يولد الأطفال ولديهم الجاهزية لتعلم اللغة، ويتوجب عليهم تعلم اللغة أو اللغات التي تتحدث بها عائلاتهم والمستخدمة في البيئة المحيطة، وتعلم اللغة يحتاج لوقت، ويختلف الأطفال بالسرعة التي يحتاجونها لإتقان معالم اللغة وتطوير النطق لديهم، وعادةً ما يواجه الأطفال أثناء تعلم اللغة مشاكل في بعض الأصوات أو الكلمات أو الجمل، وفي حوالي الخمس سنوات؛ فإن معظم الأطفال يمكنهم استخدام اللغة بكل سهولة، ويعد الوالدين أو مقدم الرعاية من أكثر المعلمين أهمية في السنوات المبكرة من حياة الطفل، ويتعلم الطفل اللغة من خلال الاستماع للآخرين والممارسة، وحتى الرضع يستطيعون ملاحظة استجابة الآخرين للأصوات التي يصدرونها، وتتطور اللغة ومهارات الدماغ عند الاستماع لكلمات مختلفة، وسوف يتحدث هذا المقال عن اضطرابات النطق واللغة.
النطق هو القدرة على إنتاج أصوات محددة؛ لنقل معنى للمستمع، وتُعّرف اضطرابات النطق على أنها أي حالة من الممكن أن تؤثر على قدرة الشخص على إنتاج الأصوات التي تُشكل الكلمات، ويمنع اضطراب النطق الأشخاص من تشكيل أصوات الكلام بشكل صحيح، وتؤثر هذه الاضطرابات على النطق -اضطرابات صوتية- أو على الطلاقة -اللعثمة أو القلقلة- أو الصوت -النغمة أو درجة أو مستوى الصوت أو المعدل-، واضطرابات النطق نوعان، الأول تعذر الأداء النطقي؛ وينتج من تلف في أجزاء الدماغ المتعلقة بالكلام وهو ضعف في المهارات الحركية التي تؤثر على إنتاج أصوات الكلام بشكل صحيح، وحتى وإن كان الشخص يعرف الكلمات التي يريد قولها، والنوع الثاني عصر التّلفظ؛ وينتج من ضعف أو صعوبة الحركة في عضلات الفم أو الوجه أو الجهاز التنفسي.
يعاني الأشخاص المصابون باضطرابات اللغة صعوبة في التعبير عن أنفسهم أو فهم ما يقوله الآخرون؛ ولا يتعلق ذلك بأي مشاكل في السّمع، ويُعرف هذا الاضطراب باضطراب الاستيعاب أو التعبير اللغوي، وهو شائع لدى الأطفال الصّغار، ويحدث بنسبة 10%-15% عند الأطفال دون سن ثلاث سنوات، وتكون القدرات اللغوية عند عمر الأربع سنوات أكثر استقرارًا ويمكن قياسها بدقة؛ لتحديد وجود عجز أو لا، ومن الممكن أن تلعب الجينات الوراثية أو التغذية دور في اضطرابات اللغة، ولكن لم تثبت بعد صحة هذه التفسيرات، وفي كثير من الأحيان، قد يكون سبب الاضطراب غير معروف، ويمكن أن يرتبط تأخر تطور اللغة لمشاكل في السمع أو إصابات في الدماغ أو تلف في الجهاز العصبي المركزي، أو من الممكن أن يرتبط في مشاكل بالنمو مثل التّوحد أو صعوبات التعلم.