يتميَّز الأردن بتاريخه العريق؛ فهو يُعتبر مهداً للعديد من الحضارات القديمة، والثقافات الشرقية المهمّة، إلى جانب أنه يُعدُّ موطناً للعديد من المستعمرات البشرية؛ التي لا يزال من الممكن رؤية آثار العديد منها حتى هذا الوقت؛ حيث يوجد في الأردن أكثر من 100,000 موقعٍ أثري، لا زال بعضها محافظاً على حالته الأصلية، وذلك وفقاً لتقارير وزارة السياحة الأردنية.[١] ويبين الآتي أهم المواقع الأثرية الموجودة في الأردن:
تقع مدينة البتراء في بلدة وادي موسى الأردنية في محافظة معان، ويعود تاريخ هذه المدينة إلى القرن الثالث قَبل الميلاد، وتحديداً في زمن الأنباط، وتمثِّل مدينة البتراء معلماً أثريّاً يضمُّ القصور، والمعابد، والمقابر، والمخازن، والإسطبلات المنحوتة من الحجر الرمليّ، ويمكن الوصول إلى هذه الآثار من خلال شِقٍّ صخريّ يُسمّى السِّيق؛ والذي يبلغ طوله 1,2كم، أمّا أهمّ معالم البتراء، وآثارها فهيَ الخزنة المَبنيّة من الأعمدة، والتجاويف، والقواعد ذات الطراز اليونانيّ القديم، كما أنّ هناك 40 قبراً مُوزَّعاً في شارعٍ يُسمَّى شارع الواجهات، بالإضافة إلى مسرحٍ يتكوّن من 7 آلاف مقعد، وتجدر الإشارة إلى أنّ البتراء تُعَدُّ موقعاً من مواقع التراث العالَميّ التابعة لمُنظَّمة اليونسكو.
تقع مدينة البتراء الأثرية على بُعد 240 كيلو متراً جنوب العاصمة عمان، وعلى بُعد 120 كيلو متراً شمال مدينة العقبة، وهي تُعرف باسم المدينة الوردية؛ وذلك بسبب لون الصخر الذي تمّ نحت العديد من هياكل المدينة منه، وهي من أشهر المواقع الأثرية التي يزورها السيّاح من جميع أنحاء العالم، وهي تعدُّ من أعظم مناطق الجذب السياحي في الأردن وأثمن كنوزها؛ فهي بمثابة أعجوبةٍ عالمية.
شهِدت مدينة عمّان ومنطقة جبل القلعة العديد من الحضارات القديمة؛ كالحضارة الرومانية، والبيزنطية، والفارسية، واليونانية، وقد أخذت عمّان عِدَّة أسماءٍ خلال تلك الحضارات؛ فقد كانت تسمّى بفيلادلفيا، ثمّ بعد عِدّة مسمَّياتٍ أعاد المسلمون تسميتها باسم عمّان، ويعدُّ جبل القلعة أعلى تلٍّ جبلي في العاصمة عمّان، وهو يقع في وسط المدينة، ويُمكن اعتباره بأنه أفضل مكانٍ يتيح الاستمتاع بإطلالةٍ رائعة على المدينة بأكملها، ويضمُّ جبل القلعة قلعةً مذهلة وهي عبارة عن موقعٍ تاريخيٍّ مميّزٍ يعود إلى العصر البرونزي، وهي أحد أقدم الأماكن المأهولة في العالم، فقد بُنيت خلال العصور البرونزية، وتمّ إعادة بنائها خلال العصور والحديدية، والرومانية، والبيزنطية، وهي تمتدُّ لأكثر من 1.5 كيلو متراً، كما يضمُّ جبل القلعة العديد من المعالم الأثرية الأخرى ومنها ما يأتي:
تقع مدينة أم الجمال الأثرية في شمال الأردن فوق سهولٍ من البازلت، وهي مدينةٌ قديمة مبنيَّةٌ من الطوب البازلتي الأسود المدعوم بقوالبٍ بازلتية مستطيلة ومتماثلة في إحدى المستوطنات النبطية، وقد واكبت أم الجمال العديد من العصور والأزمنة مثل العصر النبطيّ، والرومانيّ، والبيزنطيّ، والأموي، والمملوكي، والعثمانيّ، بالإضافة إلى العصر الحديث؛ ممّا جعلها موقعاً تاريخيّاً مهماً، وتتميّز المدينة بتراثها الثقافيّ البدوي؛ الذي لا يزال يظهر في متاجر وسط المدينة ومنازل السكان.
تضمُّ مدينة أم الجمال أكثر من 150 مبنىً قديماً تم بناؤها ضمن أحياءٍ على طول الأزقَّة المُتعرِّجة وحول العديد من الساحات، وهي تضمُّ العديد من الأحواض المُخصَّصة للاستخدام العام والخاص، والعديد من الكنائس التي تشمل فسيفساء قديمة تصوِّر نهر الأردن مع المدن والقرى التي ذُكِرت في الكتاب المُقدَّس، ويوجد بالقُرب منها قرية أم الرصاص وهي مستوطنةٌ بيزنطية تضمُّ برجاً بطول 15 متراً، ويرتادها الرهبان المسيحيون للعُزلة.
تقع مدينة مادبا على بُعد 30 كيلو متراً من العاصمة عمّان على طول طريق الملوك الذي يزيد عمره عن 5000 عام، وقد عُرفت مدينة مادبا باسم "مدينة الفسيفساء"؛ وذلك لكونها تشتهر بالفسيفساء البيزنطية والأموية، كما تضمُّ كنيسةً أرثوذكسية يونانية تغطي أرضها لوحةٌ فسيفسائية كبيرة جداً للقدس والأراضي المقدسة تعود إلى القرن السادس للميلاد، وتصل مساحتها إلى ما يُقارب 94 متراً مربعاً، وقد تمّ تصميمها بحيث تًصوِّر التلال، والوديان، والقرى، والبلدات، وحتى دلتا النيل، باستخدام مليوني قطعة من الحجر المحلي الملوّن، وبالرغم من كُبر مساحتها إلّا أنّ جزءاً كبيراً من اللوحة تعرَّض للدمار، وتمّ الحفاظ على حوالي ربعها فقط.
تنتشر في كنائس مادبا وبيوتها القديمة مئات اللوحات الفسيفسائية التي يعود تاريخها إلى الفترة ما بين القرن الخامس حتى القرن السابع للميلاد، وتُعدُّ كنيسة العذراء وكنيسة الرسل، ومتحف مادبا الأثري من أهم الأماكن التي تضمُّ اللوحات الفسيفسائية التي تصوِّر النباتات، والحيوانات المختلفة، ومشاهد من الأساطير، وعمليات الصيد، والزراعة وغيرها، وقد تمّ حفظ بقايا العديد من الكنائس البيزنطية في متحف مادبا الأثري، وتتميّز مدينة مادبا بوجود معهد فن الفسيفساء والترميم فيها، وهو المشروع الوحيد في الشرق الأوسط الذي يهتم بتدريب الحرفيين على فن صناعة الفسيفساء، وإصلاحها، وترميمها تحت رعاية وزارة السياحة.
تبعد مدينة جرش عن العاصمة الأردنيّة عمان حوالي 50 كيلومتراً إلى الشمال،[٨] وهيَ مدينةٌ أثريّة تُمثِّل أكبر موقعٍ روماني في الأردن وأكثرها تميُّزاً، وهي تجذب السيّاح من كلِّ مكان في العالم،[٩] وتحتوي مدينة جرش على أطلالٍ لمدينة جراسا الرومانيّة القديمة، وتُحيط بها الجبال، والوديان الخضراء، وهي تضمُّ بعض المَعالِم المُميَّزة، مثل: قوس هادريان الضخم، ومعبد آرتميس، والمُنتدى البيضاويّ الواسع المُحاط بالأعمدة،[٨] ويبين الآتي وصفاً مختصراً لتلك المعالم وغيرها من المعالم الأخرى الموجودة في جرش:
تُعرف قلعة عجلون الأثريّة أيضاً باسم قلعة الرَّبض[١٠] وتقع على قمّة جبل عوف المُطِلّ على وادي الأردنّ، وثلاثة وديان أخرى على بُعد 3 كيلومترات من مركز مدينة عجلون، وقد شُيِّدت هذه القلعة في الفترة بين عامي 1184م و1188م على يد عزّ الدين أسامة بن مُنقذ كحصنٍ دفاعيّ من الصليبيّين،[١١] على ارتفاع ما يقارب 1,100 متراً عن مستوى سطح البحر،[١٢] لِذا يُمكن رؤيتها من على بُعد كيلو متراتٍ عديدة،[١٠] وهي تحتوي على خندقٍ بعمق 15 متراً، بالإضافة إلى متحفٍ صغير يحتوي على بعض الآثار؛ التي يعود تاريخها إلى القرون الوُسطى، مثل: الأواني، والفُسَيفساء، والقنابل اليدويّة، وغيرها.
تضمُّ قلعة عجلون سبعة أبراجٍ مبنيةٍ من الحجر الجيري حولها، علماً بأنّ البناء الأصلي كان يضم أربعة أبراجٍ فقط؛ فقد تمَّ بناء البرجين الخامس والسادس أثناء عملية توسعة القلعة، وبعدها تمَّ إضافة البرج السابع؛ الذي يسمّى برج أيبك كنيةً عن أيبك بن عبد الله على شكل حرف (L) في الزاوية الجنوبية الشرقية من يسار المبنى للحصول على المزيد من التحصين، وقد قُسِّمت القلعة إلى عدّة مستوياتٍ لكلِّ مستوى منها وظيفةٌ محدّدة؛ فالمستوى السفلي أُستخدم كأماكن لنوم الجنود، أمّا المستوى الثاني فقد اُعتقِد أنّه كان يضمُّ مسجد القلعة، بسبب وجود مكان يشبه المحراب فيه، والمستوى الثالث من القلعة عبارة عن القصر.
يدُل الإبداع الذي تتميّز به قلعة الكرك على الذكاء العسكري المعماري للصليبيين؛ فهي عبارةٌ عن متاهةٍ مُظلمة مكوّنة من مجموعةٍ من القاعات ذات القناطر الحجرية والممرات التي لا نهاية لها، كما تضمُّ غُرفاً تحت الأرض يُمكن الوصول إليها عبر بابٍ ضخم، ويُمكن مشاهدة البحرالميت والطرق التي تؤدي إلى جبل الزيتون للقدس خلال الأيام الصافية من القلعة؛ وذلك عن طريق الصعود بحذر للجزء العلوي من خلال الجدار الغربي الأمامي والاستمتاع بتلك المشاهد.
شهدت قلعة الكرك العديد من الفترات، ابتداءً من الفترة المؤابية في الألفية الأولى قبل الميلاد، مروراً بالفترات النبطية، والرومانية والبيزنطية، والإسلامية، والصليبية، وقد تمّ إعادة بناء المباني العثمانية في القرن التاسع عشر؛ حيث تمّ إنشاء مركزٍ سياحيّ، ومركزٍ للحِرَف، ومطاعم، والعديد من المرافق حول الساحة المركزية، كما تمّ إنشاء متحف الكرك الأثري داخل القلعة القديمة، وهو عبارة عن قاعةٍ كبيرة في قبو القلعة كانت مخصّصةً لسكن الجنود خلال العصر المملوكي، ويضمُّ المتحف الذي تمَّ افتتاحه في عام 1980م مجموعاتٍ أثريّة من العصر الحجري الحديث حتى الفترات الإسلامية المتأخرة، والتي تمَّ الحصول عليها من منطقتي الكرك والطفيلة.
تعدُّ مدينة أم قيس أو كما كانت تُعرف قديماً باسم جدارا مدينةً كلاسيكيةً قديمة، وهي إحدى مدن حلف الديكابولس (المدن اليونانية العشر)،[١٤] وتمتاز بموقعها المثاليَ؛ فهي تقع بالقرب من الآثار الرومانية وقريةٍ مهجورة من العصر العثماني، كما أنّها تُطل على ثلاث دول وهي: الأردن، وسوريا، وفلسطين، كما تُشرف على مرتفعات الجولان، وجبل الشيخ، وبحر الجليل،[١٥] وتضمُّ المدينة العديد من الآثار القائمة والآثار التي ما زالت مدفونة، وهي تغطّي عِدّة كيلو مترات، ومن أهم الأثار الموجودة فيها: المقابر الصخرية ذات الزخارف المعمارية، والنقوش اليونانية، ومسرحين، والعديد من الآثار المنحوتة من البازلت الأسود وحجر الجير الأبيض.
يبين الآتي بعضاً من أهم الآثار الأخرى الموجودة في الأردن؛ والتي تعدُّ مقصداً للعديد من الزوار المحليين والزوار من مُختلف أنحاء العالم: