كثر الحديث، خلال العقد الأخير بشكل خاص، عن ضرورة خفض المستويات المرتفعة من الكوليستيرول، كما تم إنجاز الكثير بخصوص هذا الموضوع. يمكن قياس مستوى الكوليستيرول بسهولة عن طريق إجراء فحص دم بسيط. يتلقى الأشخاص الذين يعانون من مستويات مرتفعة من الكوليستيرول محاضرة حول النظام الغذائي الصحي والمتوازن، وفي نهاية المطاف يتم إعطاء معظم المرضى دواءً يدعى ستاتين (Statin) يؤدي إلى خفض مستوى الكوليستيرول بنسبة تتراوح بين 25% - 35%، تقريباً، بدون ظهور تأثيرات جانبية.
لا شك في أهمية خفض مستوى الكوليستيرول، كما لا شك في أنه قد تم إنقاذ حياة العديد من الأشخاص بفضل هذه العلاجات.
وثمة مشكلة لا تقل أهمية هي فرط ضغط الدم (ضغط الدم المرتفع)، الذي قد يؤدي إلى حدوث سكتة قلبية، فشل القلب، جلطة دماغية، أمراض في الكلى والعمى. يعاني معظم الأشخاص فوق سن الـ60 عاما من إرتفاع معدل ضغط الدم فوق معدله الطبيعي والسليم. لا يعير الناس اهتماما كافيا لهذه المشكلة، على الرغم من كونها شائعة أكثر من مشكلة ارتفاع نسبة الكوليستيرول.
نتيجة لذلك، لا يتحقق تحسن جدي في معالجة مشكلة ارتفاع معدل ضغط الدم، لا بل فإن علاج هذه المشكلة يسجل انخفاضا وتراجعا مستمرين. إذ تشير المعطيات والإحصائيات الوبائية إلى إنخفاض عدد مرضى زيادة معدل ضغط الدم الذين يتناولون الأدوية، مقارنةً مع الوضع قبل 10 سنوات. وهذا ما يحذر د.توماس لي، من كلية الطب في جامعة هارفارد في الولايات المتحدة الأميركية، من مغبة حدوثه.
لماذا يشكل علاج فرط ضغط الدم تحدياً؟ يمكننا أن نشير إلى عدد من الأسباب:
وفقاً لتوصيات المعهد الوطني للقلب، الرئتين والدم في الولايات المتحدة الأميركية، يعتبر الأشخاص الذين تكون قيمة الضغط الإنقباضي (القيمة المرتفعة) لديهم فوق 140 أو قيمة الضغط الانبساطي (القيمة المنخفضة) فوق 90، مصابين بامرض ارتفاع معدل ضغط الدم. إلا أن ذلك لا يعني أن ضغط الدم الذي يكون 88/138 يعتبر سليماً. يعتبر ضغط الدم الإنقباضي الذي يتراوح بين 130 وحتى 139، وضغط الدم الإنبساطي الذي يتراوح بين 85 وحتى 89، سليماً بيد أنه مرتفع، لذلك فإن هؤلاء الأشخاص يكونون أكثر عرضة للإصابة بزيادة معدل ضغط الدم.
الخطوة الأولى لحل هذه المشكلة هي الإعتراف بوجودها، والأمر المشجع هو أنه يمكن حلها في معظم الحالات.