هـ/955م) وابن خرداذبة  
 
تمثل مدينة بيشة المقر الإداري لمحافظة بيشة، ويتبعها 14 مركزًا إداريًا و 845 مركزًا عمرانيًا ريفيًا. ومدينة بيشة هي الثالثة في المرتبة من حيث عدد السكان بين مدن منطقة عسير، وهي مركز الحركة ونقطة التقاء الطرق في محافظة بيشة. بلغ عدد سكان هذه المدينة في عام 1425هـ/2004م 78303 نسمات، منهم 23.2% من غير السعوديين  
 
من أبرز معالم مدينة بيشة  وادي بيشة الذي يمثل ملتقى لأودية: ترج، وتبالة، وهرجاب ومصبًا لها، وقد أُقيم عليه سد الملك فهد على مسافة 4كم إلى الجنوب من بيشة، وهو من أكبر سدود المملكة؛ ويُعد معلمًا معماريًا وسياحيًا مهمًا. ومن أبرز ما يلاحظه الزائر للمدينة مزارع التمور خارج المدينة وداخلها، وسوق التمور الكبيرة في المدينة، إضافة إلى مباني الدوائر الحكومية ومطار بيشة. ويوجد عدد من القرى الأثرية على أطراف وادي عيا، إضافة إلى قلعة بيشة، والقلعة الأثرية في الزَّرعة، وحصن الحيفا على مسافة 25كم تقريبًا من المدينة.
 
مدينة النماص: 
 
عُرفت مدينة النماص بهذا الاسم منذ قرنين تقريبًا، ولا يُستبعد أن اسم مدينة (الجهوة) - التي ذكرها الهمداني قبل أكثر من ألف عام - كان يُطلق عليها وعلى ما حولها من القرى  .  وقد اشتُق اسم النماص من شجر (النمص) الذي ينمو بكثافة في الأودية وقرب مصادر المياه، كما كان يُطلق عليها اسم (القرية)  . 
 
تقع النماص على دائرة العرض 3 َ 19 ْ شمالاً، وخط الطول 8 َ 42 ْ، على الطريق الرئيس: أبها - الباحة - الطائف، على بُعد نحو 150كم شمال مدينة أبها، وإلى الشمال من مدينة تنومة بنحو 30كم. وتقع المدينة فوق قمم جبال السروات وعلى ارتفاع 2400م فوق سطح البحر، في أجزاء سهلية مستوية ذات صخور نارية ومتحولة، وتحيط بها الجروف والمنحدرات الحادة، وبخاصة في الأجزاء الغربية المشرفة على تهامة.
 
وقد نشأت المدينة من تجمُّع عدد من القرى التي قامت على أطراف الأودية وبالقرب من مصادر المياه والتربة الزراعية، حيث لا تزال الوظيفة الزراعية تهيمن على أنماط استخدامات الأراضي، فهي تشغل نحو 70% من إجمالي استعمالات أراضي المدينة.
 
وقد أدى وقوعها على طريق الحج والتجارة القديم وتوسطها بلاد بني شهر إلى ازدهارها بوصفها مركزًا تجاريًا وإداريًا مهمًا، فقد أشار عدد من المصادر إلى أهميتها السياسية والتجارية منذ القرن الثالث عشر الهجري/القرن التاسع عشر الميلادي  .  وهي المقر الإداري لمحافظة النماص، وتتبع لها 3 مراكز إدارية و 325 مركزًا عمرانيًا ريفيًا، وهي المركز الحضري الوحيد في المحافظة. وقد بلغ عدد سكانها في عام 1425هـ/2004م 23780 نسمة. وتحظى المحافظة بكل الخدمات والمرافق الأساسية، وتُعد من مراكز التنمية الإقليمية المهمة في منطقة عسير.
 
وقد ساعد موقعها على قمم جبال السروات واعتدال مناخها وغزارة أمطارها إلى بروزها بوصفها مركز جذب سياحي مهم، فهي تتمتع بكثافة غاباتها، ومناظرها الطبيعية الساحرة، وتعدد أوديتها ومساقط المياه فيها. كما تحوي عددًا من القرى التقليدية والتراثية والقصور والمباني الأثرية، مثل: مدن الوهدة القديمة، والظهارة، والكلاثمة، والخضراء، والعرق... وغيرها. وتضم المدينة وما حولها 5 متنـزهات طبيعية أهمها: متنـزه آل وليد، وجبل سحر. كما يوجد فيها فندق من الدرجة الثانية، و 8 مراكز سكنية مفروشة يبلغ عدد وحداتها 131 وحدة. 
 
مدينة محايل:
 
تقع على دائرة العرض 32 َ18 ْ شمالاً وخط الطول 4 َ 42 ْ شرقًا، أما من حيث الموقع النسبي فإنها تقع على مسافة نحو 85كم في اتجاه الشمال الغربي من مدينة أبها، كما تقع على حافة سهل تهامة بعد الانحدار من مرتفعات السروات، وعند ملتقى الطرق الإقليمية التي تربط أبها بسروات عسير ومدينة جيزان، وجدة بمنطقة مكة المكرمة شمالاً، وتتوسط محايل مجموعة من القرى على وادي حلي وقضا.
 
تقع المدينة في أراضٍ سهلية رملية منخفضة في بداية المنحدرات الجبلية، وتحيط بها الجبال ذات الصخور النارية، وتكثر فيها الأودية التي توفر مصادر المياه وأهمها وادي حلي.
 
نشأت المدينة وتكونت من مجموعة قرى زراعية صغيرة تداخلت فيما بينها مكوِّنةً كتلة عمرانية واحدة اعتمدت على خصوبة التربة ومياه الأودية، وقد أكسبها موقعها المتوسط بين مجموعات القرى الزراعية المنتشرة على الأودية من حولها وارتباطها بالطرق الإقليمية ومناخها الشتوي المعتدل أهمية اقتصادية وإدارية كبيرة؛ فهي تمثل سوقًا رئيسًا لمحيطها الريفي، ومشتى سياحيًا لسكان إقليم السروات من عسير، كما اختيرت مقرًا إداريًا لمحافظة محايل، وتتبعها 6 مراكز إدارية، و 1503 مراكز عمرانية ريفية. بلغ عدد سكانها في عام 1425هـ/2004م نحو 48760 نسمة، شكَّل غير السعوديين منهم نسبة 22.9%  . 
 
تتكون المدينة من كتلتين عمرانيتين رئيستين شبه منفصلتين: كتلة شرقية أصغر ذات نسيج شبكي حديث، وكتلة غربية أكبر تمثل نواة المدينة وهي ذات نسيج عمراني تقليدي، ويحيط بهما طريق (حزام) دائري حديث. تمثل مباني الدوائر الحكومية والخدمية والسوق المركزية والعمارات السكنية أبرز المعالم العمرانية في هذه المدينة، كما يوجد فيها بعض الحصون الأثرية، وقلعة جبل منضاب، ومتنـزه البلدية، وكل ذلك يمثل جواذب سياحية.
 
مدينة سراة عبيدة: 
 
كان كل قسم من مرتفعات السروات يُنسب - منذ القدم - إلى القبيلة التي تسكنه  ،  وسُمي الجزء الذي كانت تسكنه قبيلة عبيدة باسمها، واكتسبت المدينة ذلك الاسم أيضًا.
 
وتقع مدينة سراة عبيدة على دائرة العرض 4 َ 18 ْ شمالاً وخط الطول 9 َ 43 ْ شرقًا، فوق مرتفعات السروات، على الطريق الإقليمي: نجران - خميس مشيط - أبها. ويمر بها الطريق التجاري القديم: نجران - مكة المكرمة، وقد ذكرها الهمداني بوصفها إحدى المحطات على هذا الطريق. وتبعد سراة عبيدة نحو 95كم في اتجاه الجنوب الشرقي من مدينة أبها.
 
وتقع هذه المدينة في سهل رملي، وتحيط بها الجبال ذات الصخور الجرانيتية والشستية من جهتها الشرقية والجنوبية، وتتخللها بعض الشعاب الصغيرة.
 
وقد نشأت قديمًا بوصفها محطة على الطريق التجاري القديم: نجران - مكة المكرمة، ثم عُرفت بوصفها سوقًا تجارية للمنطقة في عام 1310هـ/1892م، ومن ثم بدأت مسيرة التطور السريع من قرية صغيرة إلى مدينة ثم مقر إداري لمحافظة سراة عبيدة، وتتبعها 10 مراكز إدارية و 557 مركزًا عمرانيًا ريفيًا. وقد بلغ عدد سكانها في عام 1425هـ/2004م 12086 نسمة.
 
يختلط العمران القديم والحديث في المدينة، ويشكل الطريق الإقليمي العام: نجران - خميس مشيط - أبها المحور الأساسي لنمو المدينة بشكل طولي، وتشكل مباني الإدارات الحكومية والخدمية أبرز المعالم العمرانية في المدينة.
 
مدينة تثليث: 
 
اشتُق اسم مدينة تثليث من وادي تثليث الذي يجري في وسطها. وتقع هذه المدينة على دائرة العرض 30 َ 19 ْ شمالاً وخط الطول 41 َ 43 ْ شرقًا، في قطاع الهضبة الشرقية من منطقة عسير. ومن حيث الموقع النسبي فإنها تقع على بُعد نحو 235كم في اتجاه الشمال الشرقي من مدينة أبها العاصمة الإدارية للمنطقة، وعلى بُعد 15كم في اتجاه الشمال الغربي من الطريق الإقليمي: خميس مشيط - الرياض، وتتصل به بطرق فرعية مسفلتة.
 
تحيط بهذه المدينة سلاسل جبلية مكونة من صخور الجرانيت والشيست، وجبال منفردة تربط بينها السهول والأودية غير العميقة والهضاب.
 
تُعد مدينة تثليث من مراكز الاستقرار القديمة التي تطورت من قرية زراعية على وادي تثليث إلى حاضرة لبادية قحطان وسط الجزء الصحراوي من منطقة عسير. وقد اختيرت مقرًا إداريًا لمحافظة تثليث أكبر محافظات المنطقة مساحةً، ويتبعها 12 مركزًا إداريًا و 352 مركزًا عمرانيًا ريفيًا. وقد بلغ عدد سكان المدينة في عام 1425هـ/2004م 6580 نسمة.
 
تتوزع الكتلة العمرانية للمدينة على وادي تثليث، ويغلب عليها النسيج الشبكي ماعدا وسط المدينة الذي تكثر فيه المباني الطينية القديمة. وتمثل مباني الإدارات الحكومية والخدمية أبرز معالم المدينة، كما توجد فيها قرية تثليث الأثرية.
 
مدينة أحد رفيدة:
 
ذُكرت في الكتب العربية القديمة باسم (جُرَش) التي اندثرت، وترجع التسمية الحالية إلى يوم سوقها الأسبوعية التي كانت تُعقد كل يوم أحد، والتي كانت تحميها قبيلة رفيدة في بلاد قحطان (أو سراة جنب).
 
تقع أحد رفيدة على دائرة العرض 13 َ 18 ْشمالاً وخط الطول 49 َ 42 ْ شرقًا. أما من حيث الموقع النسبي فقد تميزت منذ القدم بوقوعها على مرتفعات السروات قرب بعض الأودية - وبخاصة وادي بيشة - مما وفر لها مصادر المياه. كما كانت قديمًا (مدينة جُرَش القديمة) تقع على طريق القوافل التجارية بين نجران ومكة المكرمة؛ مما زاد في ازدهارها وتطورها منذ القرن الأول الميلادي حتى القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي أو الثامن الهجري/الرابع عشر الميلادي إذ اندثرت المدينة وظهرت بعد ذلك باسم أحد رفيدة  .  وما زالت هذه المدينة تقع على الطريق الإقليمي: نجران - خميس مشيط - أبها، وعلى بُعد نحو 45كم إلى الجنوب الشرقي من مدينة أبها.
 
تقع المدينة في منطقة سهلية تخترقها أودية أهمها وادي بيشة، وتحيط بها الجبال الجرانيتية من الغرب والشرق والجنوب.
 
تُعد مدينة أحد رفيدة المقر الإداري لمحافظة أحد رفيدة، وتؤدي دورًا وظيفيًا إداريًا وخدميًا مهمًا على مستوى المحافظة، وتتبع لها 7 مراكز إدارية و 215 مركزًا عمرانيًا ريفيًا. وتتميز بوقوعها على الطريق الإقليمي أبها - نجران، وبكونها متنـزهًا سياحيًا مهمًا في المنطقة، وبوجود معالم ومواقع أثرية فيها، كما أن وجود قاعدة الملك خالد الجوية ومدينة الملك فيصل العسكرية فيها أكسبها أهمية إستراتيجية وأمنية كبيرة على المستوى الوطني. وقد بلغ عدد سكانها في عام 1425هـ/2004م 50080 نسمة، شكل غير السعوديين منهم نسبة 11%  . 
 
أسهمت طبوغرافيا المدينة واختراق وادي بيشة لها في تناثر العمران في كتل متباعدة تربط بينها الطرق الرئيسة. ومن أبرز معالمها العمرانية: مباني الدوائر الحكومية، وقاعدة الملك خالد الجوية، ومدينة الملك فيصل العسكرية، والمراكز السكنية، بالإضافة إلى المنشآت الخدمية والسياحية. كما يوجد بالقرب منها كثير من الآثار والمناطق الأثرية مثل: آثار مدينة جُرَش  القديمة، ووادي حمومة، بالإضافة إلى وجود متحف للتراث الشعبي، كما أنها قريبة من بعض المتنـزهات السياحية مثل: متنـزه الحبلة، والمربع، وعريبة، والجوف.
 
مدينة ظهران الجنوب: 
 
تقع مدينة ظهران الجنوب فوق مرتفعات السروات على دائرة العرض 40 َ 17 ْ ْشمالاً وخط الطول 30 َ 43 ْ شرقًا. أما من حيث الموقع النسبي فتقع على بُعد نحو 160كم إلى الجنوب من مدينة أبها، وعلى الطريق الإقليمي: أبها - نجران. كما تقع على وادي العرين الذي يوفر لها المياه والتربة الزراعية الخصبة، وتُعد مدينة حدودية بالنسبة إلى منطقة عسير مع الجمهورية اليمنية، وهي على بُعد نحو 25كم من الحدود اليمنية.
 
تحيط الجبال بهذه المدينة من كل جوانبها، وتتخللها الأودية؛ وبخاصة وادي العرين الذي يمثل المحور الأساسي للنمو العمراني فيها.
 
إن وقوع المدينة على الطريق التجاري القديم (طريق الفيل) وعلى وادي العرين جعلها موقع استقرار زراعي أكسبها أهمية اقتصادية وتجارية منذ القِدَم، وقد ذكرها الهمداني فيما ذكر من المراكز العمرانية القديمة. وبما أن المدينة الآن تُعدُّ مدينة حدود إدارية بالنسبة إلى منطقة عسير لوقوعها على حدودها مع منطقة نجران فهي تشكل بوابة الدخول إلى عسير منها، كما تمثل منفذًا بريًا للقادمين إلى عسير من اليمن لأنها تتصل بحدود الجمهورية اليمنية، وقد أدى هذا إلى وجود الدوائر الحكومية والأمنية المعنية بالحدود الدولية فيها. كما ساعد موقعها على مرتفعات السروات في اعتدال مناخها في فصل الصيف، مما شجع تنمية السياحة الصيفية فيها.
 
تمثل مدينة ظهران الجنوب المقر الإداري لمحافظة ظهران الجنوب، وتتبعها 9 مراكز إدارية، و 457 مركزًا عمرانيًا ريفيًا. وقد بلغ عدد سكانها في عام 1425هـ/2004م 20890 نسمة.
 
يتجاور العمران الحديث والقديم بصورة بارزة، ومعهما المزارع بوصفها امتدادًا للوظيفة الزراعية للقرى التي تكونت منها المدينة، كما تمثل مباني الدوائر الحكومية والخدمية والحدائق والمتنـزهات الجبلية أبرز معالم مدينة ظهران الجنوب.
 
شارك المقالة:
47 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook