مشكلات التربة الزراعية بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
مشكلات التربة الزراعية بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

مشكلات التربة الزراعية بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية.

 
 
تعاني الأراضي الزراعية في المنطقة من مجموعة من المشكلات التي قد تؤدي إلى تدهور تربتها، وإلى خفض معدلات إنتاجيتها ومن أهم المشكلات التي تواجهها
 

 تملُّح التربة

 
تعد مشكلة تملح التربة من المشكلات الرئيسة التي تواجهها الأراضي الزراعية، ويطلق على تربة المنطقة أنها متملحة إذا ما تكونت وتراكمت كمية من الأملاح في منطقة جذور النباتات، ويؤدي تراكم تلك الأملاح في الجزء العلوي من تربة الأراضي الزراعية إلى ما يأتي
يؤثر التركيز العالي للأملاح في بعض خواص التربة الطبيعية، كالبناء والتهوية والنفاذية، وهذا التغير قد يجعل تلك التربة غير صالحة لنمو المحصولات الزراعية
تؤثر الأملاح في قدرة جذور النباتات على امتصاص الماء الموجود في التربة
تراكم الأملاح بكمية كبيرة في منطقة جذور النباتات قد يؤدي إلى تحويلها إلى مادة مهلكة للنباتات. ومن الأمثلة على الأراضي الزراعية التي تعاني من مشكلة التملح تلك الأجزاء المتفرقة من قاع وادي لية الوسطى، وفي بعض روافده الرئيسة ذات السطح المستوي والتربة الطينية، إذ تنتشر القشور الملحية على شكل طبقة رقيقة بيضاء اللون لا يزيد سمكها على 2سم، ويرجع السبب في وجود الأملاح في تلك التربة إلى حركة الماء من الأسفل إلى الأعلى وإلى ارتفاع درجات الحرارة المؤدية إلى تبخر ذلك الماء تاركة الأملاح وراءها، ومع مرور الوقت تتجمع الأملاح وتتراكم  ،  وكذلك الحال بالنسبة إلى الأراضي الملحية المنتشرة في وادي الغولاء بمنطقة مكة المكرمة  ،  وقد تتملح تربة الأراضي الزراعية أيضًا بسبب استخدام مياه ري ذات ملوحة عالية، أو عندما تكون مياه الري غير كافية لغسل الأملاح من منطقة جذور النباتات. ويمكن حل مشكلة التملح في التربة إما عن طريق منع وصول الأملاح إلى التربة أو عن طريق الحد من كمية تركز الأملاح وتجمعها في منطقة جذور النباتات، ويمكن تحقيق ذلك بوساطة اتباع الطرق الآتية
تحديد مصدر الأملاح ومعرفة مقدارها الموجود في التربة ونوعها
إقامة شبكة من قنوات الصرف في حالة عدم وجود مصرف طبيعي
 ري الحقول الزراعية بطريقة الغمر التي تساعد على غسل الأملاح من التربة
 في حالة وجود طبقة صماء غير نافذة في داخل قطاع التربة قد تؤدي إلى رفع منسوب الماء في الأراضي فإنه يجب إزالة تلك الطبقة أو تكسيرها
 

تعرية التربة

 
تتعرض معظم تربة منطقة مكة المكرمة الزراعية إلى التعرية الريحية والتعرية المائية على حد سواء، وتعرية التربة هي عملية تذرية لبعض مكونات التربة، أو نقلها بأكملها إما بوساطة المياه (تعرية مائية) أو بوساطة الرياح (تعرية ريحية) 
وقد تنشط التعرية المائية بشدة في بعض أجزاء المنطقة للأسباب الآتية
انتشار الأراضي الزراعية في المناطق التلالية وفي السفوح الجبلية، وكذلك في مصاطب الأودية التي تتعرض للجريان المائي السطحي الناتج من تساقط الأمطار
 يساعد الانحدار الشديد وبخاصة في السفوح الغربية وفي الأودية المتجهة نحو الغرب مثل: الأحسبة، فاطمة، نعمان... إلخ. على زيادة معدلات التعرية
كثافة سقوط الأمطار وشدته وفجائيته على تلك الأراضي التي تساعد على جريان مائي سطحي سريع، كما هو الحال في المناطق المحيطة بالطائف
انخفاض كثافة غطاء المنطقة النباتي خصوصًا على السفوح الشرقية لجبال الحجاز... إلخ
 قابلية تربة المنطقة للتعرية، ومن الأمثلة على التربة التي تعاني من أضرار التعرية المائية في المنطقة ما يحدث لتربة وادي الليث التي تعد مثالاً حيًا لتوضيح تنوع مظاهر التعرية المائية بعد سقوط الأمطار الموسمية، بسبب قوة سرعة الجريان السطحي من جانب وقابلية التربة للتعرية من جانب آخر 
ويمكن التقليل من أثر التعرية المائية في تربة المناطق الزراعية من خلال خفض معدل الجريان السطحي باتباع الأساليب الآتيةالزراعة الكنتورية وزراعة القطع الكنتورية، ويتطلب هذا الأسلوب حراثة الأرض الزراعية على المنحدرات التلالية والمتموجة بطريقة تتفق مع خطوط الكنتور بدلاً من أن تكون حراثتها وفقًا للانحدار، وهذا الأسلوب يؤدي إلى التقليل من سرعة جريان الماء السطحي، وخفض معدل تعرية التربة المائية
 زراعة المدرجا
ترك مخلفات النباتات في الحقول الزراعية
 الدورات الزراعية، أي زراعة الأرض بأنواع مختلفة من المحصولات الزراعية؛ لأنها تختلف في قدرتها على حماية التربة من التعرية المائية، فعلى سبيل المثال تعد محصولات الأعلاف والحشائش والمحصولات البقولية من أكثر المحصولات الزراعية فعالية في الحفاظ على التربة من التعرية المائية، بينما تعد محصولات الحبوب الصغيرة، كالقمح والشوفان ذات فعالية متوسطة في الحفاظ على التربة من التعرية، وأما محصولات الذرة وفول الصويا والبطاطس فإن تغطيتها للتربة بسيطة نسبيًا، لذا فإن فعاليتها في الحفاظ على التربة من التعرية محدودة
وتنشط التعرية الريحية في بعض أراضي المنطقة الزراعية، وبخاصة تلك الأجزاء التي تتسم بقلة أمطارها وانعدام الغطاء النباتي فيها، والتي تتعرض أيضًا لهبوب الرياح عالية السرعة، كما تتأثر التعرية الريحية في المنطقة ببعض خواص التربة (القوام والبناء والمادة العضوية وكذلك المحتوى المائي)
ويمكن الحفاظ على تربة المنطقة من التعرية الريحية عن طريق خفض معدل سرعة الرياح باتباع الأساليب الآتية
 إقامة مصدات الرياح بزراعة الأشجار في الاتجاه المعاكس لهبوب الرياح السائدة في المنطقة، وبهذه الطريقة يمكن التقليل من سرعة الرياح التي تهب على تلك الأراضي، ومن ثم تقل قدرتها على نقل مكونات التربة
 ترك مخلفات النباتات وبقاياها في الحقول الزراعية بعد حصادها، لكونها تساعد على تماسك جزيئات التربة، وتحد من سرعة الرياح، وتحمي التربة من التعرية الريحية
عدم حراثة الأرض بعد عملية الحصاد؛ لأن ذلك يساعد على تماسك جزيئات التربة، ويقلل من تعرضها للتعرية الريحيةوعلى كل حال فحماية تربة الحقول الزراعية من التعرية المائية والريحية يعد أمرًا ضروريًا ومهمًا، لأن استمرار حدوث التعرية من دون اتخاذ التدابير الفعالة للحفاظ على التربة قد يؤثر في بعض خصائصها، ويقلل من خصوبتها، أو قد يؤدي إلى تدهورها
 
شارك المقالة:
89 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook