ولد الروائي طاهر كمال Kemal Tahir في 13 مارس 1910 روائي تركي وُلد في اسطنبول. لم يكمل الثانوية فعمل في مكتب أحد المحامين ثم محاسباً في مؤسسة للتعدين، ثم انخرط في العمل الصحفي إلى حين اعتقاله بأمر من المحكمة العسكرية التابعة لقيادة القوات البحرية، حيث حوكم مع ناظم حكمت بدعوى التحريض على التمرّد العسكري، وحكم عليه بالسجن خمسة عشر عاماً، وأطلق سراحه بعد مضي اثني عشر عاماً بموجب عفو عام. نشر عدداً من الروايات في الصحف بأسماء مستعارة، ومنها بعض الروايات البوليسية. أنشأ دار الفكر للنشر Dusun Yayinevi مع عزيز نيسين في عام 1951. كما قام طاهر بكتاب العديد من الروايات الرومانسية الرخيصة بأسماء مستعارة لأسباب مادية.
اختلف النقاد حول تقييم نتاج طاهر كمال الأدبي وتوجهاته الفكرية، فمنهم من عدّه يسارياً بالنظر إلى علاقته بناظم حكمت وعزيز نيسين، وإلى تركيزه في عدد من رواياته على ظروف حياة الفلاحين في ريف الأناضول الأوسط؛ ومنهم من عدّه يمينياً بالنظر إلى رواياته التاريخية التي تناولت فترات مختلفة من التاريخ العثماني والتركي. ويمكن تلخيص توجهاته الفكرية على أنه عارض الحداثة الغربية وقيمها، التي كان السعي إليها سبباً في تقويض أركان الدولة العثمانية، كما دافع عن الفكرة القائلة إن الأنظمة في الشرق لم تعرف علاقات الاستغلال، وأنها صانت الحريات والحقوق الفردية بالمقارنة مع النظام الإقطاعي في الغرب. ووفق الناقد أورهان باموق لم يكن هدف كمال سرد تاريخ الكتل الشعبية، بل أراد سرد قصص صنّاع التاريخ الحقيقيين، أي الدولة ورجالاتها؛ فالدولة في رأيه هي أهم ما في التاريخ. فلا يستغرب والحال هذه أن إحدى أهم رواياته تحمل العنوان أمُّنا الدولة (1967) التي تتحدث عن نهاية الدولة السلجوقية وبزوغ الدولة العثمانية، ومُنح عليها جائزة مجمع اللغة التركية.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.