إن مرض تدرن الأمعاء هو مرض بكتيري من نوع خاص، منتشر في الدول النامية والدول العربية، وكذلك أصبح الآن شائعًا في الدول الأوروبية وأمريكا، وذلك نظرًا لانتشار مرض نقص مناعة الجسم المكتسب (الإيدز).
ومرض سل الأمعاء قد يحدث مع مرض سل الرئتين (درن الصدر) وقد يحدث بدونه، والمرض يحدث غالبًا نتيجة تناول الألبان غير المبسترة والتي تحتوي على الميكروب المسبب للمرض، وهذا المرض يصيب الكبار والأطفال على حد سواء، وأكثر مناطق الأمعاء تأثرًا به هي المنطقة المحصورة بين نهاية الأمعاء الدقيقة وبداية الأمعاء الغليظة (منطقة اتصال اللفائفي بالأعور)، وإن كان الجهاز الهضمي كله من بدايته إلى نهايته عرضة للإصابة به
إن إصابة الأمعاء بالدرن تؤدي إلى قرح متعددة، وتليف وضيق بالأمعاء مما يؤدي إلى آلام مزمنة في البطن وإسهال، أو أعراض انسداد الأمعاء الجزئي مثل: القيء، والمغص الحاد، والإمساك، والانتفاخ المؤلم، وفقد ملحوظ للوزن، وأحيانًا يحس الطبيب بأن هناك ورمًا في الجزء الأيمن السفلي من البطن (منطقة الزائدة الدودية)، وأحيانًا ينتشر الدرن في الغشاء البريتوني المبطن لتجويف البطن ويصبح ملمس البطن أشبه بالعجين تحت أيدي الطبيب أثناء فحص المريض، وأحيانًا يحدث استسقاء في البطن يطلق عليه (الاستسقاء الدرني).
يمكن إيجاز هذه المضاعفات فيما يلي:
1- الانسداد المعوي الجزئي أو الكلي.
2- نزف الجهاز الهضمي.
3- زيادة في نمو ميكروبات الأمعاء مع مرض عسر الامتصاص.
4- تكوين (فتحة) ناسور بين الأمعاء وبعضها البعض.
إن تشخيص تدرن الأمعاء يعتمد أساًا على أخذ عينة نسيجية سواء بالمنظار الضوئي أو بالجراحة، ويتم فحصها باثولوجيا لاكتشاف الميكروب الدرني، علاوة على ذلك فإنه بهذا الفحص نستبعد الأمراض الأخرى التي قد تصيب الأمعاء وتسبب نفس أعراض مرض تدرن الأمعاء، مثل: مرض كرون، والورم الليمفي الخبيث، ومرض الأميبا المزمن، وسنتحدث عن هذه الأمراض فيما بعد بإذن الله.
يتم العلاج بتناول الأدوية المضادة لميكروب الدرن لفترة طويلة (12-24 شهرًا)، والأدوية القديمة المعروفة هي: الأيسونيازيد، الإيثامبيتول، الريفاميسين، الإستربتوميسين،، البيرازيناميد، والأدوية الحديثة مثل: السبروفلوكساسين، الأفلوكساسين، الكلاريروميسين، الإيزسروميسين....إلخ، وبالطبع فإن هذه الأدوية يجب أن تؤخذ تحت الإشراف الطبي الدقيق.