معركة كنـزان بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
معركة كنـزان بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

معركة كنـزان بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.

 

أغار جماعة من قبيلة العجمان على خليط من البوادي يسمون عريب دار؛ وهم مقيمون في ضواحي الكويت، ونهبوا أمتعتهم، فاستنجد الشيخ مبارك الصباح أمير الكويت بالملك عبدالعزيز الذي أسرع إلى نجدته، فخرج بقواته المؤلفة من حاضرة نجد وقبيلة سبيع، كما انضم إليه أهل الأحساء حاضرة وبادية. وعندما علم العجمان بقدوم الجيش السعودي اتجهوا إلى الأحساء، فتعقبهم حتى وصلها في شهر رجب سنة 1333هـ / 1915م في شدة الحر، على حين نـزل العجمان على ماء كنـزان قرب قرية الكلابية وجواثي شرقي الأحساء. وقد حاول الملك عبدالعزيز حقن الدماء، وطلب منهم رد المنهوبات، كما ترددت الرسل بينهم، لكن العجمان لم يستجيبوا لطلبه، فأدرك أن لا مناص من الحرب. وفي ليلة النصف من شعبان هاجم الملك عبدالعزيز العجمان، ولما أحسوا بالهجوم قاموا بالتمويه بأنهم مقيمون، لكنهم في الواقع أخلوا بيوتهم من النساء والأطفال، وكمن الرجال وراء المتاريس، وفي الوقت نفسه أوقدوا النار للخداع، حيث ظن جيش الملك عبدالعزيز أن العجمان ما زالوا في بيوتهم، فأفرغوا رصاصهم في البيوت الخوالي حتى كادت ذخائرهم تنفد. عندها هاجم العجمان الجيش السعودي من الخلف، فارتبك الجيش، وحلت بهم الهزيمة، وقُتل سعد أخو الملك عبدالعزيز، وجرح هو نفسه كما قُتل من أهل الأحساء ثلاثمئة رجل وعدد كبير من أهل نجد وكان هذا في 15 شعبان 1333هـ الموافق 27 يونيو 1915م.
 
عاد الملك عبدالعزيز إلى الأحساء، وتحصن في الكوت، وبدأ يجمع السرايا والجنود، كما استعان بحاضرة الأحساء، وأرسل إلى والده يطلب منه العون، على حين انتشر العجمان في النخيل والقرى المحيطة بالأحساء. ظل الوضع على هذه الحال ثلاثة أشهر، وفي شهر رمضان تكاملت الإمدادات للملك عبدالعزيز، حيث وصل أخوه محمد بن عبدالرحمن بجيش من أهل نجد حاضرة وبادية، بالإضافة إلى تعزيزات أخرى من الكويت بقيادة سالم الصباح. ومن ثَمَّ بدأت الحرب المتقطعة بين الجانبين، واستمرت حتى منتصف شهر ذي القعدة؛ ما اضطر العجمان إلى الانسحاب من مواقعهم، حيث توجه أكثرهم شمالاً. لم يكن من المتوقع أن يتركهم الملك عبدالعزيز بعد الاضطرابات التي قاموا بها، بل رتب جيشه، ثم خرج لمعاقبتهم، حيث قسم جيشه إلى قسمين: القسم الأول يقوده هو بنفسه، والقسم الثاني بقيادة أخيه محمد، وسالم الصباح؛ وذلك لتتبع فلولهم بعد هزيمتهم.
 
بدأ الهجوم بالمدافع؛ ما أوقع بهم خسائر فادحة اضطرتهم إلى الفرار، فتبعهم الأمير محمد، والشيخ سالم الصباح حسب الخطة التي وضعها الملك عبدالعزيز. وفي خطوة تكتيكية حوَّل الملك عبدالعزيز معسكره إلى جبل قارة  ونصب المدافع على الجبل، ثم أخذ يرمي العجمان في جبل البرجا رميًا متتابعًا، فسقط منهم عدد كبير من القتلى، فولوا هاربين إلى الكويت.
 
وقد توقف سالم عن مطاردة العجمان لأسباب غير واضحة، وقَبِل الشيخ مبارك لجوءهم إلى الكويت  .  على أن وفاة الشيخ مبارك أضعفت موقف العجمان وفتت في عضدهم. وعلى الرغم من ورود أخبار بأن سعود بن عبدالعزيز بن متعب أخذ يجهز قواته لمهاجمة القصيم، وكذلك خروج الشريف عبدالله ابن الشريف حسين لمهاجمة نجد، لكن هذه الأخبار على خطورتها لم تزد الملك عبدالعزيز إلا إصرارًا على تأديب العجمان وتأمين جبهة في الأحساء حتى نجح في ذلك، ليس هذا فحسب، بل إن خصومه عندما علموا بثباته وعدم اكتراثه لبلبلتهم فتَّ ذلك في عضدهم، فقد رجع سعود بن عبدالعزيز بن رشيد من هجومه على القصيم بعد دفاع أهلها عنها، أما الشريف عبدالله فقد أصيب بخيبة أمل بعد فشل هجوم ابن رشيد على القصيم وقفل راجعًا إلى مكة المكرمة. وبذلك عاد الأمن والسلام والهدوء إلى الأحساء. وعاد الملك عبدالعزيز إلى الرياض معززًا مكرمًا منصورًا. وأما العجمان فقد عادوا إلى الكويت، واستقروا هناك مدة من الزمن، ثم عادوا، ودخلوا في طاعة الملك عبدالعزيز، وطلبوا منه الأمان، فأمّنهم، وسمح لهم بالعودة إلى ديارهم  
 
 
شارك المقالة:
394 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook