يعد سن اليأس هو انتهاء حدوث الدورة الشهرية و ذلك عند نمو آخر جريبات المبيض و إطلاقها للبويضة.
أما عما يحدث من تغيرات في سن اليأس فهي كالتالي:
- يتبقى أقل معدل من جريبات المبيض داخل المبيض.
- انخفاض معدل الاستجابة داخل المبيض.
- قلة هرمونات منطقتي المهاد و الغدة النخامية
- قلة هرموني الاستروجين و البروجيسترون
- حدوث تغيرات بالبشرة و الشعر.
- حدوث تغيرات مزاجية.
أما عن تغير الهرمونات الذي يحدث داخل جسم المرأة فإنه يحدث على المدى الطويل و عادةً ما يتم ذلك فيما بين سن 45 و 55 و غالباً ما تُسمى هذه المرحلة بالمرحلة التي تسبق سن اليأس مباشرة ً. إذ من الواضح أنه ما زال هناك حدوث للدورة الشهرية بينما تستمر تلك التغيرات في الحدوث.
المرحلة التي تسبق سن اليأس مباشرة
يتضاءل عدد جريبات المبيض تدريجياً بحيث تقل استجابة المبيض لهرمون الغدة النخامية يؤدي ذلك إلى إطلاق عدد قليل من الهرمونات من منطقتي المهاد و الغدة النخامية و ذلك عن طريق التغذية المرتدة.
يمكن أن يستمر حدوث الدورة الشهرية بسبب استمرار إطلاق البويضات لكن لا يزال المستوى العام للهرمونات أقل من ذي قبل – لهذا ربما يحدث ما يلي:
- وجود بطانة أقل سمكاً للرحم ( قلة هرمون الاستروجين)
- قلة المخاط داخل بطانة المهبل ( قلة هرمون البروجيسترون)
حيث يؤدي كل من هذين التغييرين إلى:
- حدوث كمية أقل من الدورة الشهرية.
- حدوث آلام بالمهبل و جفافه.
لا ترجع تلك التغيرات التي تحدث للبشرة و الشعر بصورة مباشرة إلى حالة الهرمونات إذ يعد العمر هنا هو العامل الرئيسي فجدير بالذكر أن الرجال يخضعون لمثل هذه التغيرات التي تتمثل في جفاف البشرة و خشونة الشعر و قلة كثافته علاوة على قلة الشعور بالبهجة.
كما تتعرض بعض السيدات أيضاً لحدوث الدورة الشهرية بصورة متكررة و قد لا يمكن تفسير ذلك إذ يرجع حدوث الدورة هنا إلى تغيرات طرأت على التغذية المرتدة للغدة النخامية كما أنه ربما يرجع ذلك أيضاً إلى حدوث خلل بالغدة الدرقية أو إلى المعاناة من وجود بعض الضغوط.
كذلك تتعرض بعض السيدات أيضاً لحدوث دورة شهرية غزيرة جدا ً مصحوبة بطول فترة النزف في هذا الوقت – و يرجع ذلك عادة إلى ازدياد نمو الأورام الليفية و هي أورام حميدة تنمو على جدار الرحم و عادة ما تتصل تلك الأورام بعمر المرأة إذ ليس من الضروري أن يرتبط وجود هذه الأورام الليفية بسن اليأس كذلك فإنه غالباً ما تتوقف هذه الأورام عن إحداث المشكلات عندما تتوقف الدورة الشهرية حيث لم يعد هناك إنتاج لكميات كافية من الهرمونات التي تساهم في إكثار مثل هذه الأورام و أحياناً ما يتسبب عدم توازن الهرمونات في حالة نزيف شديد من الرحم و يجب عليك في هذه الحالة أن تستشيري طبيبك بصدد هذا النزيف الشديد من أجل إزالة أي مظهر من مظاهر الاضطرابات الأخرى قبل استئناف العلاج بالأعشاب.
دائماً ما يصاحب سن اليأس فقدان للرغبة الجنسية علاوة على حدوث اضطرابات انفعالية و لكن مع كل ذلك فإنه لا يوجد دليل معين على مسئولية الهرمونات الأنثوية عن الشعور بتحسن الرغبة الجنسية أو تولد مشاعر أكثر هدوءا ً.
يرجع معظم الاختلاف بين السيدات إلى الجينات – تماماً مثلما يعتمد الصلع عند الرجال على الجينات الوراثية و ليس هناك صلة قائمة بين العمر الذي يحدث فيه سن اليأس و عمر المرأة الفعلي الذي يبدأ عنده حدوث الدورة الشهرية – كذلك ليست هناك صلة بين العمر الذي يحدث فيه سن اليأس و بين عدد الأطفال الذين أنجبتهم المرأة و على الرغم من ذلك هناك بعض العوامل الأخرى التي تؤثر في حدوث سن اليأس تتمثل في اتباع نظام غذائي معين و طبيعة العمل الذي تمارسه المرأة و كذلك طبيعة التمرينات الرياضية التي تتم ممارستها حيث أوضحت العديد من الدراسات أن نساء الدول الغنية غالباً ما يتأخر لديهن سن اليأس بصورة تفوق نساء العالم الثالث في الدول الفقيرة.
كذلك و تكون منطقة المهاد أو السرير البصري مسئولة عن تنظيم درجات الحرارية بالجسم و الدورة الدموية و تنظيم عدد ساعات النوم لذا يتسبب حدوث اضطرابات في التغذية المرتدة لهذا المركز العصبي في حدوث خلل في:
- التحكم في درجات حرارة الجسم – ارتفاع في درجة الحرارة.
- أوقات النوم – الاستيقاظ مبكرا ً
- الدورة الدموية – سرعة ضربات القلب
من المفيد أن تتذكري دائماً أن الضغط العصبي و القلق و استجابات الغدة الكظرية لهم تأثيراتهم المتشابهة علاوة على إحداثهم لتغيرات في المزاج لذلك فإنه من الضروري ملاحظة مدى اتصال هذه المرات التي يحدث فيها الضغط العصبي بأعراض سن اليأس لمعرفة إذا ما كانت فترات الاسترخاء تقلل من هذه الأعراض أم لا و من المعهود أن تشعر المرأة دائماً بالراحة من مثل هذه الأعراض في أثناء فترة الإجازات.
كذلك فإنه جدير بالذكر أن غالبية السيدات فيما بين عمر 45 و 55 عاما ً لديهن أطفال في سن المراهقة و آباء كبار في السن و كذلك لديهن وظائفهن التي تقع على عاتقهن علاوة على ارتباطهن بأزواجهن المحبين لهن ناهيك بالفعل عن تلك الأعباء المنزلية التي تقابلهن دائماً و كل ذلك باطلبع يمثل قدراً كافياً من الضغوط حتى على أكثر أنواع الحياة هدوءا ً. و غالباً ما تصل درجة الضغط العصبية إلى ذروتها في حياة المرأة العادية في تلك السنوات التي تسبق حدوث سن اليأس مباشرة ً. إذ يتولد لدى الكثير من السيدات مستويات من القلق في تلك الفترة الزمنية مما يتسبب بدوره في تشكيل خطر يحدق بصحة السيدة و استمتاعها بالحياة و بناءً على ما تم ذكره مسبقا
يسجل المخ حدوث الضغط العصبي و غيره من الأمراض مما يؤدي إلى تنشيط العديد من الأجزاء بالجهاز العصبي فيجعلك دائماً في حالة رد فعل تتمثل في المقاومة أو الهروب – فيتباطأ عمل الأنشطة المتصلة بالغدد و تبدأ الأنشطة المتصلة بالغدة الكظرية في العمل و ربما لا يمكنك في هذا الوقت المقاومة أو الهرب لذا تتحول تلك الطاقة إلى ردود أفعال أخرى تتمثل في القلق و سرعة الانفعال و الاكتئاب تتسبب هرمونات الغدة الكظرية في تمدد الأوعية الدموية بالعضلات و شعور بالبرودة في اليدين و زيادة معدلات القلب و جفاف الفم و قلة الإفرازات الهضمية و الشعور بالضغوط العصبية و البدنية.
تتشابه مثل هذه الأعراض بصورة كبيرة مع تلك الأعراض التي تنتج من جراء التغيرات الهرمونية السريعة فإذا ما تكرر الضغط العصبي عليك سوف تعانين بالضرورة من الأعراض المزمنة للضغط العصبي و التي تتمثل في عدم توازن الهرمونات على المدى الطويل لذا عليك الانتباه إلى أن هذا السن يعتبر مرحلة جيدة لإعادة تقييم حياتك مرة أخرى و للنظر إلى ما ترغبين في عمله فيها و التفكير في إضفاء بعض التغيير عليها.
العربية
