مساكن القرى بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
مساكن القرى بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

مساكن القرى بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.

 
 
وهي عادة تكون مبنية من الطين واللَّبِن وهو طوب على شكل مستطيل، إذ يُضغط التراب بوساطة قوالب مستطيلة،  ثم تعرض للشمس حتى تجف، ثم تجمع على شكل أكداس أمام المكان الذي يراد البناء عليه، ثم ترص هذه القوالب بعضها فوق بعض، تتخللها (مونة) من الطين. والغرفة: أربعة جدران من الطين تُسقف بالجريد، ثم يوضع عليه الطين ويضغط بطريقة خاصة حتى يتماسك، ثم يوضع مخرج لماء المطر يسمَّى المزراب (أو المرزاب)، وبعد ذلك يوضع عدد من الأعمدة على شكل جسور تصل الجدران المتقابلة والجدار الذي به الباب، وتكون الغرفة مربعة الشكل، أما مجلس الرجال فهو مستطيل الشكل لترك مكان في الوسط توقد فيه النار في الشتاء لصنع القهوة العربية، ويتكون البيت من عدد من الغرف المتجانبة حول مساحة كبيرة في الوسط، كما أنه توجد أعلى المنازل شرفات مزخرفة، وتمتاز بقلة النوافذ وضيق الأزقة  .  وفي بعض القرى تستخدم الحجارة في البناء وتسقف الغرف بخشب العرعر وجذوع النخل وتغطى بالجريد أو مسطحات الحجارة المستطيلة الخفيفة.
 
وقد أبدع سكان القرى في نقش الأبواب وتزيينها وزخرفتها،  وفي الغالب فإن المنازل في القرى تتكون من دور واحد أو دورين على الأكثر. وإذا كان هناك تفاوت كبير بين القرى المحيطة بالمدينة المنورة التي تتبع إمارة المنطقة حاليًا - من حيث الطبيعة الجغرافية وتاريخ التجمعات السكانية في كل منها، ما له أثر على طبيعة البناء وعراقة الاستيطان - فإن القرى الساحلية تختلف هي الأخرى عن القرى الجبلية من حيث المواد المستخدمة في البناء، كما تختلف القرى العريقة ذات التاريخ القديم في نشأتها عن الهجر التي تكونت حديثًا؛ نظرًا إلى رغبة أهل البادية في الاستفادة من الخدمات التي تقدمها الدولة من مدارس ومراكز صحية وغيرها، وهذه التجمعات السكنية الحديثة التي سُمّيت قرىً أو هجرًا لا تكاد تحمل من تراث الماضي إلا ما يتعلق بسلوك الأفراد وقيمهم، أما المباني فإنها في الغالب تُبنى من الخرسانة المسلحة وعلى نمط الفلل والعمارات الموجودة في المدن، وإن اتسمت بالسعة وكثرة الأحواش لرخص ثمن الأرض.
 
أما القرى العريقة مثل قرى وادي الصفراء وينبع النخل  فقد كانت المساكن تبنى فيها على شكل مجمعات على تلال ربى؛ لتحقيق الحماية من السيول الجارفة واكتشاف المهاجمين وتأصيل التقارب للاستمتاع بذلك، إذ إن الأزقة ومساحات الدُّور تضيق وتقل مداخلها فتسهل حمايتها، والدُّور هناك غرف صغيرة، وبعضها مكون من أدوار؛ وذلك لضيق الرقعة السكنية والتماس الهواء عبر الارتفاع وازدياد عدد أفراد الأسرة، وفي كل منـزل مكان مخصص للطبخ والماء والحمام (المروش) وغرف تناسب عدد أفراد الأسرة، وللحُجرات مظلات وشبابيك ضيقة. وقد كان استخدام المراحيض في أضيق الحدود، بل قد لا تتوافر في كل البيوت، ويبدو أن السكان كانوا يرتبون هذه المسألة؛ فالرجال يكونون خارج المنازل أغلب ساعات النهار إن لم تكن كلها، وفي الحقول والشعاب متسع لقضاء حاجاتهم، أما النساء فغالبًا ما يكون خروجهن ليلاً للغرض نفسه وعلى شكل جماعات  
 
شارك المقالة:
40 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook