يُمكن تعريف مرض الزهريّ (بالإنجليزية: Syphilis) على أنّه أحد انواع العدوى المنقولة جنسياً (بالإنجليزية: Sexually transmitted infections) والناتج عن الإصابة بالبكتيريا المعروفة باللولبيّة الشاحبة (باللاتينية: Treponema pallidum). وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا المرض شائع، فقد سجلت مراكز مكافحة الأمراض واتقائها (بالإنجليزية: Centers for Disease Control and Prevention) في عام 2016 م إصابة ما يُقارب 88.000 حالة في الولايات المتحدة الأمريكيّة بالزهريّ، ولكن بيّنت أنّ عدد النساء المصابات بهذا الداء في تراجعٍ، بينما عدد حالات الإصابة بين الرجال في زيادة وخاصة بين الشاذين جنسياً.
من الممكن أن يُصاب الإنسان بالزهريّ دون أنْ تظهر عليه أيّة أعراض لسنوات طويلة، وفي المقابل يمكن أن تظهر مجموعة من الأعراض التي تختلف باختلاف مرحلة المرض، حيثُ يتطوّر داء الزهريّ على عدّة مراحل مختلفة، تصاحب كلٌ منها أعراض تختلف عن المرحلة الأخرى، ويجدر التنبيه إلى أنّه في بعض الحالات من الممكن أنْ يدخل المصاب المرحلة دن أنْ تظهر عليه أعراضها، أو قد تتداخل أعراض المراحل المختلفة مع بعضها البعض. وفيما يأتي بيان هذه المراحل وأعراض كلٍ منها بشكلٍ عامّ:
يجدر بالمصابين الخضوع للعلاج، وذلك لأنّ المرض لا يزول من تلقاء نفسه، وكذلك إنّ ترك المصاب دون علاجٍ يتسبب بتقدمه إلى مراحل أشد خطراً وحدوث بعض المضاعفات الصحيّة الخطيرة، وكذلك يجدر التنبيه إلى عدم ممارسة الجنس بأشكاله المختلفة أثناء تلقّي العلاج، ولمدّة أسبوعين بعد انتهاء العلاج، وفي الحقيقة يُعدّ العلاج الأمثل للزهريّ صرف المضادات الحيويّة الملائمة، وتُصرف هذه المضادات بوصفة طبيّة، الأمر الذي يُلزم المصاب للخضوع لفحص الكشف عن الزهريّ قبل خضوعه للعلاج، وفي الحقيقة يعتمد العلاج على مدّة الإصابة بالزهريّ، فمثلاً يُعالج المصابون بالزهريّ لمدّة لم تتجاوز العامين بحقنة واحد من البنسلينات (بالإنجليزية: Penicillin)، أو عن طريق تناول حبوب من المضادات الحيويّة تُعطى لمدة تتراوح ما بين عشرة وأربعة عشر يوماً، أمّا في الحالات التي يكون فيها الشخص قد أصيب بالزهريّ لأكثر من سنتين فعندها يكون الخيار الأمثل صرف حقنة من البنسلينات مرة في الأسبوع لثلاث أسابيع، وفي حال عدم توفر البنسلين أو عدم القدرة على إعطائه يمكن اللجوء للمضادات الحيويّة التي تُعطى عن طريق الفم لمدّة تصل إلى ثمانية وعشرين يوماً.
وفي الحقيقة تُعدّ هذه المضادات الحيويّة كغيرها من الأدوية، قادرة على التسبّب بآثار جانبية عديدة، ولعلّ من أهمّها التفاعل التحسسيّ الذي يظهر على المصاب بعد تلقّيه الحقنة، ولذلك يُراقب المختص حالة المصاب بعد حقنه بالبنسلينات لتقديم العلاج المناسب في حال ظهور علامات التحسس، ومن ناحية أخرى يمكن القول إنّ اثنين من بين كل خمسة مصابين يُعانون من آثار وأعراض جانبية تُشبه أعراض الإنفلونزا، والتي غالباً ما تتمثل بالحمّى، والصداع، وآلام المفاصل والعضلات، ويمكن إعطاء الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) للسيطرة على هذه الأعراض، وغالباً ما تختفي في غضون أربع وعشرين ساعةً.