تبلغ مساحة المستوطنة 1.5كم طولاً و 0.5كم عرضًا  ،  وتقع على الطريق الموصل إلى الحائر جنوب مدينة الرياض في منطقة واسعة وجبلية تطل على وادي حنيفة، وفي منطقة تلتقي بها الشعاب مع الوادي الرئيس 

ومن الملاحظ أنه لم يرد ذكر لهذه المستوطنة في الكتابات الإسلامية القديمة، ولم يتحدث عنها أحد من الرحالة الغربيين، وكما يلاحظ أن هاري سنت جون فيلبي مرّ عام 1336هـ / 1918م بالحائر، ولم يذكر أنه شاهد أطلال هذه المستوطنة، مع أنها ذات منشآت حجرية واضحة من على سطحها  .  ويتلخص العمل فيها في كتابة أحد الباحثين عنها  ،  وقيام باحث آخر بزيارتها وعمل مجسات فيها  ،  وأخيرًا، مسح وكالة الآثار والمتاحف المنفذ عام 1414هـ / 1994م المنشور عام 1420هـ / 2000م 

 

ولم يتحدث أحد من البلدانيين المسلمين المبكرين عن هذه المستوطنة بالاسم الذي تعرف به اليوم، ومع ذلك يظن البعض أن قرية المصانع التي ذكرها الهمداني في نصه عن بعض قرى وادي حنيفة المنتشرة في المنطقة التي يقع فيها الموقع، هي المستوطنة المعنية بالحديث هنا. فقد جاء في نصه: " ثم ترجع في بطن العرض (وادي حنيفة) عرض بني عدي؛ فأولها (القريُّ)، قِرَيُّ بني يشكر، ثم (القلتين) لبني يشكر وعن يسار ذلك (الشعبتان) وهما لبني ضَوْر من قيس بن ثعلبة، عن يسارهما (وادي لحا)، أسفله لبني يشكر وأعلاه لضَوْر من قيس بن ثعلبة، ثم ترجع إلى بطن العرض (فالفارعة فالموصل) لبني يشكر ثم (المصانع) لضَوْر ثم (منفوحتان) وهما المنافيح لبني قيس بن ثعلبة 

 

وبعد تحقيق النص وإبداء عدد من الأسباب يرى أحد الباحثين أن الموقع هو مستوطنة المصانع القديمة  

ويتكون الموقع من قسمين، القسم الأول نشأ على سفح جبلي يقع جنوب السهل ويرتفع عن المجرى بنحو 3م، وهو أرفع مكان في المنطقة  ،  ويقع على الجانب الغربي لبطن الوادي. ويتكون من أساسات جدارية لها امتدادات طويلة يُعتقد أنها كانت تحيط بالمزروعات. وذكر أن هناك ردهات سكنية تقع في وسط الأسوار في أمكنة متباعدة ومشيدة بمادة الأحجار شبه المشذبة، وجاء على ذكر الآبار التي يبدو أن أغلبها قد اندثر  ، ويوجد أربع منها، يبلغ قطر الواحدة ثلاثة أمتار تقريبًا، ويظهر على بعضها طوي بالحجارة  . 

 

ويوجد في الموقع سدود مائية  ومصادر في شعيب يطلق عليه محليًا اسم (شعيب أبو خيسة) وهو يأتي من الجهة الغربية متجهًا إلى وادي حنيفة، وأهم تلك السدود أربعة تراوح أطوالها بين 3 و 13م، وحجارتها المشذبة، وعرض جدرها يراوح بين 60 و 80سم، ويبلغ ارتفاع ما تبقى من أحدها المتر ونصف المتر. وتوجد آبار في الموقع منها ما هي دائرية الشكل، ومنها المطوية، وغير المطوية.

 

أما القسم الثاني فيتكون من الوحدات المعمارية الواقعة في أعلى التلال المطلة شرقًا على وادي حنيفة  ، وهو يتصل مع القسم الأول مباشرة، ويحتوي على حي سكني شبه متكامل تُرى فيه أساسات المنازل، وتقسيماتها الداخلية، ومادة بنائها الحجارة شبه المشذبة  . 

 

وعُثر في هذا الموقع على مواد آثارية تتمثل في الآتي:

 

 كسر من الأواني الفخارية بعجائن مختلفة الألوان  ، وصناعتها متوسطة، تعود إلى القرنين الثاني والثالث الهجريين.

 

 كسر من الأواني الفخارية المزججة بطبقة تزجيج لونها أزرق، وأزرق غامق مائل إلى اللون الأسود، تعود إلى القرنين الثاني والثالث الهجريين  . 

 

 كسر من الحجر الصابوني يبدو أنها استخدمت مسارج للإضاءة.

 

 كسر من أوانٍ زجاجية غير سميكة، لونها أخضر فاتح ولها شفافية متوسطة.

 

 خرزة ذات لون أصفر لعقد من حلي النساء.

 

 عملة نحاسية تعود إلى العصر العباسي من فئة الفلس عليها كتابات هي:

 

 الوجه: لا إله إلا الله وحده.

 

 الظهر: محمد رسول الله وحده. بينما على الإطار كتابات غير واضحة من بينها كلمة ضرب.

 

ويرجح الاعتقاد بأن هذا الموقع هو إما الفارعة وإما الموصل اللذان ذكرهما الهمداني في كتابه (صفة جزيرة العرب)  

 

ونفذ أحد الباحثين مجسًا اختباريًا في الموقع على ربوة عالية تنتشر عليها المعثورات الآثارية من كِسر فخارية وزجاجية، وذلك في غرفة صغيرة تقع في طرف قصر تبلغ مساحته 20×30م حيث يكون جزء من المجس داخل الغرفة وآخر خارجها. وتبلغ مساحة المجس 3.7×4.16م بعمق متر واحد  .  وبعد أن وصل إلى أرضية الغرفة كسر مساحة منها تبلغ 70×98سم ليتأكد من العمق الاستيطاني في الموقع  

 

وكانت نتيجة هذا المجس أنه اتضح أن أسوار القصر مبنية بالحجارة وأن سقفه مغطى بالطين، كما اتضح أن الأساس الحجري ينتهي عند عمق 30سم أسفل أرضية الغرفة التي يبلغ سمكها 12سم، وأن القصر يمثل فترة استيطانية واحدة. كما عثر على ثلاث عشرة كسرة من الفخار غير المزجج، وكسرتين من الفخار المزجج، وسبع كِسر زجاجية، وقطعتين من المسامير المعدنية، وكسرة من رحى حجرية