معلومات عن أمراض الجهاز التنفسي

الكاتب: وسام ونوس -
معلومات عن أمراض الجهاز التنفسي

 

 

معلومات عن أمراض الجهاز التنفسي

 

يتكوّن الجهاز التنفسي من قسمين، الجهاز التنفسي العلوي والذي يتألّف من الأنف والبلعوم، والجهاز التنفسي السفلي والذي يتكوّن من الحنجرة، القصبة الهوائية والشعب الهوائية، والرئتان اللتان تقعان في القفص الصدري، حيث يحمي القفص الصدري العظمي والعضلي أنسجته الرقيقة، وتزوّد الرئة أنسجة جسم الإنسان بتدفّق مستمر من الأكسجين وتقوم بتنظيف الدم من النفايات الغازية وثاني أكسيد الكربون، ويتم تبادل الهواء الداخل والخارج من الجسم من خلال أنبوب يسمى المجرى الهوائي، ويمكن أن يصاب الجهاز التنفسي بأمراض عديدة، وسيتحدّث هذا المقال عن أمراض الجهاز التنفسي الأكثر انتشارًا.

 

أمراض الجهاز التنفسي الأكثر انتشارًا

تنقسم أمراض الجهاز التنفسي الأكثر انتشارًا إلى فئتين؛ الإصابة بعدوى ما، مثل الالتهاب الرئوي الجرثومي وفيروس الجهاز التنفسي المعوي، والإصابة بالأمراض المزمنة، مثل الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن COPD، وغالبًا في الحالات المرضية الفيروسية لا يمكن القيام بأي إجراء إلّا تخفيف أعراض المرض، ولا يمكن إعطاء المضادّات الحيوية في هذه الحالات، وبالحديث عن أمراض الجهاز التنفسي الأكثر انتشارًا، فإنّ أكثرها انتشارًا هو نزلات البرد الشائعة، أو الزكام، وهي عبارة عن عدوى فيروسية تصيب الشخص عدة مرات في حياته، ومن أعراضها الحمّى، العطاس المتكرّر، احتقان الأنف والتهاب الحلق، وتنتقل من شخص لآخر من خلال الاستنشاق أو التواصل الوثيق معه، ويكمن علاج نزلات البرد في تخفيف الأعراض من خلال استخدام مضادات الاحتقان ومسكنات الألم التي لا تحتاج لوصفة طبية، ويمكن اتّباع الكثير من العلاجات المنزلية لعلاج نزلات البرد كالغرغرة بالماء المالح وتناول مكمّلات فيتامين C، وعادةً ما يُشفى المريض من تلقاء نفسه بعد 7-10 أيام كأقصى حدّ، وإذا استمرّت الحالة لأكثر من ذلك يجب استشارة الطبيب.

 

ومن أمراض الجهاز التنفسي الأكثر انتشارًا أيضًا مرض التهاب القصبات، وهو التهاب في بطانة القصبات والشعب الهوائية، وتظهر أعراضه على شكل سعال يحتوي على المخاط والإفرازات التي يمكن أن يتغيّر لونها، وقد يكون التهاب القصبات حادًا أو مزمنًا، والنوع الحادّ هو الأكثر شيوعًا، ويعدّ أكثر خطورةً، وهو تهيّج مستمر أو التهاب في بطانة القصبات الهوائية، وغالبًا يكون بسبب التدخين، والذي عادةً ما يتحسن خلال أسبوع إلى 10 أيام دون آثار دائمة، على الرغم من أنّ السعال قد يستمر لأسابيع، وإذا استمرّت الأعراض لفترة أطول يجب استشارة الطبيب لإجراء الاختبارات التشخيصية وتحديد العلاج المناسب للحالة.، ومن أمراض الجهاز التنفسي الأكثر شيوعًا أيضًا الانتفاخ الرئوي، التليّف الكيسي، سرطان الرئة والالتهاب الرئوي وغيرها من الأمراض الأخرى التي سيتم شرحها بالتفصيل في هذا المقال.

 

داء الانسداد الرئوي المزمن

يعدّ مرض الانسداد الرئوي المزمن COPD من أمراض الجهاز التنفسي الأكثر انتشارًا، وهو من الأمراض التي تجعل التنفس أكثر صعوبةً، ويؤدّي هذا المرض إلى نوعين رئيسين من الحالات المرضية هما التهاب الشعب الهوائية المزمن وانتفاخ الرئة، وإنّ السبب الرئيس لمرض الانسداد الرئوي المزمن هو التعرّض الطويل الأمد للمواد المهيّجة، وأهمّها دخان السجائر، ملوّثات الهواء، الأبخرة الكيميائية والأغبرة، وفي البداية، قد لا يسبب مرض الانسداد الرئوي المزمن أي أعراض أو قد يؤدّي إلى ظهور أعراض خفيفة فقط، ولكن كلما زاد سوء المرض، قد تصبح الأعراض أكثر حدّة، وتشمل أعراض هذا المرض ما يأتي:

 

  • سعال ينتج الكثير من المخاط أو البلغم.
  • ضيق في التنفس، وخاصة عند القيام بأي نشاط بدني.
  • الصفير.
  • الشعور بالضيق والانزعاج في منطقة الصدر.

ويلجأ الأطباء لتشخيص هذا المرض من أمراض الجهاز التنفسي الأكثر انتشارًا لإجراء اختبارات وظائف الرئة واختبارات تصوير الصدر، وكذلك اختبارات الدم، وفي الواقع لا يوجد أي علاج لمرض الانسداد الرئوي المزمن، وقد تخفف العلاجات الأعراض فقط، وتشمل الأدوية التي توصف من قبل الطبيب أو العلاج بالأكسجين أو الجراحة أو زرع الرئة، ومن أهم خطوات العلاج الإقلاع عن التدخين.

 

التهاب القصبات المزمن

من أمراض الجهاز التنفسي الأكثر انتشارًا أيضًا التهاب القصبات المزمن، وهو التهاب للبطانة الداخلية للقصبات والشعب الهوائية، ويعدّ التهاب القصبات المزمن حالة أكثر خطورةً من الحاد، ويتطوّر مع مرور الوقت بدلاً من الإصابة فجأة، كما ويتميز بنوبات متكررة من التهاب القصبات التي تستمر لعدة أشهر أو سنوات، ويؤدي ذلك الالتهاب المستمر في بطانة الأنابيب والشعب الهوائية، إلى زيادة كميات المخاط اللّزج في القصبات، ممّا يعيق كمية تدفق الهواء الداخلة والخارجة من الرئتين، ومع مرور الوقت يزداد انسداد تدفق الهواء، ممّا يؤدّي إلى صعوبات في التنفس وزيادة إنتاج المخاط في الرئتين، وإنّ كثير من الأفراد الذين يعانون من التهاب القصبات المزمن يصابون في النهاية بالانتفاخ الرئوي، وينطوي علاج هذا المرض على استخدام الأدوية كالموسّعات القصبية والثيوفللين والستيروئدات في الحالات المعنّدة، كما ويمكن لتغيير نمط الحياة أن يساعد في علاج التهاب القصبات المزمن كالإقلاع عن التدخين، ترطيب الغرفة وإجراء التمارين الفيزيائية التي تقوّي العضلات التي تساعد على التنفس الصحيح.

 

الانتفاخ الرئوي

الانتفاخ أو النفاخ الرئوي وهو أحد أمراض الجهاز التنفسي الأكثر انتشارًا، وهو نوع من أنواع مرض الانسداد الرئوي المزمن COPD، وينطوي الانتفاخ الرئوي على فقدان مرونة وتوسيع الحويصلات الهوائية في الرئة، حيث تتضخّم الحويصلات الهوائية الموجودة في نهاية القصبات الهوائية بسبب انهيار جدرانها أو تدمير الأكياس الهوائية أو تضييقها أو تمديدها أو تضخمها، وإنّ وجود أكياس متضررة أقل وأكبر يعني وجود مساحة سطح منخفضة لتبادل الأكسجين من الدم وثاني أكسيد الكربون للخروج منه، ويكون الضرر في هذا المرض دائم، ولا يمكن استرداد القدرة على التنفس بشكل صحيح، ويعدّ تدخين السجائر مسؤولاً عن 85% على الأقل من حالات الإصابة بالانتفاخ الرئوي ومرض الانسداد الرئوي المزمن، ومع ذلك، لا يصاب به جميع المدخنين، فقط أولئك الذين لديهم حساسية وراثية، وفي الواقع هناك عرضان اثنان من الأعراض الرئيسة لانتفاخ الرئة وهي صعوبة وضيق التنفس والسعال المزمن، واللذان يظهران في المراحل المبكرة، وقد تظهر أعراض أخرى بعد سنوات أي بعد تطوّر المرض في المراحل اللّاحقة، كالأعراض الآتية:

 

  • التهابات الرئة المتكررة.
  • إفراز الكثير من المخاط.
  • الصفير.
  • فقدان الشهية وفقدان الوزن.
  • الإعياء.
  • ازرقاق الشفاه والأظافر أو الزرقة، وذلك بسبب نقص الأكسجين.
  • القلق والاكتئاب.
  • مشاكل في النوم.
  • الصداع الصباحي بسبب نقص الأكسجين، عندما يكون التنفس صعبًا في ساعات الليل.

سرطان الرئة

يعد سرطان الرئة من أمراض الجهاز التنفسي الأكثر انتشارًا أو أكثر أنواع السرطان شيوعًا في العالم، وهو سبب رئيس لوفيات السرطان لدى الرجال والنساء في الولايات المتحدة، وعادةً ما يسبب تدخين السجائر معظم سرطانات الرئة، وكلما زاد عدد السجائر التي يدخّنها الشخص يوميًا، وكلما بدأ التدخين في وقت مبكر، زاد خطر الإصابة بسرطان الرئة، كما أنّ التعرّض لمستويات عالية من التلوث والإشعاع ومادة الاسبستوس قد تزيد من خطر الإصابة به، وتشمل الأعراض الشائعة لسرطان الرئة ما يأتي

 

  • الإصابة بالسعال الذي لا يزول ويتفاقم مع مرور الوقت.
  • الشعور بألم الصدر بشكل مستمر.
  • السعال الدموي.
  • ضيق في التنفس.
  • الصفير أو بحة في الصوت.
  • مشاكل متكررة مع الالتهاب الرئوي أو التهاب الشعب الهوائية.
  • تورّم في الرقبة والوجه.
  • فقدان الشهية أو فقدان الوزن.
  • الإعياء والتعب العام.

يقوم الأطباء بتشخيص هذا المرض من أمراض الجهاز التنفسي الأكثر انتشارًا، باستخدام الفحص البدني واختبارات التصوير والاختبارات المعملية، ويعتمد العلاج على نوع السرطان والمرحلة ومدى تقدّمه، وتشمل الخيارات العلاجية لسرطان الرئة الجراحة والعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي والعلاج الموجّه، ويستخدم العلاج الموجه أدوية معينة أو غيرها من المواد التي تهاجم خلايا سرطانية معينة مع أقل ضرر للخلايا الطبيعية في الجسم.

 

التليف الكيسي

التليف الكيسي هو مرض وراثي يصيب الغدد المخاطية والعَرقية، وهو من أمراض الجهاز التنفسي الأكثر انتشارًا عند الأطفال على وجه الخصوص، وممكن أن تظهر أعراضه عند الكبار أيضًا، وغالبًا ما يؤثّر على الرئتين، البنكرياس، الكبد، الأمعاء، الجيوب الأنفية والأعضاء الجنسية، ويجعل التليف الكيسي المخاط الذي يتم انتاجه في القصبات سميكًا ولزجًا، وبالتالي يسد هذا المخاط الرئتين ويسبب مشاكل في التنفس ويسهل نمو البكتيريا، ممّا يمكن أن يؤدي إلى التهابات الرئة المتكرّرة وتلف الرئة، ويمكن أن تختلف أعراض وشدة هذا المرض كباقي أمراض الجهاز التنفسي الأكثر انتشارًا، فبعض الأشخاص يكون لديهم مشاكل خطيرة منذ الولادة، والبعض الآخر يعانون من أعراض أخف من المرض والتي لا تظهر إلا في سن المراهقة أو الشباب، وقد تتراوح شدّة الأعراض من فترة لأخرى، إذ يمكن أن تختفي ثم تعود للظهور في وقت لاحق، ويتم تشخيص التليف الكيسي من خلال اختبارات مختلفة، مثل اختبارات الجينات والدم والعَرق، ولا يوجد علاج لهذا المرض، لكن العلاجات قد تطوّرت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وفي الماضي، كانت معظم الوفيات الناجمة عن التليف الكيسي من فئة الأطفال والمراهقين، أمّا اليوم ومع تحسين العلاجات، يعيش بعض الأشخاص الذين يعانون من التليف الكيسي لعمر 40 أو 50 عام، وقد تشمل العلاجات المتوفّرة العلاج البدني للصدر والعلاجات الغذائية والأدوية والتمارين الرياضية.

 

الالتهاب الرئوي

الالتهاب الرئوي هو التهاب في إحدى الرئتين أو كلاهما، وهو أحد أمراض الجهاز التنفسي الأكثر انتشارًا، وعادةً ما ينتج عن عدوى جرثومة أو فيروسية أو فطرية، حيث تسبب العدوى التهابًا في الأكياس الهوائية في الرئتين، والتي تسمى الحويصلات الهوائية، وتمتلئ تلك الحويصلات بالسائل أو القيح، ممّا يجعل التنفس صعبًا، ويمكن أن تنتقل العدوى من شخص لآخر، إذ إنّه يمكن لكل من الالتهاب الرئوي الفيروسي والبكتيري أن ينتشر للآخرين من خلال استنشاق القطيرات المحمولة بالهواء من العطس أو السعال، ويمكن أيضًا الإصابة بهذه الأنواع من الالتهاب الرئوي عن طريق ملامسة الأسطح أو الأشياء الملوثة بالبكتيريا أو الفيروسات التي تسبب الالتهاب الرئوي، وتتمثّل الأعراض المترافقة مع هذا المرض من أمراض الجهاز التنفسي الأكثر انتشارًا بصعوبة التنفس وألم وضيق في الصدر وفقدان الشهية والحمى والقشعريرة، وهناك عدّة أنواع للالتهاب الرئوي، وهي كالآتي:

 

  • الالتهاب الرئوي المكتسب من المستشفى HAP: يتم الحصول على هذا النوع من الالتهاب الرئوي الجرثومي أثناء الإقامة في المستشفى، ويعدّ أكثر خطورة من الأنواع الأخرى، لأن البكتيريا المسبب للمرض قد تكون أكثر مقاومةً للمضادات الحيوية.
  • الالتهاب الرئوي المكتسب من المجتمع CAP: وهو من أمراض الجهاز التنفسي الأكثر شيوعًا والذي يشير إلى الالتهاب الرئوي المكتسب خارج إطار طبي أو مؤسّسي.
  • الالتهاب الرئوي المرتبط بالتهوية VAP: ويصاب بهذا النوع الأشخاص الذين يستخدمون جهاز التنفس الصناعي.
  • الالتهاب الرئوي التنفسي: والذي يحدث عندما يتم استنشاق ودخول الجراثيم إلى الرئتين من الطعام أو الشراب أو اللعاب.

ويعتمد علاج الالتهاب الرئوي على السبب الذي أدّى إليه، جرثومي أو فيروسي أو فطري، فيتم إعطاء مضادات حيوية أو فيروسية أو فطرية تبعًا للحالة، ويمكن استخدام المسكنات لتخفيف الآلام المترافقة مع هذا المرض.

 

انصباب بالغشاء المحيط بالرئة

انصباب بالغشاء المحيط بالرئة أو ما يُسمى بالانصباب الجنبي، وأحد أمراض الجهاز التنفسي الأكثر انتشارًا، وهو عبارة عن تراكم السوائل بين طبقات الأنسجة التي تبطن الرئتين وتجويف الصدر -أي غشاء الجنب-، حيث ينتج الجسم في الحالات الطبيعي السائل الجنبي بكميات صغيرة لتليين أسطح غشاء الجنب، وهو النسيج الرقيق الذي يربط تجويف الصدر ويحيط الرئتين، وفي حالة الانصباب الجنبي يتجمّع هذا السائل بشكل مفرط وغير طبيعي، وفي الواقع هناك نوعان من الانصباب الجنبي:

 

  • الانصباب الجنبي العابر: والذي يحدث بسبب تسرب السوائل في الفضاء الجنبي، ويكون ناتجًا عن زيادة الضغط في الأوعية الدموية أو انخفاض نسبة البروتين في الدم، ومن أشيع أسبابه قصور القلب.
  • الانصباب الجنبي الناضح: والذي يحدث بسبب انسداد الأوعية الدموية أو الأوعية الليمفاوية وقد ينتج عن بعض الالتهابات أو الإصابة بعدوى ما أو الأورام.

طرق الوقاية من أمراض الجهاز التنفسي

بعد الحديث عن أمراض الجهاز التنفسي الأكثر انتشارًا لا بدّ من معرفة طرق الوقاية منها، حيث تنتشر العديد من الجراثيم التي تسبب أمراض الجهاز التنفسي عن طريق القطرات التي تأتي من السعال والعطس، وتنتقل هذه الجراثيم عادةً من شخص لآخر عندما يكون الأشخاص غير المصابين على اتصال وثيق مع شخص مريض، وبشكلٍ عام، فإن أفضل طريقة للمساعدة في منع انتشار الجراثيم التنفسية هي تجنب ملامسة القطيرات أو إفرازات اللعاب والمخاط والدموع، وسيتم ذكر طرق الوقاية من الأمراض التنفسية فيما يأتي:

 

  • الحدّ من الاتصال الوثيق مع الأشخاص الذين يعانون من أعراض أمراض الجهاز التنفسي، مثل السعال أو العطس.
  • استخدام المناديل الورقية عن السعال أو العطس.
  • يجب غسل اليدين بانتظام.
  • تجنب مشاركة الأدوات الشخصية مثل أدوات الأكل أو الشرب وفرشاة الأسنان والمناشف.
  • يجب الحفاظ على بيئة نظيفة.
  • يمكن الوقاية من بعض أمراض الجهاز التنفسي الأكثر انتشارًا، مثل الأنفلونزا بتلقّي اللّقاح، والذي عادةً ما يكون متوفرًا في المراكز الصحية وعيادات الأطباء المختصين.
شارك المقالة:
64 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook