هو معاوية بن صخر بن حرب بن أميّة بن عبد شمس، وأمّه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، من صفاته الخَلقية؛ أنّه طويل القامة، أبيض الرأس واللحية، وصفه أسلم مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه قائلاً: (قدم علينا معاوية وهو أبيض الناس وأجملهم)، وأمّا صفاته الخُلقية فقد عُرف بالكرم، والحِلم، والعدل، والوقار، والشهامة بالإضافة إلى السيادة والرياسة في قومه، حيث نقل المدائني عن صالح بن كيسان أنّه قال: (رأى بعض منفرسي العرب معاوية وهو صغير، فقال: إنّي لأظنّ هذا الغلام سيسود قومه، فقالت هند- أم معاوية- ثكِلْتُهُ إن كان لا يسود إلّا قومه)، حيث أسلم معاوية رضي الله عنه، وأبوه، وأخوه يزيد يوم فتح مكّة، ثمّ صَحِب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وروى عنه الكثير من الأحاديث، وروى عنه جماعة من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم، وقد أثنى عليه صحابة رسول الله، حيث قال ابن عباس رضي الله عنه: (ما رأيت رجلاً أخْلَقَ للمُلك من معاوية، لم يكن بالضيِّق الحصر)، وقال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: (ما رأيت أحداً بعد عثمان أقضى بحقٍّ من صاحب هذا الباب، وكان يقصد معاوية رضي الله عنه).
كان لمعاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- مكانةٌ عظيمةٌ في الإسلام، حيث صَحِب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وحظي بثقة الخلفاء الراشدين من بعده، وقد كان له أعمالٌ عظيمةٌ، منها:
عندما شعر معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- باقتراب أجله، خطب بالناس خطبة مودّعٍ، وأوصى فيها ابنه يزيد بحفظ وصية الله -عزّ وجلّ- بالوالدين، وأن يكلف رجلاً لبيباً بغسله بعد وفاته، وكان معاوية -رضي الله عنه- يحتفظ بثوبٍ من أثواب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأوصى بأن يُلف به جسده قبل أن يُكفّن، حتى يمسّ جلده دون الكفن، وفي الختام أوصى بنصف ماله لبيت مال المسلمين، ورُوي أنّه لمّا دنا أجله أخذ يضع خدّه على الأرض، ويقلّب وجهه، ويبكي ويقول: اللهم انك قُلت في كتابك: (إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ)، اللهم فاجعلني فيمن تشاء أن تغفر له، ثمّ أوصى أهله بتقوى الله تعالى، وتوفّى في السنة الستين للهجرة، ودُفن في دمشق.
موسوعة موضوع