مرضعات الرسول

الكاتب: مروى قويدر -
مرضعات الرسول

مرضعات الرسول.

 

 

مولد النّبي عليه الصلاة والسلام

 

توفي والد رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عبد المطلب قبل أن تلده أمه آمنة بنت وهب، فوُلد عليه الصلاة والسلام يتيم الأب، وكانت ولادته في مكة المكرمة في شهر ربيع الأول من عام الفيل، وقد روت آمنة بنت وهب لما حملت برسول الله صلى الله عليه وسلم أنها لم تجد أي مشقة حتى وضعته، وأنها لما وضعته خرج منها نورٌ أضاءت له قصور الشام، وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (رأَتْ أُمِّي كأنَّهُ خرجَ منها نورٌ ، أضاءَتْ منه قصورُ الشامِ).

وروي عن آمنة بنت وهب أنها أُتيت وهي حامل بالنبي عليه الصلاة والسلام، فقيل لها:(إنك قد حملت بسيد هذه الأمة، فإذا وقع إلى الأرض فسميه محمداً، فإنَّ اسمه في التوراة محمد، واسمه في الإنجيل أحمد، يَحمده أهل السَّماء والأرْض، واسمه في القرآن محمَّد)، فلما وُلد رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمته محمداً، ثم حملته إلى جده عبد المطلب، وأخبرته بما رأت وهي حامل به وما قيل لها عنه، وبما أُمرت أن تُسميه، فأخذه جده عبد المطلب ودخل به إلى البيت الحرام وأخذ يطوف حول الكعبة وهو يحمله ويشكر الله، ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم يومه السابع ذبح عنه جده ودعا قريش إلى الطعام، ثم أخبرهم بأنه سماه محمداً ليحمده الله تعالى في السماء ويحمده الناس في الأرض.

 

مرضعات الرسول صلى الله عليه وسلم

 

وُلد رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت من أشرف بيوت العرب، وقد اصطفاه الله تعالى من بين البشر، حيث إن نسبه عليه الصلاة والسلام من لدن آدم عليه السلام من أطهر الأنساب، مصداقاً لما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إنَّ اللهَ خلَق الخلقَ فجعلني في خيرِ خَلْقِه وجعَلَهم فِرقتين فجعلَني في خيرِ فِرْقةٍ وخلَق القبائلَ فجعلَني في خيرِ قبيلةٍ وجعَلَهم بُيُوتًا فجعَلَني في خيرِهم بيتًا فأنا خيرُكم بيتًا وخيرُكم نفْسًا)، وبعد ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أول من أرضعته ثويبة مولاة أبي لهب، وقد دل على ذلك ما روي عن أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها أنها قالت: (يارسولَ اللهِ، انْكِحْ أختي بنتَ أبي سفيانَ، فقال: أوتحبين ذلك؟ فقلت:نعم، لستُ لك بمُخَلِيَةٍ، وأَحبُّ من شاركني في الخيرِ أختي، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: إن ذلك لا يحلُّ لي. قلتُ: فإنَّا نُحدِّثُ أنك تريدُ أن تَنْكِحَ بنتَ أبي سلمةَ ؟ قال: بنتَ أمِّ سلمةَ . قلتُ: نعم، فقال: لو أنها لم تكن ربيبتي في حَجْري ما حلَّت لي، أنها لابنةُ أخي من الرَّضاعةِ، أرضعتني وأبا سَلمةَ ثُوَيْبَةُ ، فلا تُعْرِضْن عليَّ بناتَكن ولا أخواتَكن قال عُروةُ: وثُوَيْبةُ مولاةٌ لأبي لهبٍ).

ومن الجدير بالذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد يتيم الأب، فتولى جده عبد المطلب أمره منذ ولادته، وهو الذي أرسله إلى بني سعد لترضعه حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية، فقد كان من عادات سادات قريش والعرب إرسال أبنائهم ليتم إرضاعهم في البوادي؛ حتى تقوى أجسادهم، وتفصح ألسنتهم، وقد روى أهل السير والتاريخ العديد من العلامات والإرهاصات التي حصلت مع حليمة السعدية، مما دلّ على بركة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنها امتلاء ثديها بالحليب بعد أخذ النبي عليه الصلاة والسلام لإرضاعه، حيث شرب عليه الصلاة والسلام، وشرب ابنها وشبعا من حليبها بعد أن كان لا يكفي لإشباع ولدها، وامتلأ ضرع الماشية باللبن بعد أن كانت يابسة، ودب النشاط والقوة براحلة حليمة فأصبحت في مقدمة الركب بعد أن كانت تسير في مؤخرة القافلة، وأخبرت حليمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكبر وينمو بشكل سريع لا يشبه نمو باقي الأطفال.

 

طفولة النبي عليه الصلاة والسلام

 

حدث في طفولة رسول الله صلى الله عليه وسلم العديد من المعجزات والإرهاصات التي نبأت بعظم شأنه في المستقبل، فبعد أن أرسله جده عبد المطلب إلى بني سعد لتتولى حليمة السعدية إرضاعه، وقع عدد من المبشرات بنبوته عليه الصلاة والسلام، ومنها حادثة شق الصدر؛ حيث روى أنس بن مالك رضي الله عنه أنه بينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلعب مع الغلمان، أتاه جبريل عليه السلام فأخذه وصرعه، ثم شق صدره وأخرج قلبه، فاستخرج منه علقة فقال: (هذا حظ الشيطان منك)، ثم غسله في طست ذهبيّ فيه ماء زمزم، ثم أعاده إلى مكانه وضم بعضه إلى بعض، فأسرع الغلمان إلى أمهم حليمة وهم يقولون: ( إن محمداً قد قُتل)، فوجدوه عليه الصلاة والسلام متغير اللون، فقال أنس رضي الله عنه: (وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره).

ومن المواقف التي حصلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طفولته ما رواه جَلْهُمَة بن عُرْفُطَة حين ذهب إلى مكة وقد أصاب الناس القحط، فاجتمعوا إلى أبي طالب وقالوا له: (يا أبا طالب، أقحط الوادي، وأجدب العيال، فهَلُمَّ فاستسق)، فخرج أبو طالب ومعه غلام -يقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم- وكأنه شمس في ليلة ظلماء، فتجلّت عنه سحابة قتماء، فأخذه أبو طالب فألصق ظهره بالكعبة، فأشار بإصبعه إلى السماء وما في السماء من سحابة، فأقبل السحاب من كل مكان وتجمع، ثم هطلت الأمطار، وانفجر الوادي، وأخصبت الأرض لأهل الحضر وأهل البادية.

شارك المقالة:
89 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook