معلومات عن أصل قصة قصر الامير طاز

الكاتب: وسام ونوس -
معلومات عن أصل قصة قصر الامير طاز

 

 

معلومات عن أصل قصة قصر الامير طاز 

 

لكن أولاً هناك تساؤل قد يثير الفضول لدى البعض وهو.. من هو الأمير طاز الذي سمى القصر باسمه؟ هو الأمير سيف الدين عبد الله طاز بن قطغاج، أحد الأمراء البارزين في دولة المماليك البحرية.

بدأ نجمه في الصعود خلال حكم الصالح إسماعيل بن الناصر محمد (743 – 746هـ) (1343 – 1345م) وأصبح في عهد أخيه المظفر حاجي، واحداً من أمراء الحل والعقد، الذين كانت بيدهم مقاليد الدولة. ثم زادت وجاهته خلال فترتي حكم الناصر حسن بن الناصر، الذي ولاه نيابة حلب.

لم يكن طاز مجرد أمير، بل كان زوج ابنة السلطان محمد بن قلاوون وساقيه، وتصفه كتب التاريخ بأنه كان “حسن الشكل طويل القامة بطلا شجاعا محبا للعلماء كثير الخيرات علىّ الهمة قوى العزم وافر التجمل ظاهر الحشمة”.

” أمر المبارك السعيد من فضل الله الكريم وكل عطائه العميم المقر الأشرف العالي المولوي المخدومي الغازي المجاهدي المرابطي”.. هذه العبارة تجدها على شريط كتابي على سقف يغطي الإيوان الشمالي لقصر الأمير طاز، وبعض الزخارف والرسومات الفنية والهندسية الأخرى وكتابات نسخية للآيات الأولى من سورة الفتح.

 

وصف قصر الامير طاز

تبلغ المساحة الإجمالية لقصر الأمير طاز، أكثر من ثمانية آلاف متر مربع،  وبمجرد دخولك إلى القصر، ترى المدخل الرئيسي، وهو عبارة عن كتلة متماسكة، تبدأ بممر مستطيل، في نهايته قبو، على جانبيه مدخلان، يفتح كل منهما على فناء مستطيل هو صحن القصر،وهذا المدخل الكامل يطل على شارع السيوفية.

كما يوجد للقصر مدخل فرعي يطل على حارة الشيخ خليل، وصفته الكتابات والوثائق القديمة بأنه باب سر القصر.

أما الجزء الخاص بالحرملك فيطل على الفناء أو الحديقة بمجموعة من النوافذ المصنوعة من الخشب، تعد تحفة فنية فريدة، تعلوها 3 نوافذ مستديرة، وهي التي تعرف بالقمريات.

وتوجد بالقصر صالة الاستقبال الرئيسية، تتكون من مستويين، يربط بينهما سلم، وكل مستوى عبارة عن مساحة مستطيلة تطل على الفناء بما يشبه «التراس» القائم على 3 أعمدة.

كما يوجد بالقصر قاعة تحت الأرض تم ترميمها بالكامل خلال السنوات الأخيرة وجدرانها مغطاة بطبقة من الجص الذي يناسب الحجارة التي بنيت بها القاعة في الأصل، وكان الأمير طاز يعمل في وظيفة الساقي قبل تولى الإمارة ولهذا تم رسم كأس على جدارن القصر رمزاً لوظيفته في الماضي.

وكان لهذا الموقع أكبر الأثر في مراقبة الحياة السياسية بمصر، والمشاركة في أحداثها آنذاك؛ حيث شهد حادثة لم تحدث من قبل، وهي نزول السلطان من مقر حكمه ليفتتح هذا القصر، في سابقة من نوعها.

كما أنه شاهد تدبير الأحداث التي توالت لإزاحة وتولية السلاطين أبناء الناصر محمد بن قلاوون، وفي سنوات تالية كان القصر مقراً لنزول الباشوات المعزولين عن حكم مصر.

 

تحول قصر الامير طاز

وعلى الرغم من قيمته الفنية والتاريخية الكبيرة الا ان القصر قد تحول لعدد من الاماكن، حيث تحول الى مدرسة للبنات في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، وبعدها قررت الحكومة المصرية تحويله لمخزن بعد تهدم القصر وظهرت عليه معالم الزمن بشكل واضح.

وقد تم استخدم القصر كمخزن كبير للكتب الدراسية ومع مرور الوقت تحول  كمقبرة للحيوانات النافقة، وفي عام 1992 قام الزلزال الشهير الذي  عصف باجزاء كبيرة من محافظة القاهرة حتى عام 2002 عندما انهار  جانب كبير من الجدار الخلفي للقصر.

ترميم القصر

بين عامي 2002 و 2008، تم ترميم قصر الأمير طاز، وتولت وزارة الثقافة المصرية مشروع الترميم بتكلفة بلغت 2 مليون جنيه ضمن الحملة القومية التى دشنتها وزارة الآثار عام 2015 لإنقاذ 100 مبنى أثرى بالقاهرة التاريخية،، ليظل على الصورة التي كان عليها ايام الامير طاز.

وحولته عقب ذلك إلى مركز للإبداع، ليصبح مقصداً  للكثير من العرب والمصريين في الكثير من المناسبات، ويقام به عدد متنوع ومميز من الحفلات التراثية من أشهرها حفل المولوية المصرية، كما يقيم به العديد من الحفلات للاحتفاء بالموسيقى العربية، والإنشاد الديني وورش للتمثيل والمسرحيات لاكتشاف المواهب هواة ومحترفين.

كما يستضيف قصر الامير طاز العديد من الفرق الأجنبية من خلال التعاون مع المراكز الثقافية الأجنبية المختلفة، إلى جانب ورش العمل للأطفال كالرسم والغناء والنحت وبعض الندوات. وهو ما يجعل زيارة القصر وجبة تجمع التاريخ والعمارة القديمة بالفنون المعاصرة.

شارك المقالة:
123 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook