معلومات عن الاضطرابات الصوتية وأسبابها

الكاتب: وسام ونوس -
معلومات عن الاضطرابات الصوتية وأسبابها

 

 

معلومات عن الاضطرابات الصوتية وأسبابها 

 

ينجم الصوت نتيجة خروج الهواء من الرئة ومروره بأماكن مختلفة ويشارك في ذلك أجزاء مختلفة من الجهاز العصبي والتنفّسي والهضمي، ويمكن أن يعرف الشخص أنَّ لديه اضطرابًا في الصوت عندما يلاحظ أو يعاني من تغيّرات في خصائص الصوت من حيث نبرته وحجمه ونغمته وسرعته وكيفيةّ خروجه، وغيرها من الصفات الأخرى للصوت، ويصاب الناس بالاضطربات الصوتية نتيجة أسباب عديدة، كما يتطلب تشخيصها وعلاجها مشاركة الأطباء المتخصصين في أمراض الأذن والأنف والحنجرة وأخصائيي أمراض النطق واللغة، ويعتمد العلاج في كل منها على السبب ولكنَّه قد يشمل العلاج الصوتي أو الأدوية أو الحقن أو الجراحة، وفي هذا المقال سيتمُّ التحدث عن أسباب الاضطرابات الصوتية.

 

أسباب الاضطرابات الصوتية

تحدث الاضطرابات الصوتية نتيجة العديد من الأسباب، فمنها ما يؤثر على الحبال الصوتية أو يتداخل مع حركتها؛ لأنَّ إنتاج الصوت يتطلب وجود حركة سلسة للحبال الصوتية من تقارب وتباعد، ومنها ما يؤثر على الحنجرة كحدوث انسداد والتهاب فيها، ومنها ما له علاقة مع الأعصاب والعضلات، وعلى كل حال لا بدَّ قبل العلاج من تحديد السبب الكامن وراء الاضطراب الصوتي، وهنا سيتمُّ التحدث عن أهمّ أسباب الاضطرابات الصوتية:

 

التهاب الحنجرة

التهاب الحنجرة هو عبارة حدوث تورم واحمرار فيها، مما يؤدي أيضًا إلى التهاب الحبال الصوتية وتورمّها فيصبح الصوت مبحوحًا، وتزداد فرصة حدوثه عند المدخنين الذين يستخدمون أصواتهم بشكل مفرط، ويحدث نتيجة العديد من الأسباب منها الحساسية، الإنتان الفيروسي كالبرد والإنفلونزا أو الجرثومي أو الفطري، أو يمكن أن يكون السبب الاستخدام المفرط الذي يزيد من نسبة حدوثه وقد يكون سببًا بحد ذاته كما هو الحال عند المدرسّين والمغنين، وكذلك أيضًا استنشاق المواد الكيميائية، وقد يحدث فيه أيضًا إضافة إلى بحّة الصوت حمّى منخفضة الدرجة وسعال جاف وإعاقة في الكلام، وعادةً لا يشكل التهاب الحنجرة مشكلةً كبيرةً، ومع العلاج المناسب يجب أن يزول الالتهاب في أقل من 3 أسابيع.

 

خلل النطق التشنجي

خلل النطق التشنجي أو الرتّة هو أحد الأعراض المتكررة للعديد من الحالات العصبية ويرتبط عادةً بالأمراض العصبية المترقية، وله تأثير كبير على المريض وأسرته من خلال تأثيره على التواصل بينه وبين الآخرين، وهو اضطراب حركي في الكلام، ويندرج ضمن الأسباب العصبية لاضطراب الصوت، وهو يرتبط باضطرابات في التنفس ووظيفة الحنجرة واتجاه تدفق الهواء واضطراب في اللفظ؛ مما يؤدي إلى صعوبات في نوعية الكلام ووضوحه، وهناك ستة أنواع رئيسة من خلل النطق التشنجي هي خلل النطق التشنجي المرتبط بضعف الخلايا العصبية الحركية السفلية، خلل النطق التشنجي المرتبط بالخلايا العصبية الحركية العلوية التالفة المرتبطة بالمناطق الحركية في القشرة المخية، خلل النطق التشنجي الرنحي الناجم بشكل أساسي عن خلل وظيفي مخيخي، خلل النطق التشنجي مفرط الحركية والسادس الأخيريطلق عليه عادةً خلل النطق المختلط ويرتبط بوجود أذى في أكثر من منطقة من الجهاز العصبي.

 

شلل الحبل الصوتي

بدايةً، تُسهم الحبال الصوتية بإنتاج كلمات منطوقة، وهي تحمي أيضًا مجرى الهواء وتمنع من دخول الطعام والشراب واللعاب إلى القصبات الهوائية، وطبعاً قد تكون النتيجة لذلك أحيانًا حدوث انسداد حاد في المجرى الهوائي والاختناق، وعلى كل حال يحدث شلل الحبل الصوتي نتيجة أذية العصب المبهم الذي يعصبه، وبالتالي ينقطع التعصيب عنه وعن عضلات الحنجرة، مما يؤدي إلى شلل في العضلات الصوتية المسؤولة عن تحريكه، كما يمكن أن يكون السبب دماغيًا، وعادةً ما يعاني مرضى شلل الحبل الصوتي من بحة في الصوت، التعب الصوتي، انخفاض حاد في حجم الكلام، ألم في الحلق عند التحدث، ابتلاع الأشياء بطريق الخطأ وقد يحدث اختناق، كما يعاني الأفراد أيضًا من انخفاض فعالية السعال أو البلع أو العطاس في طرح القشع، مما يؤدي إلى تراكمه وبالتالي يسمح بالاستعمار الجرثومي والفيروسي وحدوث التهابات لاحقة

 

سرطان الحنجرة

سرطان الحنجرة هو نمو غير مسيطر عليه لخلايا خبيثة سرطانية تختلف بحسب نوع السرطان الناشئ، والتي قد تغزو وتسبّب ضررًا للجسم، وأكثر سرطانات الحنجرة تنشأ من الخلايا الحرشفية التي تبطن الحنجرة من الداخل ولذلك تُسمى بالسرطانة حرشفية الخلايا، وتنشأ حوالي 60٪ من سرطانات الحنجرة في منطقة المزمار أي منطقة الحبلين الصوتيين وهي بالتالي ذات إنذار حسن؛ لأنَّ أعراضها تكون مبكرة كبحة الصوت مثلًا، وتنشأ 35٪ في منطقة ما فوق المزمار وينشأ الباقي في المنطقة تحت لسان المزمار، هذا ويشكل سرطان الحنجرة واحدًا من مجموعة سرطانات الرأس والعنق، وفي الولايات المتحدة يتمُّ تشخيص حوالي 13000 شخصًا مصابًا بسرطان الحنجرة سنويًا، ويموت حوالي 3700 شخصًا كل عام منهم، وهناك عدّة عوامل تلعب دورًا في حدوث سرطان الحنجرة منها:

 

  • العمر: حيث يحدث بشكل أكثر شيوعًا في الأعمار أكبر من 55 سنة.
  • الجنس: حيث يحدث عند الذكور بنسبة اكبر منه عند من الإناث حسب أحد الدراسات المنشورة مؤخرًا.
  • قصة سابقة لسرطان في العنق: حيث وجد أنَّ واحدًا من كل أربعة اشخاص بقصة سابقة من سرطان في العنق سيحدث لديه سرطان في الحنجرة.
  • المهنة: للمهنة دور أيضًا في حدوث سرطان الحنجرة، فالعاملون الذين يتعرضون لحمض الكبريتيك أو غبار الخشب أو النيكل أو غاز الخردل يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الحنجرة، بالإضافة إلى ذلك يتعرض الميكانيكيون والأشخاص الذين يعملون مع الأسبستوز لخطر أكبر.

جفاف الحلق

الحلق أو البلعوم الجاف هو شعور بخشونة وحكة وخدش في الحلق، والسبب الأكثر شيوعًا في الحلق الجاف هو جفاف الأغشية المخاطية ، وغالبًا ما يكون ذلك نتيجة لممارسة الرياضة أو النوم مع فتح الفم أو التنفس عن طريق الفم أو العيش في بيئة جافة أو ببساطة عدم شرب كمية كافية من السوائل، ويحدث الحلق الجاف أيضًا بسبب استخدام التبغ أو الماريجوانا، التوتّر الصوتي، التقيؤ، السعال المفرط، التهاب الحلق، الحساسية وفي حالات نادرة سرطانات الحلق والمريء، وقد يترافق جفاف الحلق مع أعراض في الجهاز التنفسي كالسعال وبحة في الصوت وصعوبة في التنفس وألم في الحلق، وقد يشاهد في حال الالتهاب بقع بيضاء او صفراء من القيح على اللوزتين أو جدار البلعوم.

 

مشاكل الغدة الدرقية

الغدة الدرقية هي غدة بشكل فراشة في الجزء الأمامي من الرقبة، ولها أدوار مهمة في تنظيم العديد من عمليات التمثيل الغذائي في جميع أنحاء الجسم، وهناك أنواع مختلفة من اضطرابات الغدة الدرقية التي تؤثر على هيكلها أو وظيفتها، وتتظاهر هذه الاضطرابات بمجموعة من الأعراض المختلفة بحسب الاضطراب المسبب، ومن هذه الاضطرابات ما يؤثر على الصوت وخصوصًا تلك التي تؤدي إلى تغير في حجم الغدة الدرقية كالسعلة الدرقية، العقيدات الدرقية، وسرطان الدرق، حيث يمكن أن تضغط الكتل الناجمة عن هذا الاضطرابات على الحنجرة أو تضغط على الأعصاب التي تعصب عضلات الحنجرة وتعصب الحبلين الصوتيين وبالتالي يتأثر الصوت نتيجة لذلك، فيحدث مثلًا بحة في الصوت او تغير في خصائصه المميزة، كما تعتبر الاضطرابات في هرمون الدرق كفرط نشاط الدرق او قصوره من أسباب الاضطرابات الصوتية، ولتشخيص هذه الاضطرابات هناك العديد من الطرق بدءًا من القصة السريرية والفحص الفيزيائي إلى التصوير الشعاعي وأخذ الخزعة والاختبارات الدموية، أمَّا العلاج فهذا يعتمد على الاضطراب المسبب.

 

الارتجاع المعدي المريئي

يحدث الارتجاع المعدي المريئي عندما ترتد محتويات المعدة إلى المريء، ويطلق عليه أيضًا قلس الحمض أو الجزر المعدي المريئي، ووفقًا للمعهد الوطني لمرض السكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى NIDDK يصيب الارتجاع المعدي المريئي حوالي 20 في المئة من الناس في الولايات المتحدة، وإذا تُرك دون علاج فقد يؤدي في بعض الأحيان إلى مضاعفات خطيرة، ومن أعراضه حرقة الفؤاد، الإحساس بطعم حامض في الفم، سعال مزمن وبحة في الصوت، وقد يؤدي إلى حدوث الربو، ويشخص الارتجاع المعدي المريئي في حال كان الشخص يعاني من الأعراض أكثر من مرتين في الأسبوع، ويجرى -إن دعت الحاجة- استقصاءات أخرى لتأكيد التشخيص ومنها التصوير ببلعة الباريوم، التنظير الهضمي العلوي، قياس حركية المريء، وقياس PH أسفل المريء.

 

الحساسية

الحساسية هي استجابة جهاز المناعة لمادة غريبة ليست عادةً ضارة بالجسم، وهذه المواد الغريبة تُسمّى محسسات، ويمكن أن تشمل على بعض الأطعمة، اللقاحات أو وبر الحيوانات الأليفة، ولفهم ذلك بشكل أفضل، يسهم جهاز المناعة عادةً في التكيف مع البيئة المحيطة بشكل طبيعي، فعلى سبيل المثال عندما يواجه الجسم شيئًا ما مثل وبر الحيوانات الأليفة يدرك أنَّه غير ضار، أمَّا عند الأشخاص الذين لديهم حساسية من الوبر فإنَّ جهاز المناعة ينظر إليه على أنَّه جسم أجنبي خارجي يهدد الجسم وبالتالي يُهاجمه، والحساسية شائعة ويمكن أن تساعد إجراءات الوقاية بالإضافة إلى عدة علاجات أخرى في الوقاية من حدوثها ومعاناة أعراضها التي تختلف بحسب نوع الحساسية، فهناك حساسية للأطعمة والحساسية الموسمية والحساسية الجلدية والتآق، والأخير هو حالة حساسية شديدة تحمل خطورة على الحياة حيث من الممكن أن تُحدث تضيق شديد مفاجئ في الطرق الهوائية، زيادة معدل ضربات القلب وتوذم في اللسان والفم، وقد تُؤثر الحساسية على الصوت في حال شملت الحساسية الطرق التنفسية حيث يؤدي ذلك إلى توذم في الطرق التنفسية وتغير في صفات الصوت.

 

الإجهاد النفسي

يصف الإجهاد أو التوتر النفسي ما يشعر به الناس عندما يكونون تحت ضغط عقلي أو بدني أو عاطفي، وعلى الرغم من أنَّه من الطبيعي أن يواجه الشخص بعض الضغوط النفسية من وقت لآخر، إلا أنَّ الأشخاص الذين يعانون من درجات عالية من التوتر النفسي أو الذين يعانون من ذلك بشكل متكرر على مدى فترة طويلة من الزمن قد يصابون بمشاكل صحية عقلية و/أو جسدية، ومن أسباب الإجهاد النفسي:

 

  • المسؤوليات اليومية والأحداث الروتينية.
  • الأحداث غير العادية، مثل الصدمة أو مرض الشخص نفسه أو أحد أفراد الأسرة المقربين منه.
  • عدم القدرة على ضبط أو التكيف مع التغيرات اناجمة عن مرض السرطان أو أي مرض آخر.

أما تأثير الإجهاد النفسي على الصوت فسوف يتضح من خلال الكلمات القليلة الآتية، فالصوت يحمل بالإضافة إلى محتواه الدلالي دلالة أيضًا أو معلومات حول الحالة النفسية والجسدية للمتكلم، والإجهاد النفسي والتعب البدني هي أسباب محتملة لحدوث اضطراب في الصوت، حيث أُجريت دراسة بين الإجهاد العاطفي والتغيرات القابلة للقياس في الإشارة الصوتية لتبيان ذلك، حيث تمَّت مقابلة أحد عشر شخصًا وتمَّ سؤالهم أسئلة من مجالين مختلفين وتمَّ تسجيل إجاباتهم، حيث في المجال الأوّل طُلب من رجلين وامرأتين وثلاثة مراهقين أن يتذكروا حادثة من ماضيهم شعروا فيها بالحرج أو بالخجل من أفعالهم، وفي المجال الثاني تمَّت مقابلة ثلاث نساء ورجل واحد من موظفي صيانة المنزل من أجل الهاتف المحمول المسروق، وكانت النتيجة كشف إجهاد في الصوت مقارنة عن مستوى الصوت الأساسي المعياري عن طريق أجهزة خاصة بذلك

 

أسباب أخرى

إلى هنا يكون قد تمَّ عرض أهم أسباب الاضطرابات الصوتية، التي تؤثر على الصوت وتسبب تغيرات في صفاته وخصائصه، وتمَّ الحديث عن كل واحد منها بإيجاز غير مخل، وعلى كل حال هناك أيضًا أسباب أخرى سيتمُّ ذكرها مع عرض لمحة بسيطة عن بعض منها، ومنها:

 

  • الكتل الصوتية: قد تتشكل في بعض الحالات أنسجة إضافية على الحبال الصوتية، ممَّا يعرقل من حركتها بشكل طبيعي، وقد تتضمن هذه الكتل أكياسًا مملوءة بسوائل والتي تسمى الخراجات أو أورامًا حبيبة أو عقيدات.
  • اضطرابات عصبية: وذلك بدءًا من الأعلى من الجهاز العصبي حتى العضلات المعصبة بالأعصاب في الفم واللسان والحنك والبلعوم والحنجرة، وقد تمَّ الحديث عن أحد هذه الاضطرابات وهو شلل الحبل الصوتي الذي قد ينجم عن أذية في العصب المبهم أو في فروعه، ومن الاضطرابات العصبية الأخرى التصلب اللويحي، التصلّب الجانبي الضموري، الوهن العضلي الوخيم، داء باركنسون وداء هنتغتون.
  • حدوث التهاب وتورم في الحنجرة: ومن ضمن الأسباب التي تؤدي إلى اضطراب في الصوت بهذه الآلية تمَّ ذكر التهاب الحنجرة الحساسية والارتجاع المعدي المريئي، وإضافة على ذلك تشمل أيضًا الجراحة في منطقة الرقبة والصدر، بعض الأدوية، التعرض لبعض المواد الكيمائية، التدخين، إدمان الكحول.
  • الهرمونات: فمن أسباب الاضطرابات الصوتية الاضطرابات التي تؤثر على هرمون الغدة الدرقية والهرمونات الإنثوية والذكورية وهرمونات النمو وغيرها ، كفرط نشاط الدرق وقصوره وضخامة النهايات ونقص أو زيادة التستيستيرون أو الإستروجين.
  • سوء استخدام الصوت: وذلك بسبب توتر الحبال الصوتية المفرط نتيجة الكثير من الكلام أو الصراخ أو السعال، وكذلك التدخين والتقشّع المستمر من أسباب سوء استخدام الصوت الذي يعد من أسباب الاضطرابات الصوتية.
شارك المقالة:
133 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook