يُمكن تعريف مرض ويلسون (بالإنجليزية: Wilson disease) على أنّه أحد الاضطرابات الجينيّة التي تنتقل وراثيّاً من الآباء إلى الأبناء، وتُحدِث هذه الطفرة خللاً في قُدرة الكبد على التخلّص من الكميّات الزائدة من النحاس في الجسم، والتي يتم طرح معظمها في الوضع الطبيعي في العُصارة الصفراء لتخرج مع البراز، الأمر الذي يؤدّي إلى تراكم كمّيات كبيرة من النُّحاس في الجسم في حال الإصابة بمرض ويلسون، فتتركّز كميّات منه في بعض الأعضاء، وغالباً ما يكون ذلك في الكبد والدّماغ، ومن الجدير بالذّكر أنّ ما يُقارب واحداً من بين كُل 30 ألف شخص في الولايات المُتحدة مُصاب بمرض ويلسون.
في الحقيقة يُعدّ مرض ويلسون أحد الأمراض التي تُرافق المُصاب مُنذ الولادة، ولكن يبقى هذا المرض صامتاً ولا تظهر على المُصاب أيّ أعراض مرضيّة حتى يتراكم النّحاس في الكبد أو الدماغ أو في أيّ من أعضاء الجسم الأخرى، فعندها تظهر مجموعة من الأعراض اعتماداً على العضو المُصاب، وبشكل عام، من المُمكن أن تظهر بعض الأعراض التالية على المُصاب:
في حال عدم تشخيص الإصابة بمرض ويلسون والبدء باتخاذ الإجراءات العلاجيّة المُبكِّرة، قد تظهر بعض المُضاعفات على المصاب، نذكر منها ما يلي:
هناك العديد من الاختبارات التشخيصية المُتّبعة للكشف عن الإصابة بمرض ويلسون، واستثناء أيّ مُسبّبات أخرى لمشاكل الكبد والأعصاب، وتحديد شِدّة الإصابة، وتقييم الأضرار التي سبّبها المرض في جسم المُصاب، وبالإضافة إلى إمكانية استخدام هذه الاختبارات في مراقبة وضبط العلاجات المُستخدمة في مرض ويلسون، ومن هذه الاختبارات ما يلي:
يعتمد علاج مرض ويلسون على مراحل تطوّر المرض، وعلى التزام المريض بتناول العلاج الدّوائي المُناسب مدى الحياة، فبِمُجرّد توقّفه عن تناول الدواء من المُمكن أن يتسبّب ذلك بعودة المُشكلة وتراكم كميّات من النّحاس في جسمه مرّة أخرى، وفي الحقيقة عادة ما تكون الخُطة العلاجيّة المُتّبعة في علاج مرض ويلسون على ثلاثة مراحل، ويُمكن توضيحها على النحو التالي: