مراكز العمران الرئيسة في منطقة جازان في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
مراكز العمران الرئيسة في منطقة جازان في المملكة العربية السعودية

مراكز العمران الرئيسة في منطقة جازان في المملكة العربية السعودية.

 

 مراكز العمران الريفي

 
إن منطقة جازان تتميز بثلاثة معالم طبيعية هي: سهل تهامة، والهضاب، والمرتفعات الجبلية، ويكمن الاختلاف بين هذه البيئات الثلاث في عامل الارتفاع الذي تولد عنه تباين في التربة وموارد المياه والغطاء النباتي، هذه العوامل تعمل مجتمعة مع العوامل الثقافية على تباين التوزيع السكاني والأنماط العمرانية.
 
ويوضح (جدول 29) أن معظم السكان في المنطقة يعيشون في المراكز الريفية؛ بنسبة مقدارها 66% من إجمالي السكان، بينما يمثل سكان المراكز الحضرية 34% من إجمالي السكان.
 
وتبعًا للتباين في تضاريس المنطقة يمكن تصنيف المراكز العمرانية الريفية وخصائصها على النحو الآتي:
 
 
1 - العمران الريفي في سهل تهامة:
 
يمتد سهل تهامة من شاطئ ساحل البحر الأحمر إلى ارتفاع 100م فوق مستوى سطح البحر، وينحدر هذا السهل تدريجيًا نحو الغرب، حيث تقع أهم القرى على مجاري الأودية حول الأراضي الزراعية وقد أدت وفرة المياه وخصوبة التربة وتوافر خدمات البنية الأساسية إلى ارتفاع الكثافة السكانية بهذا السهل إلى أكثر من 150 نسمة / كم كما هي الحال في محافظات ضمد وصامطة.
 
ويضم سهل تهامة 8 محافظات ومدن هي مدينة جازان ومحافظات صبيا وأبو عريش وصامطة وضمد وأحد المسارحة وبيش والدرب تحتوي ما نسبته 25.2% من مراكز العمران الريفية التي يسكنها 68% من السكان الريفيين الذين يتوزعون على قرى ذات كثافة سكانية عالية بلغت في المتوسط 627 نسمة.
 
ومن الخصائص التي تميز القرى والمراكز في سهل تهامة ما يأتي:
 
 تقاربها وتجاورها بعضها من بعض إذ تأتلف كل قرية مع القرية المجاورة في وحدة اقتصادية متكاملة.
 
 النشاط الزراعي هو المهنة الرئيسة للسكان إضافة إلى الصيد البحري ورعي الماشية.
 
 تؤلف كل قرية وحدة اجتماعية سكانها من ذوي القربى في الغالب.
 
 تعتمد الحياة في القرية على الملكية الخاصة سواء ملكية الأرض الزراعية أو ملكية المساكن.
 
 لكل مجموعة من القرى سوق أسبوعي لتصريف المنتجات الزراعية، والحصول على المتطلبات الأسرية لسكان القرى  . 
 
ومن الواضح أنَّ نمط المساكن في سهل تهامة كان يعكس -إلى وقت قريب - الارتباط الكبير بين النمط العمراني والبيئة؛ إذ إن المواد الخام التي كانت توفرها البيئة تعد أهم العوامل المؤثرة في نمط المسكن. لذا فقد ساد نمط العشة في المراكز الريفية، وهو يتناسب إلى حد كبير مع الظروف المناخية لسهل تهامة والتي لم يكن يتوافر فيها خدمات الكهرباء. ويوضح (جدول 30) توزيع العمران الريفي في منطقة جازان حسب البيئات التضاريسية.
 
2 - العمران الريفي في الهضاب:
 
تشمل بيئة الهضبة الأراضي الممتدة بين المرتفعات العالية في الشرق، وسهل تهامة في الغرب، ويراوح ارتفاع هذه الأجزاء بين 100 و 900م فوق مستوى سطح البحر، وتشغل نحو 35% من إجمالي مساحة منطقة جازان، وتتميز الهضاب بقلة الأراضي الخصبة، ومحدودية الأراضي الزراعية؛ مما جعل السكان يمارسون الرعي، وتضم هذه الأجزاء محافظة الحرث والعارضة والعيدابي، كما تشتمل على ما نسبته 21% من إجمالي مجموع السكان في منطقة جازان يتوزع هؤلاء على ما يقارب 1251 قرية؛ أي ما نسبته 37.3% من مجموع القرى بمنطقة جازان، ويصل متوسط سكان القرى في نطاق الهضبة إلى نحو 130 نسمة، وهي بذلك تعد مراكز عمرانية متوسطة بين سهل تهامة الذي يتميز بالمراكز العمرانية ذات التركز السكاني الكبير، وبين المرتفعات العالية التي تتميز بالتشتت العمراني وقلة أحجام القرى؛ ولذا نجد أن من أهم الخصائص العمرانية لهذه الأراضي أنها تجمع بين المراكز العمرانية ذات التركز السكاني الكبير، وكذلك القرى والهجر الصغيرة التي تتناثر في معظم نطاقات الهضبة، ويلاحظ أن القرى ذات الكثافة السكانية الكبيرة في الهضبة تتركز حول مجاري الأودية، حيث تتوافر الأراضي الخصبة، مثل بلدة الخوبة والعارضة والعيدابي التي لها أهميتها الزراعية إضافة إلى أنها أسواقٌ أسبوعية مهمة.
 
ولا تزال أراضي الهضبة تتميز بمساكنها التقليدية التي هي عمومًا أصغر حجمًا من المساكن الموجودة في سهل تهامة، وتتمثل في العشش التي تنتشر بشكل كبير في الأجزاء المحاذية لسهل تهامة، كما توجد البيوت الحجرية في الأجزاء الشرقية من الهضبة والقريبة من المرتفعات أيضًا، ويشتمل البيت الحجري على طابقين، يستخدم الأول مكانًا للحيوانات ومخزنًا للحبوب والأعلاف، أما الطابق الثاني فيخصص للسكن، إضافة إلى ذلك هناك بيوت الطين والصفيح.
 
3 - العمران الريفي في المرتفعات الجبلية:
 
تشغل هذه المرتفعات الأجزاء الشرقية من منطقة جازان التي يزيد ارتفاعها عن 900م فوق مستوى سطح البحر، وهي أراضٍ جبلية صعبة ذات أودية سحيقة يصعب معها التنقل خاصة أثناء سقوط الأمطار، وتشغل هذه المرتفعات نحو 13% من مساحة منطقة جازان، وتتميز بقلة التربة الزراعية؛ الأمر الذي جعل الاستقرار السكاني يرتبط ارتباطًا وثيقًا بما يُعْرَفُ بالمدرجات الجبلية؛ حيث توجد مساحات من الأراضي الزراعية متناثرة وصغيرة ترتبطُ بالسفوح الجبلية.
 
وتشتمل المرتفعات الجبلية على محافظتي الدائر والريث اللتين تضمان ما نسبته 10.8% من مجموع سكان منطقة جازان، كما أن هذه المرتفعات تشتمل على 1228 قرية تشكل ما نسبته 36.6% من مجموع القرى في منطقة جازان، إلا أن هذه القرى صغيرة ومتناثرة على سفوح الجبال، حيث يصل متوسط الحجم السكاني للقرى إلى نحو 69 نسمة، وهي بذلك تعد أقل أجزاء منطقة جازان في أحجام القرى، ومع ذلك التناثر للمراكز العمرانية وقلة أحجامها إلا أن هناك مراكز عمرانية تُعدُّ ذات أحجام سكانية كبيرة مثل بلدة فَيْفَاء والدائر، وتتميز المساكن في هذه المرتفعات بأن غالبيتها من المساكن الحجرية في شكل قلاع وحصون تتركز فوق قمم الجبال، وصُمَّمتْ بوصفها مواقع دفاعية حيث النوافذ الضيقة والأسقف المنخفضة، ولاتزال المرتفعات الجبلية تعاني صعوبة الاتصالات والتنقل؛ ما جعلها شبه معزولة عن المراكز الحضرية، وقد لوحظ في الآونة الأخيرة هجرة السكان الذين يعيشون فوق قمم الجبال إلى الأمكنة التي تتميز باستواء أراضيها مثل بلدة الدائر؛ لمحدودية الأراضي وقلة توفر المواد الخام لبناء المساكن وضعف الإنتاج الاقتصادي في قمم الجبال وصعوبة الوصول بالسيارات إلى قمم الجبال، وقلة فرص العمل.
 
4 - العمران الريفي في الجزر:
 
تضم جزر فرسان عددًا محدودًا من المراكز العمرانية الريفية بنسبة 0.8% من مجموع السكان في منطقة جازان، ووفقًا لتعداد عام 1425هـ / 2004م فقد بلغ مجموع مساكن هذه المراكز 3673 مسكنًا، وذلك بمتوسط عدد سكاني يقدر بـ 131 نسمة لكل مركز عمراني، وحسب التعداد السكاني لعام 1413هـ / 1992م هناك ما نسبته 84% من إجمالي المساكن هي من نمط المساكن الشعبية المبنية بالطوب والمسقوفة بالأخشاب، كما أن هناك ما نسبته 5.6% من إجمالي المساكن تنتمي إلى نمط العشش والصنادق، أما نمطا الفلل والشقق فقد بلغت نسبتهما 2% لكل منهما، إضافة إلى أن هناك نحو 8.4% تنتمي إلى أنماط أخرى مثل بيوت الطين أو دور في منـزل وغيرها، وتعد بلدة فرسان أهم مركز حضري في هذه الجزر؛ إذ إنها تمثل المقر الإداري لمحافظتها والميناء ومركز الإدارات الحكومية، وقد بلغ عدد السكان في هذه المدينة 8547 نسمة عام 1413هـ أما في عام 1425هـ فقد بلغ عدد سكانها 10299 نسمة. ومن القرى المهمة في هذه الجزر قرية المحرق التي تتميز بأشجار النخيل، كما توجد فيها قرية وادي مطر الأثرية، ثم قرية القصار التي تعد مصيفًا للسكان؛ لما يتوافر فيها من المياه العذبة وأشجار النخيل، كما توجد فيها قرية الكدمي الأثرية، ثم قرية المسيلة التي يسكنها عدد من أبناء البادية من العبوس فتشتهر مبانيها بأنها من سعف النخيل، إضافة إلى قرية صير التي ازدهرت فيها تجارة اللؤلؤ وصيد الأسماك  
 
شارك المقالة:
53 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
2

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook