يعد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم المعلم الأول والقدوة لجميع المسلمين، واتباعه من الواجبات التي فرضها الله تعالى على عباده، وهو الذي لا ينطق عن الهوى وإنّما كلٌّ موحى إليه من الله تعالى، فكثيرٌ من الفرائض والعبادات جاءت في القرآن الكريم مختصرةً إلّا أنّ النبي صلى الله عليه فصّلها وطبّقها أمام المسلمين ليتمكنوا من تأديتها كما يحب الله.
(جاء ثلاثُ رهطٍ إلى بُيوتِ أزواجِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، يَسأَلونَ عن عبادةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فلما أُخبِروا كأنهم تَقالُّوها، فقالوا: أين نحن منَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟ قد غفَر اللهُ له ما تقدَّم من ذَنْبِه وما تأخَّر، قال أحدُهم: أما أنا فإني أُصلِّي الليلَ أبدًا، وقال آخَرُ: أنا أصومُ الدهرَ ولا أُفطِرُ، وقال آخَرُ: أنا أعتزِلُ النساءَ فلا أتزوَّجُ أبدًا، فجاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: (أنتمُ الذين قلتُم كذا وكذا؟ أما واللهِ إني لأخشاكم للهِ وأتقاكم له، لكني أصومُ وأُفطِرُ، وأُصلِّي وأرقُدُ، وأتزوَّجُ النساءَ ، فمَن رغِب عن سُنَّتي فليس مني)