مزايا العلاج في البحر الميت

الكاتب: باسكال خوري -
مزايا العلاج في البحر الميت

مزايا العلاج في البحر الميت.

 

 

 

البحر الميت

 
 
 
يعدّ البحر الميت من المظاهر الجغرافية والطبيعية المهمّة التي لا تنحصر فقط على الدول المحيطة؛ كالأردن وفلسطين، بل تتعدّى جميع دول العالم بلا استثناء، ويعود سبب ذلك إلى الخصائص التي يمتلكها؛ مثل الوضع الجيولوجي للحوض الخاص به، والميزات التي تتمتع بها مياهه، والصفات النادرة الأخرى التي لا يمكن تواجدها في أي مكان آخر، ويعد أيضاً من البحار المهمة اقتصادياً لأنه يحتوي على العديد من الثروات الطبيعية في داخله، والتي تمّ استغلالها واستخدامها منذ عام 1930م.
 
يعد البحر الميت أخفض بقعة على سطح الأرض، حيث يصل عمقه إلى حوالي 400 متر تحت سطح البحر (1300 قدم)، كما يُغذّى البحر الميت بالمياه عن طريق نهر الأردن القادم من شمال المملكة ليصب في البحر، ومن الجدير بالذكر أنّ البحر الميت تشكّل في منطقة الصدع، حيث تمّ سحب الصفيحة العربية التكتونية نحو الشمال بعيداً عن الصفيحة الأفريقية، فتكون الصدع، كما تكوّنت العديد من المرتفعات والهضاب على جوانب الصدع عند منطقة المنحدرات لشاطئ البحر، ويُطلق على المنطقة الممتدة من بحر الجليل في جهة الشمال إلى جهة الجنوب نحو خليج العقبة بمنطقة الغور، والتي توجد في الأردن شرق البحر الميت.
 
 
 

وصف البحر الميت

 
 
 
يشكّل البحر الميت الذي يتوسط وادي الأردن منظراً طبيعياً لا يوصف، حيث تظهر سلاسل جبلية على حواف وادي الأردن نحو الغرب، ومن هذه الارتفاعات الجبلية جبال مدينة القدس، ويوجد من جهة الشرق جبال مدينة البلقاء وهضاب مدينة السلط، وبين هاتين السلسلتين الجبليتين وبجانب وادي الأردن تحديدًا من جهة الشمال إلى جهة الجنوب، يتواجد نهر الأردن الذي يخترق الوادي، الذي يعدّ نهراً ينشر الحياة والنماء والجمال في الأردن، ويعتبر سلة الغذاء فيها، ويُعزى ذلك إلى المناخ الدافئ الذي يتمتع به خلال فصل الشتاء.
 
يمتد وادي الأردن في الجهة الغربية للمملكة الأردنية الهاشمية، حيث يشكّل جزءاً من الوادي المتصدع الكبير (بالإنجليزية: Great Rift Valley)، ويمتد من جنوب مدينة تركيا خلال مدينة لبنان وسوريا نحو المنطقة التي تتجمع فيها أملاح البحر الميت، ثم يستمر امتداده نحو مدينة العقبة، وبالتالي نحو البحر الأحمر وصولاً إلى شرق أفريقيا، وتعدّ منطقة الغور الموجودة شمال وادي الأردن من أكثر المناطق الخصبة في المملكة،
أُطلق على البحر الميت هذا الاسم لأنّه لا يوجد أية كائنات حية تعيش فيه؛ ويُعزى ذلك إلى وجود الأملاح والمعادن التي يصعب على الكائنات الحية التكيّف معها، ولكن بالرغم من ذلك فإنه يعتبر ثروة هائلة يمكن استغلالها في العديد من المجالات؛ مثل: الصناعة، أو المجال الطبي، كما يسهل على البشر ممارسة رياضة السباحة فيه بالرغم من الملوحة الشديدة في داخله، فلا يحتاج الإنسان إلى بذل أي مجهود للسباحة في داخله؛ إذ أنّ المياه سترفعه تلقائياً.
 
أمّا فيما يخص المناخ السائد في البحر الميت فإنّه يمتلك مناخاً ذا درجة حرارة مرتفعة أكثر من باقي محافظات الأردن، ويتميّز بالمناخ الزراعي الملائم، والتربة الخصبة المناسبة للزراعة، ارتفاع هطول الأمطار في فصل الشتاء، وتوفّر الرّي خلال فصل الصيف، فكلّ هذا جعل من منطقة وادي الأردن أو منطقة الغور منطقةً مغذيةً للأردن، وتتوافر فيها المزروعات بكثرة تختلف عن باقي المناطق في الأردن.
 
 
 

مزايا البحر الميت

 
 
 
يمتلك البحر الميت العديد من الميزات والخصائص التي تميزه عن غيره من الأماكن السياحية الأخرى، فهو يعد المكان الوحيد في العالم أجمع الذي يمتلك تركيبة مميزة تجمع الفوائد المتواجدة في المنتجعات الصحية، وذلك يعود إلى توفّر أشعة الشمس، وتميّز المناخ في تلك المنطقة، وإشباع الغلاف الجوي بدرجة كبيرة بالأكسجين، كما يتميز البحر بتوافر الكثير من الأملاح التي تحتوي على معادن متنوعة، إضافةً إلى ذلك يحتوي البحر على ينابيع معدنية ذات درجة حرارة مرتفعة، بالإضافة إلى وجود طين غني بكثير من المعادن، وتساهم هذه الميّزات جميعها بتقديم فوائد كبيرة تساعد على الشفاء من الكثير من الأمراض، وتقدّم الكثير من العلاجات الطبية الفعّالة، كما تساهم بجذب الزوّار من كافة أنحاء العالم.
 
ينمو كذلك على جانب البحر أنواع من النباتات التي تُستخدم في العديد من الأمور، ومثال ذلك شجرة البيلسان القيّمة التي تدخل في صنع مستحضرات التجميل والعطور، والعديد من المواد الطبية التي يطلبها الناس بشكل مستمر.
 
 
 

العلاج في البحر الميت

 
 
لقد عرف البشر الفائدة التي يقدمها البحر الميت منذ ألفي سنة تقريباً، فهو يحتوي على الكثير من المواد الطبيعية، ويمتلك عناصر مناخية مناسبة؛ مثل: الشمس، والماء، والطين، والهواء، فقد تم الإثبات عبر الزمن بأن هذه العناصر تعزّز وتقدّم العديد من العلاجات التي تستخدم للعديد من الأمراض المزمنة، وأمراض الجلدية؛ كالصدفية، والتهاب الجلد، والبهاق، والتهاب المفاصل الصدفي، كما يتم استخدامها في العديد من الأمراض المتعلقة بالتنفس؛ مثل مرض الربو والكثير من الأمراض الأخرى، وكذلك تعالج مرض التهاب المفاصل، والتهاب الدورة الدموية، والارتفاع في ضغط الدم، وفي داء باركنسون، بالإضافة إلى العديد من المشاكل المتعلقة بالعيون، وبسبب هذه الفائدة العلاجية الكبيرة للبحر الميت أصبح الكثير يقصدونه من أجل العلاج، وتجديد شبابهم، أو بهدف الاسترخاء والاستمتاع بالطبيعة.
 
تمّ تصنيع العديد من المنتجات الطبيعية الفعّالة من معادن وأملاح البحر الميت؛ مثل: الشامبو، والمطّهرات، والمرطبات، وكريم اليدين، ومزيل المكياج، وغسول الوجه، والصابون، والكريم الواقي من أشعة الشمس.
شارك المقالة:
43 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook