مرض الصدفية

الكاتب: وسام ونوس -
مرض الصدفية

 

 

مرض الصدفية

 

تُعّرف الصدفية أو الصداف (بالإنجليزية: Psoriasis) على أنها التهاب جلدي مزمن شائع الحدوث، يتميز بوجود بقع حمراء بارزة على الجلد وقشور فضية اللون، وما زال السبب الرئيسي للإصابة بمرض الصدفية غير معروف، ولكن يعتقد الباحثون أنّ العوامل الوراثية، والبيئية، والمناعية، تلعب دوراً في الإصابة به، ويُعد هذا المرض من الأمراض المناعية الذاتية، أي يتطور عندما يكون يحدث خلل في الجهاز المناعي بصورة تُلحق الضرر بالجسم، وذلك بفعل الخلايا التائية (بالإنجليزية: T cells) النشطة التي تحفز إنتاج خلايا الجلد بمعدل عشرة أضعاف المعدل الطبيعي، ومن الجدير بالذكر أنّ أعراض الصدفية قد تظهر في أي جزء من أجزاء الجسم، مثل: اليدين، والقدمين، والأظافر، والجفون، والأذنين، والفم، والشفتين، وفي ثنايا الجلد،ولكن تظهر في مناطق الجسم بنسب مختلفة حسب ما ذُكر في دراسة نشرت في مجلة روماتولوجيا أو طب الروماتزم (بالإنجليزية: Reumatologia) عام 2018 م؛ إذْ يعد كل من الكوعين، والركبتين، وفروة الرأس، وسرّة البطن، والمنطقة القطنية في الظهر أكثر المناطق التي تظهر فيها الأعراض.

ولمعرفة المزيد عن الصدفية يمكن قراءة المقال الآتي: (ما_هي_الصدفية_وما_علاجها).


إنّ الهدف الأساسي لعلاج مرض الصدفية هو إيقاف النموّ السريع غير الطبيعي لخلايا الجلد، ويختلف علاج الصدفية من شخصٍ لآخر باختلاف شدة الإصابة وموضعها ونوع الصدفية الذي يُعاني منه المصاب، وقد يوصي الطبيب بعلاج ما ثم يوصي بعلاجٍ آخر إن لم يجدي العلاج الأول نفعاً، وبشكل عام توجد العديد من العلاجات المختلفة للصدفية مثل العلاجات الموضعية التي تُستخدم في الحالات المعتدلة إلى المتوسطة من الصدفية، مثل: المرطبات، وقطران الفحم (بالإنجليزية: Coal Tar)، ونظائر فيتامين د، والكورتيكوستيرويدات الموضعية، وقد يُلجأ في الحالات الأكثر شدة إلى استخدامها بالتزامن مع العلاجات الجهازية أو الضوئية، ويتضمن العلاج الضوئي (بالإنجليزية: Phototherapy) تعريض الجسم أو المنطقة المصابة للأشعة، التي قد تكون طبيعية - أي أشعة الشمس- أو اصطناعية كالأشعة فوق البنفسجية، ويُقصد بالعلاجات الجهازية الحُقن الدوائية والعلاجات الفموية، ومن الأمثلة عليها: الميثوتريكسات (بالإنجليزية: Methotrexate)، والريتينويدات (بالإنجليزية: Retinoids).

ولمعرفة المزيد عن علاج الصدفية يمكن قراءة المقال الآتي: (ما_هو_علاج_الصدفية).

 

أعراض الصدفية

يرافق الإصابة بمرض الصدفية ظهور العديد من الأعراض، وتتمثل الأعراض العامة للمرض بظهور بقع جافة، وسميكة، وبارزة على الجلد تُغطيها عادةً قشور بيضاء إلى فضية اللون تُسبّب الشعور بالحكّة، وتتنوع الأعراض الأخرى للصدفية تبعاً لنوعها، ومكان، ومساحة المنطقة المصابة، وفيما يأتي تفصيل هذه الأعراض حسب نوع الصدفية:

  • الصدفية اللويحية: (بالإنجليزية: Plaque psoriasis)، هي أكثر أنواع الصدفية انتشاراً، وبحسب ما أشارت له الأكاديمية الأمريكية لجمعية الامراض الجلدية (بالإنجليزية: American Academy Of Dermatology)، فإن نسبة انتشار الصدفية اللوحية يتراوح ما بين 80-90%؛ وأهمّ ما يميز هذا النوع هو وجود لويحات من الجلد السميك البارز قد تكون مغطاةً في بعض الأحيان بقشور جافة بيضاء تميل إلى اللون الفضي، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه اللويحات تختلف في المساحة التي تُغطيها، وقد تتحدّ اللويحات الصغيرة لتشكّل لويحات أخرى أكبر حجمًا، وتظهر هذه اللويحات عادةً في فروة الرأس، والكوعين، والركبتين، وأسفل الظهر ولكن هذا لا ينفي احتمالية ظهورها في أي جزء آخر من الجسم.
  • الصدفية النقطية: (بالإنجليزية:Guttate psoriasis)، عند الإصابة بهذا النوع من الصدفية تظهر على الجلد نتوءات صغيرة متقشّرة يميل لونها إلى اللون الزهري بشكل مفاجئ، وتظهر هذه النتوءات على الساقين، والذراعين، والجذع بشكل أساسي، مع احتمالية إصابة الوجه، وفروة الرأس، والأذنين، ومن الجدير بالذكر أن هذا النوع من الصدفية شائع الحدوث بين الأطفال والشباب المصابين بالعدوى؛ كالتهاب الحلق مثلاً، ومن الجيد أن هذا النوع من الصدفية يُعدّ مؤقتاً في أغلب الأحيان؛ إذ تختفي أعراضه من تلقاء نفسها دون اللجوء لأي نوع من أنواع العلاجات خلال أسابيع، أو أشهر، أو بعد القضاء على العدوى، ولكن يجدر التنبيه إلى أنّه في بعض الحالات قد تستمر أعراض الصدفية النقطية مدى الحياة.
  • الصدفية العكسية: (بالإنجليزية: Inverse psoriasis)، تُسمّى أيضاً بصدفية الثنيات (بالإنجليزية: Intertriginous psoriasis)، حيث تظهر بقع ملساءٌ ناعمةٌ قد تكون مغطاة بطبقة بيضاء مائلة إلى اللون الفضي في بعض الأحيان في أماكن ثنيات الجلد، مثل: الإبطين، والمناطق التناسلية، وثنيات الأرداف، وتحت الثديين، وقد يسبب هذا النوع من الصدفية ظهور تشققات في مكان الإصابة التي قد تودي إلى الشعور بالألم والنزيف، ونظراً لحساسية موقع هذا النوع من الصدفية فإنها قد تسبب الإصابة بالعدوى البكيتيرية أو الفطرية، كما أنها قد تسبب التهيج في المنطقة نتيجة الحك الشديد والتعرق
  • الصدفية البثرية: (بالإنجليزية: Pustular psoriasis)، يُعدّ هذا النوع من الصدفية من الأنواع النادرة، وقد بينت الدراسات وجود رابط قوي بين التدخين وهذا النوع من الصدفية، ويتمثل بظهور بقع حمراء منتشرة على الجلد، وقد تتطور هذه الحالة في غضون ساعات، فتظهر نتوءات مليئة بالصديد، وعندما تجف هذه النتوءات تظهر بقع بنية اللون على الجلد، ومن الجيد ذكره أنّ هذه النتوءات تختفي خلال عدة أيام، لكنها قد تظهر مجدداً في بعض الحالات، وقد تسبب الصدفية البثرية الألم الشديد للمصاب، كما قد تُسبّب له العديد من الأعراض في بعض الحالات النادرة كارتفاع درجة الحرارة، والصداع، وضعف العضلات،وتنتشر هذه النتوءات في باطن اليدين والقدمين وعلى الأصابع، ومن النادر أن تصيب الصدفية البثرية الأطفال؛ إذ إنّها تُصيب في العادة البالغين، وقد يتكرر ظهور هذه الحالة بين أفراد العائلة الواحدة.
  • الصدفية المُحمّرة للجلد: (بالإنجليزية: Erythrodermic psoriasis)، يُعدّ هذا النوع من أنواع الصدفية غير شائع، ولكنّها شديدة الحدّة، وقد تُسبّب تغيراً في كيمياء الجسم، وبشكل عام فإنّ أعراض الصدفية المحمّرة للجلد قد تظهر بشكل مفاجئ أو بالتدريج، وتتضمن هذه الأعراض ما يأتي:
    • احمرار شديد في أغلب مناطق الجلد مع وجود حكّة وألم حادّ.
    • تقشّر الجلد على شكل رقع كبيرة الحجم.
    • ظهور البثور.
    • ظهور الجلد وكأنّه تعرّض للحرق.
    • زيادة معدل ضربات القلب.
    • تباين في درجة حرارة الجسم.
    • تورم الجلد، خصوصاً حول الكاحلين، والشعور بآلام في المفاصل.
  • صدفية الأظافر: (بالإنجليزية: Nail psoriasis)، تتعرض الأظافر للإصابة بالصدفية في معظم الحالات بسبب الإصابة بأنواع أخرى من الصدفية بما نسبته 35% أو بسبب الإصابة بالتهاب المفاصل الصدفي بما نسبته 86% وذلك حسب ما أشارت إليه الدراسات التي أجريت في مؤسسة الصدفية الوطنية (بالإنجليزية: National Psoriasis Foundation)، وتتضمن أعراض صدفية الأظافر الآتي:
    • ظهور ثقوب في الأظفر.
    • تشوه شكل الأظافر.
    • زيادة سماكة الأظفر.
    • تلون الأظافر، حيث إنها تظهر بنية اللون أو صفراء، وقد تبدو كأنّ الأظفر معرض للإصابة بعدوى فطرية.
    • انفكاك الظفر، حيث ينفصل الظفر عن مكانه.
  • صدفية فروة الرأس: (بالإنجليزية: Scalp psoriasis)، يصيب هذا النوع من الصدفية كامل فروة الرأس أو أجزاء منها، وقد تمتدّ لتصيب الأذنين، والرقبة، ومقدمة الرأس، وتتمثل الحالات المعتدلة منها بظهور بقع جلدية متقشّرة صغيرة الحجم، وفي الحالات الشديدة منها يعاني المصاب من جفاف جلد فروة الرأس وتقشره، بالإضافة إلى ظهور بثور حمراء اللون، والشعور بوجود حرق في المنطقة، وفي بعض الحالات يتساقط الشعر في المناطق المصابة لكن يكون هذا العرض مؤقتاً، كما يُعاني المصاب من الحكة الشديدة مما يسبب النزيف والإصابة بالعدوى.
  • التهاب المفاصل الصدفي: (بالإنجليزية: Psoriatic Arthritis)، وهو نوع من أنواع التهاب المفاصل الذي قد يصيب الأشخاص الذين يعانون من مرض الصدفية، وهو نوعان؛ الأول معتدل في شدته، حيث يؤثر في أربعة مفاصل أو أقل، والنوع الثاني المعروف باسم متعدد المفاصل (بالإنجليزية: Polyarticular) أكثر شدة، ويؤثر في أربعة مفاصل أو أكثر، وبشكل عام فإنّ التهاب المفاصل الصدفي بنوعيه قد يُرافقه ظهور العديد من الأعراض والعلامات المختلفة مثل: تضخم أصابع اليدين والقدمين، والشعور بألم في اليدين والقدمين، بالإضافة إلى احتمالية المعاناة من آلام أسفل الظهر، حيث يسبب هذا النوع من الصدفية الإصابة بحالة تدعى التهاب الفقار؛ وهي حالة تتمثل بالتهاب المفاصل بين فقرات العمود الفقري بالإضافة إلى احتمالية حدوث التهاب المفاصل بين العمود الفقري والحوض في حال تطور إلى الحالة المُسمّاة بالتهاب المفصل العجزي الحرقفي (بالإنجليزية: Sacroiliitis).

ولمعرفة المزيد عن أنواع الصدفية يمكن قراءة المقال الآتي: (أنواع_الصدفية).

 

أعراض الصدفية عند الحامل

في الغالب لا يؤثر مرض الصدفية في قدرة المرأة على الحمل والإنجاب، ومع ذلك يجدر إخبار الطبيب المختص بالإصابة بالصدفية حتى قبل التخطيط للحمل، وذلك لتحقيق الرعاية الصحية التامة خلال الحمل خاصة، هذا ويجدر التذكير بضرورة تجنب مُحفّزات الصدفية للحدّ من حدوث الهبّات قدر المُستطاع،وحقيقةً أبدت بعض النساء تحسنًا ملحوظًا في أعراض الصدفية خلال فترة الحمل، بينما ازدادت حالات البعض الآخر سوءاً، كما لم تشعر نسبة منهنّ بأي تغيير على الأعراض خلال الحمل، إذ أشارت دراسة نُشرت في مجلة جاما للأمراض الجلدية (JAMA Dermatology) في عام 2005 م أنّ نسبة النساء اللوتي يشعرن بتحسن أعراض الصدفية أثناء فترة الحمل تقدر بـ 55%، بينما كانت نسبة النساء اللاتي ازدادت أعراضهنّ سوءًا 23%، وأخيرًا فإنّ النسبة المتبقية التي تبلغ 21% ازدادت الأعراض لديهنّ سوءًا، وعليه فإنّه من الصعب التنبؤ بسير المرض أثناء الحمل.وفي سياق الحديث عن أعراض الصدفية أثناء الحمل يجدر التنويه إلى وجود حالة نادرة من الصدفية التي قد تظهر أثناء الحمل، وتُعرف بالصدفية البثرية للحامل (بالإنجليزية: pustular psoriasis of pregnancy) واختصاراً PPP، وهي في العادة تظهر في بداية الثلث الثالث من الحمل، وتتمثل بظهور مناطق ملتهبة من الجلد، وخاصة في مناطق طيات الجلد، مثل: الإبطين، والفخدين، وتحت الثدي، بالإضافة إلى ظهور البثور، ويمكن أن تنتشر هذه البثور في أجزاء مختلفة من الجسم لكنّها لا تؤثر عادةً في كل من الوجه، وباطن القدمين، وراحة الكفيين، وغالباً تظهر هذه الحالة عند الأمهات المصابات بمرض الصدفية قبل الحمل، أو ذوات التاريخ العائلي لمرض الصدفية، كما أنّها قد تصيب الأمهات اللواتي لم يعانين هنّ أو احد أفراد عائلاتهنّ من مرض الصدفية، وقد يرافق الصدفية الحملية ظهور العديد من الأعراض الأخرى، مثل: الإسهال، والهذيان، والحمى، والإعياء، ويجدر التنبيه إلى أنّ النساء المصابات بهذا النوع من الصدفية عليهنّ تلقي العلاج المناسب في أسرع وقت لما لها من تأثير في صحة الأم والجنين.

 

نصائح للتخفيف من حدة الصدفية

نذكر فيما يأتي مجموعة من الاحتياطات اليومية التي قد يأخذها المريض بالحسبان للتخفيف من حدة الأعراض المرافقة للصدفية، وتعزيز الشفاء من المرض:

  • المحافظة على رطوبة الجلد لتخفيف الحكة، والاحمرار، والجفاف، وذلك بتطبيق مرطب مناسب، والجدير بالعلم أنّه تختلف الأشكال الصيدلانية المتوفرة للمرطّبات، ويتم الاختيار فيما بينها بحسب مدى جفاف الجلد؛ إذ يُفضّل تطبيق المرطب على شكل مرهم بعد الاستحمام؛ إذ تُعدّ المراهم خيارًا جيدًا للبشرة الجافة وذلك بسبب قوامها الكثيف وقدرتها على منع تبخّر الماء من الجلد، كما ويجب الانتباه لضرورة اختيار المرطبات بحيث تكون خالية من العطور، مع الحرص على تطبيق المرطب أكثر من مرة خلال اليوم خصوصًا في الأيام الباردة أو الجافة.
  • التعرّض لأشعة الشمس بشكل معتدل، بمعدّل 2-3 مرات أسبوعيًا، وذلك بعد استشارة الطبيب؛ إذ إنّ تعريض الجلد المصاب لأشعة الشمس بشكل يفوق الحاجة ينعكس سلباً على أعراض الصدفية، كما قد يزيد من فرصة الإصابة بسرطان الجلد، مع التنبيه إلى ضرورة استخدام الكريمات الواقية من الشمس لحماية الجلد غير المصاب.
  • الاستحمام يوميًا بماء دافئ للمساعدة على التخلص من الجلد الميت، والقشور، وتخفيف الحكّة، والالتهاب، مع ضرورة الانتباه لاستخدام صابون ذي تأثير لطيف على البشرة وتجنّب استخدام الماء الساخن، كما ويُنصَح عموماً بالبقاء داخل حوض الاستحمام لمدة تتراوح ما بين 10-15 دقيقة، مع التأكيد على تنشيف الجسم بالتربيت عليه وليس بالفرك، كما يجدر تطبيق مرطب على الجسم بكميات وفيرة لتُخفف الشعور بالحكة، وذلك فور الانتهاء من الاستحمام.
  • الإقلاع عن التدخين والامتناع عن شرب الكحول.

 

شارك المقالة:
93 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook