مرض البلهاريسيا

الكاتب: نور الياس -
مرض البلهاريسيا

مرض البلهاريسيا.

 

 

بلهارسيا الأمعاء

 

البلهاريسيا من أقدم الأمراض وأكثرها شيوعًا في مصر منذ الفراعنة، وتؤثر بشكل خاص على الحالة الصحية لشعوب الدول النامية، والبلهاريسيا متوطنة كمرض في نحو 73 دولة، ومعظم هذه الدول تتمركز في القارات الأفريقية والأسيوية وأمريكا الجنوبية، وتحدث الإصابة بالعدوى عند تعرض الشخص إلى مياه الترع والمصارف وغيرهما، حيث إن (السركاريا)- وهي الطور المعدي في مرض البلهاريسيا- تعيش سابحة في هذه المياه.، وللسركاريا حساسية خاصة للإنسان، حيث إنها تتأثر به وتتجه إليه وتلتصق بسطح الجلد وتخترقه بمساعده الإفرازات المذبية للأنسجة التي تكونها عند الاختراق وتترك ذيلها خراج الجسم، ويبلغ طول السركاريا (1) مم تقريبًا.

تعيش دوة البلهاريسيا في الوريد البابي وفروعه، وبعضها يترك الوريد البابي متوجهًا إلى الأمعاء حتى يتم وضع البيض، ثم يحدث تفاعل مناعي بين بويضة البلهاريسيا والإفرازات الناتجة عنها وبين أنسجة القولون، ويؤدي هذا التفاعل إلى حدوث التهاب وقرح في القولون يطلق عليها (القرح البلهاريسية)، وقد يزول الالتهاب وتتكلس بويضة البلهاريسيا مكونة ما يعرف بـ (اللطعات الرملية)، وأحيانًا تتكون أنسجة كولاجينية تؤدي إلى تكوين نسيج ليفي كثيف في جدار الأمعاء مما يسبب تضيقه.

 

أنواع البلهاريسيا:

 

يوجد أنواع متعددة للبلهاريسيا، وأكثرها شيوعًا وانتشارًا في مصر هي: البلهاريسيا المعوية (مانسوني) وتنتشر في دلتا مصر، وبلهاريسيا المجاري البولية (هيماتوبيوم)، وتنتشر في وادي النيل.
والأنواع الأخرى للبلهاريسيا هي: البلهاريسيا اليابانية (جابونكم) وتسبب بلهاريسيا القولون الرفيع، وهي تتمرز أساسًا في الشرق الأقصى، بلهاريسيا (إنتركاليتم) وهي موجودة في أفريقيا وتؤثر على القولون الغليظ، بلهاريسيل (ماكونجي) وهي متوطنة في جنوب آسيا، بلهاريسيا الطيور، وليس لها أهمية طبية للإنسان.
والبلهاريسيا المنتشرة في مصر (بلهاريسيا الأمعاء) و (بلهاريسيا المجاري البولية)، وهما تؤثران على الكثير من أجهزة وأعضاء الجسم، فتؤثران على الكبد والطحال، والجهاز البولي (الكليتين، والحالبين، والمثانة البولية)، وقد تؤثران على الجهاز العصبي (المخ والحبل الشوكي). وأيضًا قد تؤثران على الجلد والعين والقلب والرئتين، والرحم والمبيضين... إلخ، ولهذه الأهمية فلقد أفردت فصلاً كاملاً متحدثًا فيه عن البلهاريسيا، ومضاعفاتها، وعلاجها، وطرق الوقاية منها في كتاب (الكبد وأمراضه بين الحقيقة والوهم).

 

أعراض وعلامات بلهاريسيا الأمعاء:

 

- ألم متكرر في البطن.
- نوبات من الإسهال والدوسنطاريا يطلق عليه (الدوسنطاريا البلهاريسية)، هذه الدوسنطاريا والمصحوبة بالتعنية قد تؤدي إلى حدوث سقوط في فتحة الشرج أو شرخه، وهذا النوع من الدوسنطاريا لا يستجب إلا للعلاج المضاد للبلهاريسيا، وسنتحدث عنه لاحقًا بإذن الله.
- في حالة الإصابة الشديدة بالبلهاريسيا أو في حالة تكوين ما يعرف بـ (السلائل) (بولب البلهاريسيا)، قد يحدث إسهال غزير مصحوب بدم كثيف ومخاط، وبالطبع سيؤدي ذلك إلى حدوث فقر الدم (الأنيميا)، وضعف عام وهزال، وفقد للشهية، وتأخر في نمو الأطفال المصابين بالبلهاريسيا.
- في حالات البلهاريسيا المزمنة ومضاعفاتها قد يحدث تورم في نهاية أطراف أو سلاميات اليدين والقدمين، وقد يصحب ذلك تضخم أو تورم في الرسغين أو الكاحلين بالقدم.
- عندما يقوم الطبيب بفحص بطن المريض المصاب بالبلهاريسيا قد يجد تضخمًا في حجم الكبد أو الطحال، ويشعر المريض بألم في أسفل البطن عندما يقوم الطبيب بجس القولون بيده، وقد يكتشف الطبيب ورمًا يطلق عليه (الورم البلهاريسي).

 

الفحوص اللازمة لتشخيص البلهاريسيا:


إن أهم الفحوص التي نحتاج إليها للتشخيص هي:

- فحص البول والبراز للكشف عن بويضة البلهاريسيا.
- عمل منظار شرجي وأحيانًا منظار قولوني، وأخذ عينة من نسيج الأمعاء للكشف عن بويضة البلهاريسيا.
- أحيانًا نحتاج إلى تحديد الأجسام المناعية المضادة للبلهاريسيا في دم المريض، وتعرف هذه بالطريقة غير المباشرة لتحديد الإصابة بالبلهاريسيا.
- فحص البطن بالوجات الصوتية على الكبد والطحال... إلخ.
- فحص القولون بالمنظار الضوئي أو أشعة صبغة الباريوم، يساعدنا في تحديد وجود قرح البلهاريسيا أو أورام البلهاريسيا، أو في وجود سلائل (بولب البلهاريسيا)، أو في وجود تضيق بالقولون ناتج عن الإصابة بالبلهاريسيا.
إن لكل فحص من هذه الفحوص أهمية طبية خاصة وتفسير خاص، وقد نحتاج إليها جميعها حيث إنها مكملة لبعضها البعض.

 

شارك المقالة:
124 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook