بدأ الأمير محمد علي في تشييد القصر عام 1901م، تحت إشراف مباشر من جانبه، حيث وضع بنفسه كافة التصميمات الهندسية. وكان الأمير محمد علي قد ولد بالقاهرة، وعرف عنه حبه الشديد وولعه بالفنون، خاصة الإسلامية منها، على الرغم من تعدد الثقافات التي تمتع بها الأمير، سواء أكانت عربية أم غربية.
كذلك كان لدى الأمير محمد علي، هواية جمع التحف والآثار، حتى أنه وظّف البعض لهذا الغرض، ليجمعوا له القطع التراثية النادرة. بعيدًا عن الرحلات التي قام بها الأمير محمد علي إلى عدد من الدول، ليكتب بشأنها كل ما رآه في رحلاته. حتى باتت كتاباته بشأن بعض الدول الغربية أشبه بوثائق لحالها في بدايات القرن العشرين.
زيارة قصر محمد علي تبدأ بسور القصر من الخارج، المُشيد على غرار حصون القرون الوسطى القديمة. حيث بني من حجر جيري تم تقطيعه على هيئة مستطيلة، شديدة الصلابة. ومن الناحية الشمالية لسور القصر، توجد شرفات للحراسة، يمكنك الدخول ومشاهدة ما كُتب عليها من آيات قرآنية، تم كتابتها بالخط الكوفي من نفس نوعية الحجر الذي بني به السور.
تم تصميم المدخل الرئيس للقصر، باستخدام عدد من الطرز المعمارية المميزة. فجاءت واجهة المدخل أشبه بواجهات المساجد والمدارس، بكيفية تصميمها على الطراز الإيراني بالقرن الرابع عشر.
وبالأعلى تجد سراي الاستقبال؛ وهو مكان تم تصميمه ليكون قبلة الزائرين للقصر، ويستقبل فيه الأمير محمد علي ضيوفه. وفي هذه القاعة الجميلة تحديدًا، ستجد عددًا من الرسوم لطيور وحيوانات برية. حيث كان الأمير مولعًا بالصيد عمومًا، إلى جانب بعض الزخارف النباتية المميزة.
لا يمكن أن تزور قصر محمد علي ، دون المرور ببرج الساعة المهيب داخل القصر الفسيح. يقع برج الساعة في المنطقة بين المسجد وسراي الاستقبال، وكان الأمير محمد علي قد بناه على الطراز الأندلسي والمغربي.
كان استخدام برج الساعة، لا يختلف عن استخدام مثل هذا النوع من الأبراج في دول الغرب. الهدف منه كان القيام بدور وسائل الإعلام آنذاك، حيث يعمل على إبلاغ الرسائل للجهات المختلفة، ويعلن قرع طبول الحرب، أو الانتصار في معركة ما، وما يصدره الحكام من أوامر.
كما كان للبرج دور مهم في إعلان بدايات ونهايات الأشهر العربية، والأعياد، إلى جانب أغراض المراقبة أيضًا، من خلال هذا البرج. وكان إرسال التنبيهات والإشارات يتم بكيفية يتم الاتفاق عليها مسبقًا، مثل اندلاع أضواء أو نيران أو دخان، من برج الساعة إما بالليل أو النهار وفقًا للاتفاق.
وهنا يلتقط الطرف الآخر الإشارة، ويبدأ في كل برج في تحويل الإشارة إلى رسائل مترجمة للمسؤلين. وكانت تلك هي الطريقة المثلى، في إرسال وإبلاغ الرسائل بشكل سريع فيما مضى.
يضم قصر محمد علي بالمنيل مسجدًا صغيرًا في منتصفه تمامًا، وعلى الرغم من صغر حجم المسجد، إلا أنه آية معمارية غاية في الجمال والتصميم والزخرفة. صُمم مسجد القصر بعناية شديدة، يمكن للزائر ملاحظتها ببساطة، سواء من الداخل أو الخارج.
سطح المسجد مزين بمجسمات تشبه الحيًات أو الكوبرا، ومصنوعة من الحجر الرملي. ويقع أسفل تلك المجسمات شريط طويل به آيات سورة الفتح. أما جدران المسجد من الداخل فهي غاية في الروعة والذوق الرفيع، تزخرفت على شكل سجاجيد مطرزة. أما نوافذ المسجد فهي مصممة على هيئة عقود، يحيط بها عدد من الزخارف الهندسية، بطريقة أكثر من بارعة في التداخل.
وأخيرًا ستجد داخل المسجد جزء مستطيل الشكل، يرتفع حتى سطحه، ويبرز من الخارج أيضًا. حيث تتمتع تلك الكتلة بكم هائل من الزخارف الإسلامية، التي تجعلك تقف أمامها منبهر بشدة.
يمكنك أيضًا الذهاب إلى متحف القصر، لمشاهدة 15 قاعة منفصلة، تضم كل منها مقتنيات غاية في الروعة والندرة والجمال، وكلها جمعها الأمير محمد علي بنفسه، أو حصل عليها كهدايا من ملوك آخرين. فلا تفوت هذه الجولة، وشاهد أزياء الأسرة المالكة، وبعض أسلحة الملك والمخطوطات التي كتبها بيديه.
لا يمكن أن تتواجد داخل قصر محمد علي بالمنيل ، دون أن تحصل على مجموعة متميزة من الصور للقصر من الداخل، أو صورًا شخصية لك في هذا المكان العريق والساحر في زخرفته ومعماره، فقصر محمد علي بالمنيل يعد من أحد أهم الأماكن لجلسات التصوير أو الفوتوسيشن في مصر.
يفتح قصر محمد علي بالمنيل أبوابه للزائرين ، يوميًا بداية من الساعة التاسعة صباحًا وحتى الساعة الرابعة مساء.
ويبلغ سعر تذكرة الدخول إلى المتحف، بالنسبة للمصريين والعرب حوالي 20 جنيهًا مصريًا، أما سعر التذكرة للطلبة فلا يتجاوز خمسة حنيهات. بينما يبلغ سعر التذكرة للأجانب حوالي 100 جنيهًا مصريًا، وإذا ما كانوا طلبة فإن سعر التذكرة ينخفض إلى 50 جنيهًا مصريًا.
العربية
