تختلف مراكز العمران في منطقة الرياض من حيث تاريخ نشأتها ومواقعها وأحجامها ونمط تخطيطها والعوامل المؤثرة في نموها، مثل ما كانت تختلف في نمط البناء ومواده المستخدمة فيه ونوعيتها، وكما مر بنا في الفقرة السابقة، كان للعوامل الطبيعية والبشرية دور مهم في قيام مراكز العمران في المنطقة، وكان الاهتمام في الماضي يتركز على توافر المياه والتربة الخصبة والحماية الطبيعية للمكان.

وتتميز مراكز العمران في النطاق الرسوبي بأنها متقاربة نسبيًا، حيث يوجد مركز حضري رئيس، وبقربه تجمعات حضرية صغيرة أو تجمعات ريفية وقصور ومزارع متفرقة، ويمكن ملاحظة ذلك في محافظات: الخرج، والأفلاج، ووادي الدواسر، وكذلك المحافظات المجاورة لمدينة الرياض مثل حريملاء والمزاحمية.

أما المراكز العمرانية في الدرع العربي - ومعظمها حديث النشأة - فإنها متفرقة ومتباعدة، تفصل بينها مسافات كبيرة، وغالبيتها تُعْرَفُ بالهجر التي قامت نتيجة استيطان أبناء البادية الذين اتخذوا من موارد مياههم السابقة أمكنة للاستيطان.

وحسب نتائج تعداد السكان عام 1425هـ / 2004م يوجد في منطقة الرياض 36 مركزًا عمرانيًا حضريًا يبلغ سكان كل واحد منها خمسة آلاف نسمة فأكثر، وهناك 373 مركزًا عمرانيًا آخر فيه أقل من خمسة آلاف نسمة. ويبلغ مجموع سكان المراكز الحضرية 4935731 نسمة يمثلون نحو 90% من إجمالي سكان المنطقة، أما المراكز العمرانية الريفية فيبلغ عدد سكانها 519632 نسمة يمثلون نحو 10% من سكان المنطقة. ويبين (جدول 48) تطور عدد مراكز العمران الحضري والريفي وعدد سكانها في المنطقة بين عامي 1394 و 1425هـ / 1974 و 2004م.

أما (جدول 49) فيوضح توزيع مراكز العمران الحضري والريفي وعدد سكانها ونسبتهم في المنطقة حسب المحافظات لعام 1425هـ / 2004م