معلومات عن الأرتيكاريا أعرضها وأسبابها وعلاجها

الأرتيكاريا أو Hives أو urticaria هو اضطراب جلدي يتمثّل بظهور لطخات أو بقع حمراء على الجلد، وذلك ينتج عن الحساسية، ويوصف طبيًَا بأنه: Generalized Disease أي يمكن أن يظهر في جميع مناطق الجسم وليس حكرًا على منطقة دون أخرى، بما في ذلك الوجه والشفتين واللسان والحنجرة أو الأذنين، تختفي البقع الحمراء عادةً في أقل من 24 ساعة، ولكن في حالات نادرة قد ينجم عنه الوذمة الوعائية في الحلق أو اللسان أو الرئتين، والتي تؤدي إلى انسداد المسالك الهوائية، مما يتسبب في صعوبة في التنفس Dyspnea، وسيتم الحديث عن أعراض الأرتيكاريا وأسبابها وعلاجها وطرق الوقاية منها في هذا المقال.

ما هي أعراض الأرتيكاريا

أعراض الأرتيكاريا تظهر على الجلد عمومًا وتشمل أجزاء كبيرة كما تمت الإشارة إلى ذلك سابقًا، وتتنوّع الأعراض بحسب المدّة الزمنية، ومن هذه الأعراض: 

• تورم مؤلم أو وذمة وعائية على الشفتين والجفون.
• بقع حمراء تظهر على أي مكان على الجسم؛ وتختلف أحجامها وأشكالها وتزداد مع الحكّة المستمرة.
• تزداد وتيرة العلامات والأعراض بالمحفزات مثل التمارين والحرارة والتوتر، ويمكن أن تستمر هذه الأعراض -إذا لم تُعالَج- لأسابيع وأشهر وحتى سنوات.

أسباب الأرتيكاريا

الأرتيكاريا ناجمة بشكل عام عن استجابة الجلد الخلوية للهيستامين؛ المادة الكيميائية التي تفرزها خلايا متخصصة على طول الأوعية الدموية، بحيث ينتج عن ذلك تسرّب بلازما الدم وظهور الوذمة الوعائية، وهناك أسباب عديدة لحصول مثل هذه الاستجابة الجلدية، ومنها: 

• التفاعلات التحسسية.
• المواد الكيميائية في أطعمة معينة.
• لسعات الحشرات.
• التعرض المستمر لأشعة الشمس.
• الأدوية التي يمكن أن تتسبب في إطلاق الهيستامين؛ تشمل الأسبرين والأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية مثل الأيبوبروفين، أو أدوية ضغط الدم المرتفع -مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين-، أو المسكنات مثل الكوديين.

تجدر الإشارة إلى أن هذا المرض ينقسم إلى نوع حاد وقصير الأمد، ونوع مزمن وطويل الأمد؛ وهما على النحو الآتي:

• النوع الحاد Acute: يدوم أقل من ستة أسابيع، أكثر الأسباب شيوعًا هي بعض الأطعمة أو الأدوية أو العدوى أو لدغات الحشرات، والأمراض الداخلية مسؤولة أيضًا؛ ومن الأمثلة على هذه الأطعمة؛ المكسرات والشوكولاتة والأسماك والطماطم والبيض والتوت الطازج والحليب.
• النوع المزمن Chronic: يدوم أكثر من ستة أسابيع، بالنسبة لمعظم الأشخاص المصابين بالأرتيكاريا المزمنة، من الصعب تحديد السبب، وهناك دراسات تُشير إلى أنّ الأسباب من المحتمل أن تشمل الغدة الدرقية أو التهاب الكبد أو العدوى أو السرطان. 
• الأرتيكاريا الجسدية: يسببها التحفيز البدني المباشر للجلد، وذلك بسبب المؤثرات الخارجية مثل البرد والحرارة والتعرض لأشعة الشمس والاهتزاز والضغط والتعرق وممارسة الرياضة بشدة ومستويات عالية. 
• نوع يُسمَّى Dermatographism: هو شكل شائع من الأرتيكاريا الجسدية وينتج عن تخدّشات أو جروح في الجلد.

تشخيص الأرتيكاريا

إن تشخيص الأرتيكاريا بشكل عام -كغيره من الأمراض- يتمثّل بأخذ التاريخ المرضي أو السيرة المرضية، قبل إجراء الفحص السريري Physical examination المناسب للتحقّق من وجود البقع أو اللطخات الحمراء للمساعدة في وضع تشخيص تفريقي مناسب قبل اللجوء للفحوصات المخبرية للتأكد من هذا التشخيص وصرف العلاج بعد ذلك، بشكل عامٍ، يمكن إجراء عدة اختبارات لتأكيد تشخيصه، منها: 

• فحوص الدم الروتينية والتي تفيد في مدى معرفة إذا كان المرض يرتبط بالعظام أم لا.
• فحوصات حساسية الجلد.
• فحوص مخبرية باستخدام الميكروسكوب لرؤية العينة الجلدية وتأكيد التشخيص.

علاج الأرتيكاريا

الحديث عن علاج الأرتيكاريا يطول، وخصوصًا كونه عَرض يتشارك في العديد من الأمراض الجلدية، لكن كما تمّت الإشارة إلى أنّ الأرتيكاريا هنا متعلّقة بحدوث وذمة وعائية angiodema، فإنّ ارتباط هذين العاملين أو العرضين في التشخيص التفريقي Differential Diagnosis يُسهّل علاج الأرتيكاريا هنا، وهو على النحو الآتي: 

• مضادات الهيستامين عادة لتخفيف الأعراض.
• حقن الأدرينالين أو أدوية الكورتيزون في الحالات المتقدمة.
• الكورتيكوستيرويدات الفموية.

طرق الوقاية من الأرتيكاريا

إن طرق مكافحة الإصابة بمرض الأرتيكاريا تشمل بالمقام الأول حدوث تغييرات في نمط الحياة، وذلك يتمثّل على عدة أصعدة تشمل الغذاء والدواء والملبس وحتى المنطقة التي يقطن بها الشخص فيما يتعلق بدرجات الحرارة ومستويات الرطوبة فيها، وذلك على النحو الآتي: 

• الملابس: تجنب ارتداء ملابس ضيقة.
• الغذاء: يجب تجنب الأطعمة التي تسبب الحساسية بمختلف أشكالها.
• الدواء: هذه النقطة مهمة جدًّا خصوصًا فيما يتعلّق بالأدوية التي لا تحتاج لوصفة كالأسبيرين ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية بشكل عام، والتي يمكن أن تُسبب تفاعلات جلدية، هناك أدوية أخرى مثل بعض أنواع المضادات الحيوية التي يتحسّس منها فئة من الناس، وبالتالي يجب استبدالها نوعًا آخرًا عند وجوب تناول مضاد حيوي لعدوى ما.
• اللقاح: تعد اللقاحات المضادة للحساسية خيارًا آخر يمكن أن يساعد في تقليل خطر التعرض لمرض الأرتيكاريا.
• مكان العيش: تجنب التواجد في المناطق ذات الرطوبة العالية والحرارة المرتفعة، لأن ذلك يزيد من خطر التسبب بالحساسية الجلدية.