إذا اشتبه الطبيب في أنّه قد يكون لديك ورم في الغدة النخامية المنتجة للهرمونات، سيتم قياس مستويات الهرمون في دمك أو البول.
قد ينبه الفحص البدني الطبيب للبحث عن هذا الورم لأنّ العلامات والأعراض غالباً ما تكون مميزة للغاية.
والخطوة التالية هي التحقق من مستويات هرمون النمو وعامل النمو الذي يشبه الأنسولين -1 (IGF-1) في عينات الدم، والتي يتم تناولها في الصباح بعد صيام ليلة وضحاها. عندما تكون مستويات هرمون النمو مرتفعة، فإنّها تسبب في إنتاج IGF-1. يمكن أنّ يكون اختبار مستوى IGF-1 أكثر فائدة من التحقق من مستوى هرمون النمو. مستوى IGF-1 لا يتغير كثيراً خلال اليوم، في حين أنّ مستوى هرمون النمو يمكن أنّ يرتفع وينخفض.
إذا كان كلا المستويين مرتفعين للغاية، فمن الواضح أنّ التشخيص هو ورم في الغدة النخامية. إذا زادت المستويات قليلاً، فغالباً ما يتم إجراء اختبار آخر يسمى اختبار قمع الجلوكوز للتأكد. سيُطلب منك شرب سائل سكري، ثم يتم قياس مستويات هرمون النمو وسكر الدم في أوقات معينة. الاستجابة الطبيعية لتناول الكثير من السكر فجأة هي انخفاض في مستويات هرمون النمو. إذا بقيت مستويات هرمون النمو مرتفعة، فمن المحتمل أنّ يكون الورم الحميد في الغدة النخامية هو السبب.
معظم علامات وأعراض أورام إفراز ACTH تأتي من وجود الكثير من الكورتيزول (هرمون الستيرويد الغدة الكظرية). ولكن هناك عدد قليل من الأمراض التي يمكن أنّ تسبب الجسم ينتج الكثير من الكورتيزول، والذي يسمى متلازمة كوشينغ. إذا كانت لديك أعراض تشير إلى هذه المتلازمة، فستحتاج إلى اختبارات لمعرفة ما إذا كان سببها ورم في الغدة النخامية أو أيّ شيء آخر.
أحد الاختبارات المستخدمة يقيس مستويات الكورتيزول في اللعاب في وقت متأخر من الليل لمعرفة ما إذا كانت مرتفعة. قد يشمل آخر قياس مستويات الكورتيزول و ACTH في عينات الدم المأخوذة في أوقات مختلفة من اليوم.
قد يُطلب منك أيضاً جمع كل البول على مدار 24 ساعة، والذي يتم بعد ذلك اختباره لقياس الإنتاج اليومي من الكورتيزول والهرمونات الستيرويدية الأخرى. يتضمن أحد الاختبارات تناول جرعة من الأدوية القوية يشبه الكورتيزون يسمى ديكساميثازون، ثم فحص مستويات الكورتيزول في الدم أو البول. غالباً ما يلزم أكثر من واحد من هذه الاختبارات للمساعدة في التمييز بين أورام الغدة النخامية التي تفرز ACTH عن غيرها من الأمراض، مثل أورام الغدة الكظرية، التي يمكن أنّ تسبب أعراضاً مماثلة.
يمكن قياس مستويات البرولاكتين في الدم للتحقق من وجود ورم البرولاكتين.
الاختبارات لقياس مستويات الدم من هرمون الغدة الدرقية ، يمكن عادة تحديد الأشخاص الذين يعانون من الورم الحميد عن طريق فحص هرمون الغدة الدرقية.
يمكن أنّ يحدث مرض السكري الكاذب في حالة تلف جزء الغدة النخامية الذي يخزن هرمون فاسوبريسين (ADH)، ممّا يؤدي إلى فقد الكثير من الماء في البول. يمكن أنّ تحدث هذه الحالة بسبب أورام غدية النخامية (أو سرطان في حالات نادرة)، أو بسبب أورام تبدأ في أجزاء من المخ أو أعصاب بجوار الغدة النخامية. يمكن أنّ يكون أيضاً أحد الآثار الجانبية للجراحة لعلاج أورام الغدة النخامية أو الأورام القريبة من الغدة النخامية.
في العديد من الحالات، يتم هذا التشخيص من خلال اختبارات تقيس كمية البول التي يتم إجراؤها على مدار 24 ساعة، ومستويات الصوديوم والجلوكوز في الدم، والأسمولية (تركيز الملح الكلي) في الدم والبول.
تستخدم اختبارات التصوير الأشعة السينية أو المجالات المغناطيسية أو غيرها من الوسائل لإنشاء صور من الداخل للجسم. قد يتم إجراؤها للبحث عن أورام الغدة النخامية أو لمعرفة ما إذا كانت قد نمت لتصبح هياكل قريبة. في بعض الحالات، قد يظهر اختبار تصوير الرأس الذي تم إجراؤه لسبب آخر ورماً في الغدة النخامية.
تستخدم فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي موجات الراديو والمغناطيسات القوية لإنشاء صور مفصلة للداخل من الجسم.
أنّها مفيدة للغاية في النظر إلى الدماغ والحبل الشوكي وتعتبر أفضل طريقة للعثور على أورام الغدة النخامية من جميع الأنواع. عادةً ما تكون صور التصوير بالرنين المغناطيسي أكثر تفصيلاً من تلك الموجودة في الأشعة المقطعية. يمكن أنّ تظهر الأورام الوعائية الكبيرة في الغدة النخامية، وكذلك معظم الأورام المجهرية. لكن قد لا يكشف التصوير بالرنين المغناطيسي عن الأورام الدقيقة التي يقل حجمها عن 3 مم.
في بعض الأحيان، يُظهر فحص التصوير بالرنين المغناطيسي تغيراً بسيطاً في الغدة النخامية لا علاقة له بأعراض المريض. ما بين 5 ٪ و 25 ٪ من الأشخاص الأصحاء لديهم بعض الشذوذ الطفيف في الغدة النخامية التي تظهر على التصوير بالرنين المغناطيسي.
يستخدم التصوير المقطعي بالأشعة السينية لإنشاء صور مقطعية مفصلة لجزء من الجسم. يمكن للأشعة المقطعية أنّ تجد الورم الحميد في الغدة النخامية إذا كانت كبيرة بما يكفي، ولكن يتم إجراء عمليات التصوير بالرنين المغناطيسي في كثير من الأحيان للنظر في المخ والغدة النخامية.
عند تشخيص الأورام في معظم أجزاء الجسم، قد تشير اختبارات التصوير واختبارات الدم بشدة إلى وجود نوع معين من الورم، ولكن عادةً ما تكون الخزعة (إزالة عينة من الورم لفحصها تحت المجهر) هي الطريقة الوحيدة لتأكيد التشخيص.
لكن لا يلزم عادة إجراء خزعة قبل علاج ورم في الغدة النخامية. أحد الأسباب هو أنّ اختبارات الهرمونات لبعض أنواع الأورام تكون دقيقة للغاية، لذلك من غير المحتمل أنّ تقدم الخزعة مزيداً من المعلومات. يمكن أنّ تشكل الخزعات في هذا الجزء من الجسم أيضاً خطراً صغيراً جداً من الآثار الجانبية الخطيرة. علاوة على ذلك، يمكن علاج بعض أنواع الأورام بدون جراحة، باستخدام الأدوية أو العلاج الإشعاعي.