بدأ أول إرسال تلفزيوني في المملكة العربية السعودية للقناة الأولى (دون ألوان) في 9 / 3 / 1385هـ الموافق 1965م من الرياض وجدة فقط، وبدأ البث الملون في 1 / 10 / 1396هـ الموافق 1976م في معظم مدن المملكة.

وبدأ بث القناة الثانية في 1 / 11 / 1403هـ الموافق 1983م في معظم مدن المملكة. وقد تم تطوير محطة تلفزيون المدينة المنورة وتحويلها إلى مركز تلفزيوني مكتمل بتوجيهات من الملك فهد - رحمه الله -، وشيد على مساحة وقدرها 185.000م  مشتملة على الأقسام كافة لعدد من المرافق والمساحات الخضراء ومواقف للسيارات.

وقد بدأ أول بث تلفزيوني من المركز الجديد في 21 / 11 / 1404هـ الموافق 1984م للقناتين الأولى والثانية، وفي 10 / 3 / 1405هـ الموافق 1984م بدأ أول بث إذاعي من مرسلتي الإذاعة ذات التشكيل الترددي (FM) لبث برامج إذاعة القرآن الكريم وبرامج إذاعة البرنامج الثاني، وهاتان المرسلتان موجودتان بمركز تلفزيون المدينة، أما محطات الإذاعة بالمدينة والمجاورة للتلفزيون، فإنها تعمل في حيز الموجات المتوسطة التردد (MW).

وفي مساء يوم الاثنين 24 / 2 / 1407هـ الموافق 1986م افتتح الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - مركز تلفزيون المدينة المنورة، وتوج الحفل بكلمة سامية استبدل فيها لقب (خادم الحرمين الشريفين) بمسمى (صاحب الجلالة). ولا شك أن تلك كانت لحظة تاريخية في مسيرة الإعلام السعودي، وفي تطور المملكة العربية السعودية بأبعاده الحضارية.

 

 

يحتوي مركز تلفزيون المدينة المنورة على الأقسام الآتية:

 

الأستديو، غرفة التحكم، غرفة المراقبة الرئيسة، غرفة الفيديو، غرفة أجهزة الأفلام السينمائية (التليسينما)، معمل التحميض، غرفة المرسلات التي تحتوي على مرسلتين للقناتين الأولى والثانية، بالإضافة إلى مرسلة احتياطية لكل قناة، كذلك يحتوي على برج الإرسال الذي يبلغ ارتفاعه مائة متر باتجاه واحد إلى الشرق ليغطي منطقة المدينة المنورة على مدى ثلاثين كيلو مترًا، وغرفة الميكروويف، وقسم النقل الخارجي وقسم القوى الكهربائية الاحتياطية. كما يضم المركز مكتبة لشرائط الفيديو ومكتبة الأخبار التي تحتوي على أكثر من 1500 شريط. ويتم بصفة دائمة دعم المكتبة بكل ما يستجد سواء في مسار الإنجازات التي تنمو في المدينة المنورة أو الأنشطة التي تمارسها الأجهزة الحكومية المختلفة.

 

 

 

بالإضافة إلى نشرات الأخبار وبرنامجي (الصحيفة المصورة) و (حصاد المناطق) الإخباريين، يقوم المركز بالتغطية الكاملة للزيارات التي يقوم بها بين حين وآخر زعماء الدول الإسلامية والعربية وكبار المسؤولين إلى المدينة المنورة للصلاة في المسجد النبوي الشريف، والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك تغطية جميع المناسبات والحفلات المحلية بالمدينة والمدن والقرى التابعة لها، وإعداد التقارير والرسائل الإخبارية عن المشروعات الحيوية في جميع المجالات، وإبراز الصورة المشرقة للنهضة العمرانية والحضارية المباركة التي تعيشها منطقة المدينة المنورة مع بقية مناطق المملكة. كما يقوم المركز بنقل المباريات الرياضية وبعض المناسبات على الهواء مباشرة أو تسجيلها وحقنها إلى تلفزيون الرياض لبثها على الهواء.

 

 

عندما بدأ العمل في محطة تلفزيون المدينة المنورة كان أشهر ما يقدمه من برامج (برنامج أطفال المدينة) الذي اشتهر ليس في المملكة فحسب، بل في الدول المجاورة، وقد حاز في أحد المهرجانات العربية التي عقدت في دمشق على المركز الثاني في مسابقة برامج الأطفال، أما الآن وبعد افتتاح مركز تلفزيون المدينة اتسعت مساهماته على خريطة برامج التلفزيون السعودي، وقد تلقى التقدير على الجهود الطيبة في دعم هيكل برامج التلفزيون في دوراته المختلفة. وتشرف على إنتاج هذه البرامج إدارة الإنتاج في المركز، وقد تعددت مساهماته الدينية والثقافية والأدبية والعلمية والتاريخية والتعليمية.

 

فقد قام المركز بإنتاج برامج: نافذة على الفكر والثقافة، وبين شاعرين وشواهد حضارية، وضيوف الرحمن، ومن بيوت الله، وصحتك في الحج، والحج في ذاكرتهم، وأحلى التهاني، والتوعية الإسلامية في الحج، ودروس في مناسك الحج، ومعالم تاريخية ومجلة الحج، ومشاعر وطنية، والوصايا النبوية، وبصائر من القرآن، ومظاهر الكون بين العلم والإيمان، والعيد في ذاكرتهم، وملتقى الأطفال، وعالم الأطفال، ومجلة الأطفال، وأزهار المدينة، وحلقات خاصة باليوم الوطني للأطفال، وفوازير الأطفال لشهر رمضان (سنويًّا)، ومظاهر العيد، والعاملون في العيد، وفكرة ورأي، وقضايا تربوية، وأهلاً بالضيف، وفي رحاب الإسلام، والناس والصيف، واخترنا لكم، والبادية، ومهمات القرآن في خدمة الإسلام، ورمضان في ديار الإسلام، وفي روضة القرآن الكريم، وحقائق إيمانية، وحديث الجمعة، ومواكب النبوة، وغيرها من البرامج الأخرى على امتداد الدورات البرامجية خلال السنوات الماضية، وبعضها لا يزال يعرض إلى الآن. وقد بلغت التكلفة الإجمالية لهذا المركز الإعلامي الكبير 95 مليون ريال.

 

 

لقد تم نقل أول صلاة جمعة على الهواء مباشرة من الحرم النبوي الشريف عام 1400هـ / 1980م عن طريق وحدة النقل الخارجي، وهي سيارة تلفزيونية كاملة التجهيز خاصة بالنقل الخارجي. وامتدادًا لدور المدينة المنورة بوصفها نقطة إشعاع ديني، وجه الملك فهد - رحمه الله - بإنشاء استوديو للنقل التلفزيوني والإذاعي من الحرم النبوي الشريف لنقل شعائر الصلاة على الهواء مباشرة لكل المسلمين في أنحاء العالم بوساطة الأقمار الصناعية، بتاريخ 21 / 3 / 1402هـ الموافق 1982م.

 

وقد تم تطوير هذا الاستديو لمواكبة المشروع العملاق لتوسعة وعمارة المسجد النبوي الشريف الذي يحمل اسم الملك فهد - رحمه الله - الذي يعد بحق أكبر مشروع توسعة في تاريخ الحرم النبوي الشريف.

 

أما إمكانات الأستوديو فتشمل 21 كاميرا تلفزيونية موزعة بطريقة فنية مدروسة داخل المسجد وخارجه، كما توجد كاميرا محمولة تضاف إلى إمكانات الاستوديو الجديد إذا دعت الحاجة. إن توزيع تلك الكاميرات يجعل المشاهد يعايش أجواء المناسبة سواء عند نقل خطب الجمعة والأعياد أو الصلوات، ويستفاد أيضًا من إمكانات هذه الكاميرات في الربط بين الحرم النبوي الشريف ومعالم المدينة المعروفة، فيمكن التقاط صور بعيدة المدى لمسجد قباء وجبل أحد وبرج المياه والشوارع المحيطة بالحرم.