مظاهر الثبات والتغير بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
مظاهر الثبات والتغير بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

مظاهر الثبات والتغير بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية.

 
 
شهدت المباني في المنطقة كافة - مثل غيرها من مناطق المملكة - الكثير من التغيرات، سواء في أشكال المباني الخارجية، أم الداخلية، أم مواد البناء، فقد أصبحت المباني الأسمنتية هي النمط السائد في المدن، كما اختلفت أحجام المباني وأشكالها، وظهرت العمائر السكنية ذات الأدوار المتعددة. كما تغيرت أيضًا المواد المستخدمة في البناء سواء أكانت مصنعة محليًا أم مستوردة، وأصبحت الأبواب والشبابيك تصنع من مواد مختلفة يدخل فيها الزجاج، والألمنيوم، والحديد، وانتشر استخدام الحديد والأسمنت في بناء الفلل والعمائر السكنية
وفي بعض أجزاء المدن (نتيجة للهجرة الواسعة من القرويين إلى المدن) ظهرت أنماط سكنية جديدة تمثلت في العشش المصنوعة من الصفائح في أطراف المدن الكبرى في المنطقة. كما ظهرت في مدن المنطقة (خصوصًا مع بداية مرحلة التنمية) أنماط معمارية سكنية جديدة لم تكن معروفة من قبل وهي ما يعرف بـ (البيوت الشعبية)، وتتكون تلك المنازل من حجرات مبنية بالطوب الأسمنتي أو اللبن، وتسقف بالخشب المستورد، ولها فناء واسع يفصله - غالبًا - جدار يقع في منتصفه ليقسم المنـزل إلى قسم خاص بالرجال يشتمل على: المجلس، وغرفة لطعام الرجال وهي ما يسمى (المقلَّط)، ودورة مياه. وقسم خاص بالنساء يتكون من: غرفة لنوم العائلة، وغرفة لاستقبال النساء، إضافة إلى المطبخ ودورة المياه، إلا أن بعض تلك البيوت الشعبية لم تكن تزيد على ثلاث حجرات ودورتين للمياه ومطبخ
وشهدت القرى في المنطقة تغيرات جذرية في طبيعة المباني وأشكالها، إذ هجر السكان منازلهم الحجرية والطينية أو (العشش) وأقاموا بجوارها أو في مواقعها بيوتًا حديثة من الأسمنت المسلح مما يعرف بـ (الفلل)
وقد تغيرت المفروشات والأواني هي الأخرى تغيرات جذرية سواء في المدن أم القرى، وانتشر استخدام المفروشات الغربية والأواني المستوردة من قِبَل الطبقات كافة، ولم تعد الأواني الصينية والزجاجية والمعدنية حكرًا على الطبقات الثرية، بل عمَّ استخدامها من الطبقات كافة، في حين قلَّ أو انعدم استخدام الأواني الفخارية والخشبية، ولم تعد تستخدم إلا في المناسبات الاجتماعية رغبةً في إحياء التراث. وبصفة عامة فإن التغير مستمر سواء في أشكال المباني، أم المفروشات، أم الأواني المنـزلية، وأصبحت في الوقت الحاضر أكثر محاكاة للنمط الغربي في كثير من الجوانب، بينما بعض الناس يزاوج بين النمطين الغربي والتقليدي
 
شارك المقالة:
50 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook