تُعرَّف التنمية بأنّها قدرة الدولة على زيادة الموارد المختلفة؛ من موارد بشرية، واقتصادية، وطبيعية، واجتماعية، وتدعيمها؛ بهدف تحقيق نتائج أعلى للإنتاج لتلبية الاحتياجات الأساسية لغالبية مواطنيها، وتمكينهم من تقديم مطالبهم وحقوقهم إلى الحكومات. ويُطبَّق مفهوم التنمية على الصعيد الشعبوي والمجتمعي، بَيْدَ أنّه يُطَبَّق أَيضاً على صعيد الأفراد بمعنى تنمية الفرد نفسهُ بنفسِهِ، وتطوير قدراته المعرفية، والثقافية، والإنتاجية، وإثرائها بما يتناسب مع متطلبات الحياة المدنية الحديثة. إنّ الإحاطة بقضايا مثل التنمية المستدامة هو أمر مهم وضروري في استيعاب جزء كبير من مفهوم التنمية الواسع.[١][٢]
وِفْقاً لتقرير لجنة برونتلاند (بالإنجليزية : Brundtland Commission's Report) لعام 1987م تحت عنوان (مستقبلنا المشترك)، أصبح مفهوم التنمية المستدامة معروفاً ومستخدماً، فقد حدَّدت اللجنة العالمية للبيئة والتنمية (بالإنجليزية: WCED) تعريفاً خاصّاً لها على أنها التنمية التي تُلبي احتياجات الحاضر (دون المساوَمة على قدرة الأجيال القادمة في تلبية احتياجاتهم الخاصة)، ساعد هذا التقرير على فهم أنَّه تندرج تحت التنمية المستدامة عدة ركائز لتحقيقها، مثل: الحفاظ على سلامة البيئة، وإرضاء الحاجات الإنسانية الرئيسة، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وتوفير التكافل المجتمعي المتعدد. لقد كان من مخرجات هذا التعريف إدراك أن التنمية المستدامة تشمل عدداً من المجالات المتنوعة، وهذه المجالات ذات قيمة ايكولوجية واقتصادية واجتماعية.[١][٣][٤]
التنمية المستدامة هي قضية يصعُب التعامل معها وتطبيقها أو حتى التغلّب على العوائق لتحقيقها؛ لأنها تتكون من حُزمة كبيرة من الحيثيّات، ونظراً لطبيعةِ هذا الموضوع وتعقيداته، فمن الأمثل الإلمام بأهميته للوصول إلى فهم وإدراك شامل، والسُّكان هم المرتكز الأساسي الذي يدفع بِعجلة التنمية المستدامة إلى الأمام، وبهذا تظهر أهمية التنمية المستدامة متمثّلة بما يأتي:[٥][٦]
تتعدّد الغايات الأساسية للتنمية المستدامة؛ فمن أهدافها على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر:
إضافةً إلى ذلك، فإنّ المنظمات الدولية مثل منظمة الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية (بالإنجليزية: NGOS)، تدير الجهود لضمان تحقيق مقاصد التنمية للأفراد في مختلف الميادين، ومن أهم غايات الإنماء الدائمة التي حددتها تلك الهيئات ما يأتي:
يظن البعض بأنَّ عملية التنمية المستدامة هي عملية إيجابية محضة بالمطلق، ولكن الكثير يتغافل عن وجود أبعاد جانبية سلبية لها، فليس كلُّ ما يلمع ذَهَباً بصرف النّظر عن أن النويا جيدة، إلا أن عملية التنمية المستدامة في بعض حيثياتها قد تتطلب الاستغناء الكامل عن الطاقة التي تزود الناس بمستلزمات الحياة الحديثة، وتعديل البنى التحتية، وهذا التحويل في أنماط الاستهلاك سيُكلِّف مبالغ باهظة وأعباء كبيرة؛ تحديداً على الدول النامية، وفيما يأتي بعض سلبيات التنمية المستدامة:
دِراسة التطلُّعات والاتجاهات التي تؤول إليها هذه القضية هي خطوة حيوية لمواجهةِ أيّة عقبات طارئة، والتنبّؤ بمستقبل التنمية أمر صعب؛ فالتهديد الذي تشكَّله العولمة مدفوعاً بانعدام الأمان الاقتصادي وما يجلبه ذلك من عواقب، ينمو بشكل متسارع؛ لذلك يجب العمل على إدارة الموارد الطبيعية، وتتبع الآثار المترتبة على التغيير، واقتراح سياسات مرنة تأخذ باعتبارها حقوق الأفراد المعرضين للخطر في المستقبل، من شأنها أن تحُدَّ من أيَّةِ مخاطر مستقبلية.
تأخذ التنمية بُعداً عميقاً على المستوى الفردي؛ لأنها في نهاية المطاف هي استثمار في الإنسان خصوصاً المرأة والأسرة، فإذا استثمرنا فيها وقمنا بتنميتها من الجانب الإجتماعي، والمعرفي والاقتصادي فإننا بذلك نكون قد أوجدنا مجتمع متماسك، كما أنها تأخذ بعداَ جوهرياَ آخر فالتنمية المستدامة هي مناشدة لتحقيق أقصى قدر من الرفاهية الإنسانية وهذا يمكن أن يتحقق إذا توفرت حقوق الملكية لأنها الإطارالذي ُيشجّع على التطوير، الابتكار، النمو الاقتصادي؛ فهو جوهر التنمية وليس نقيضَها