مسؤولية العلم

الكاتب: المدير -
مسؤولية العلم
"مسؤولية العلم

 

العلم مسؤولية عظيمة لمَن عرَف حقَّه، فهو المعرفة التي يتناقلها العلماء في أي مجال، ويقع على عاتقهم تبليغُها وتوصيلها إلى الناس، وتبسيطها بحسب فهمهم وإدراكهم لها.




لكن إذا لم يجد هذا العلمُ مَن يرعى له حقه، فمَن يقوم بهذه الرسالة العظيمة؟

العلم غذاء للعقل، ونور للبصر، ومداد للفؤاد، كل مَن امتلك علمًا فمِن الواجب عليه أن يوصله إلى غيره، إنه الأمانة التي لا بد من القيام بها، إذا ضُيِّع العلم في مجتمع ما، ولم يجد مَن يتولى توصيله إلى الناس، سينعكس ذلك جهلًا، وسيتردى المستوى الأخلاقي، وستشيع كثير من الأمور السلبية، التي لا علاج لها إلا بالعلم، ولا طبيب يقوم بذلك إلا صاحب العلم.




إن أمة الإسلام بحاجة ماسَّة إلى العلم، وهنا أقصد العلم بمفهومه الشامل، وفي جميع الميادين، نحن الأحقُّ به والأولى بالقيام بمتطلباته؛ ديننا يحثُّنا على طلبه، قرآننا فيه كل ما ييسر لنا اكتسابه، سنة نبينا صلى الله عليه وسلم تدعونا إلى النهل منه ما استطعنا؛ لأنه السبيل الحقيقي لتطبيق ما أمَرَنا به إسلامنا الحنيف في واقعنا المعيش؛ حتى تتحسن أوضاعنا الاجتماعية والعلمية والثقافية.




وكم هو مؤسف ألا نجد إلى هذا الكلام آذانًا مصغية!

ألا فليعلم كلُّ مَن يكتنز في جعبته علمًا أنه مسؤول أمام خالقه أولًا، أنه يجب عليه أن يوجه الناس ويوعيهم ويقوم بدوره المنوط به؛ لأن العلم الذي يحمله في صدره تاجٌ على رأسه، هالة وقار تحيط به أينما حل وارتحل، فإن لم يسعَ بما أوتي من قوة لتبليغه، فقد أخلَّ برسالة ومسؤولية عظيمة، سيحاسَب عليها حسابًا عسيرًا.




للعلم جذوة تضطرم إذا أوقدها مَن يعرف كيفية ذلك، فإن هضمت حق غيرك في اكتساب علمك، تكون ارتكبت ضيمًا لا ينتفي، وسيبقى وصمة عار تلاحق صاحبها؛ لأن العلم يُولِّد لدى الإنسان الأخلاق والمبادئ، وحب الخير، وبذل النفس، وصيانة الفؤاد، والرقي إلى مراتبَ عليا تشرئب لها الأعناق.




أدعو كل مَن اكتسب علمًا أن يبلغه إلى الناس، أجرُه عند خالقه جزيل، وهذا يكفيه لأن له بركةً عظيمة ستعم كل حياته، كلما منح وأعطى الإنسان، عاد عليه جزاء ذلك العطاء أضعافًا مضاعفة؛ لأن الحساب لا يتوقف في كل ثانية، بل مع كل همسة ينطق بها اللسان بغيةَ توصيل معلومة إلى متعلمٍ ما من الناس، شغوف بالعلم، راغب في النهل منه.




كن للعلم خادمًا يخدمك مدى حياتك، وسيبقى أثره مدى الأجيال، فهو مسؤولية عظيمة، وهو تكليف قبل أن يكون تشريفًا، وما أروع وما أجمل أن يتزيَّن العالم بالأخلاق النبيلة، والشمائل الفاضلة! سيزداد نورًا، ينتشر في كل مكان يحلُّ به، ويحترمه كل الناس ويوقرونه؛ لأنه كان نعم الإنسان، وأدَّى رسالة شريفة، وهي تلقين علمه إلى من هو بحاجة إليه من الناس.


"
شارك المقالة:
18 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook