أ - الإرسابات الفيضية وضمور الأودية:

 

تعكس طبيعة الإرسابات الفيضية وتوزيعها في المملكة تأثير عدد من الفترات المطيرة خلال الزمن الرابع، وأغلب هذه الإرسابات قد أصابها حت شديد أو تبدلت خلال الفترات الجافة والمطيرة المتتابعة. وقد أرسب أغلب الطمي على الدرع العربي في أثناء الفترات المطيرة الثلاث الأخيرة للزمن الرابع. ومن اليسير تمييز الطمي الحديث في الطبيعة إذ يفتقد الصبغة الداكنة لطلاء الصحراء. وعلى وجه العموم نجد أن أعظم قدر من المساحة السطحية على المراوح الفيضية والبدمنتات تغطيها الصبغات شديدة الدكنة  

 

وهناك مساحات كبيرة من السهول الحصوية المندمجة شبيهة بالدلتاوات تنبثق من أنظمة صرف الأودية الرئيسة، مثل: وادي السَّهْبَاء ووَادِي الدَّوَاسِر ووادي نَجْرَان. ويظهر التوزيع الحالي للمنكشفات أنه قبل تكوُّن رمال الرُّبْع الخَالِي ونفود الجَافُورَة كان جزء كبير من الأجزاء الموجودة عمومًا غرب خط طول 00 َ 51 ْ شرقًا مغطىً بحطام صخري خشن حملته تلك الأودية  

 

وفي الواقع فإن الأودية في المملكة هي في مرحلة من الضمور؛ فقد لاحظ الجيمورفولوجيون أن بعض مجاري الأنهار لا تتناسب مع حجم الأودية التي تشغلها، وقد اصطلح على تسميتها بالأنهار الضامرة، وقد يكون تعرج النهر صغيرًا جدًا على حجم الوادي فيسمى بالنهر العاجز أو الضامر. وبما أن الأنهار تحاول جاهدة الوصول إلى حالة من الاتزان بين حجم التصريف والإرسابات المنقولة وبين شكل المجرى فإن أي تغير في هذه العلاقة يحدث تغيرات في شكل المجرى  

 

ب - الرمال الريحية:

 

رواسب الرمال الريحية هي النمط الأكثر وفرة بين الرواسب السطحية في المملكة. وأغلب هذه الرواسب توجد في أربعة بحار رملية رئيسة، هي: الرُّبْع الخَالِي  ، والنُّفُود الكَبِير، والدَّهْنَاء، والجَافُورَة. وهي تغطي نحو نصف مساحة الجزء الرسوبي من المملكة، خصوصًا إذا أضفنا مساحات كبيرة وصغيرة من الرمال متناثرة هنا وهناك على الرف العربي. كما توجد تجمعات رملية كثيرة أصغر حجمًا على الدرع العربي نفسه مرتبطة بالوديان الرئيسة أو السهول الفيضية الشاسعة، بالإضافة إلى كثبان صغيرة الحجم في تِهَامَة تذري في اتجاه الجبال التهامية. ويقدر أن مساحة الرمال في المملكة تكاد تصل إلى ثلث مساحتها. وفي منطقة نجران تسود الرمال الريحية للربع الخالي أكثر من نصف مساحتها