غابت روما عن عيوني لكنها بقيت في القلب، وكل المناظر الحلوة اللي شفتها فيها. أخدت ساعة ونص في القطار لحد ما وصلت فلورنس وفندقي كان قريب من محطة القطار متغلبتش عشان ألاقيه. وبالفعل يا دوب استلمت الغرفة، حطيت الشنطة ورجعت محطة القطار ومن هناك اشتريت تذكرة لبيزا.
ساعة سفر من فلورنس لـ بيزا والقطار بمر كل ساعة وبياخد له ساعة من الزمن ليوصل المدينة وتكلفته 8.4 يورو في كل اتجاه ومش محتاج تسال كثير وين تنزل عشان القطار بوقف في محطة واحدة هي المحطة المركزية ما في غيرها يعني.
في كشك بيع التاباك (السجاير) سألت عن امكانية الوصول لبرج بيزا فأكد لي البائع إنّي ممكن أروح مشي حوالي نص ساعة أو آخد باص من المحطة.. الباص الاحمر اللي مكتوب عليه Lam هو اللي بمر من جنب برج بيزا المائل
اشتريت تذكرة بيورو ونص والتذكرة بتخدم 90 دقيقية من ساعة شراءها لأني كنت صرت تعبانة من السفر المتواصل وما بدي أتلخبط أو أضيع وخفت المسافة تكون أبعد بكثير من نص ساعة وأنا بدي أشوف البرج بالأساس في هذه المدينة.
الباص تأخر فسألت الست اللي بقربي إذا كنت واقفة في المحطة الصح. فأكدت لي وقالت أنها هي كمان رايحة هناك وممكن أنزل معاها وبقيت تطلّع باتجاهي وانا في الباص واهتمت قبل ما تنزل تتأكد أني نزلت أنا كمان -شعب لطيف حقيقي.
وصلت منطقة مع أسوار ضخمة واضح أنها البلد القديمة وممر من بوابة كبيرة ضخمة مليان ناس متجهين لقدام- لـ برج بيزا ودكاكين بيع السوفينير بتأكد لي إني في المكان الصح. دخلت هناك وبديت أمشي مع عشرات ويمكن مئات الناس، ما كان في حاجة أسال أي سؤال البرج العالي كان بمتد قدامي.
منظر جميل جدا، مش زي لما تشوفه بالصور.. برج عالي معمول من حجز الرخام الأبيض مايل بشكل كبير وقربه على طول أول ما دخلت من البوابة الكبيرة بنايتين كبار واحدة منهم كنيسة- كاتدرائية بيزا– وكله دخوله برسوم دفع ودور طويل جدا.
الحقيقة كنت قررت ما أدخل لو في دور طويل وأكتفي بالتمتع بالمنظر والتقاط الصور من بره.. البرج ممكن أدخله وأصل الطوابق الأخيرة وهي ثمانية وباخر طابق في بلكونة حواليه تقدر تشوف المدينة من كل الاتجاهات لكني مكنتش قادرة أطلع عشرات الدرج تقريبا 300 درجة (294 درجة بالزبط)- بعد كل السفر اللي عملته.
الحقيقة جمال البرج وعظمته هو في شكله الخارجي وتصميمه الروماني الرائع فاكتفيت بأني أشوفه من بره. وهو معرف انه من عجايب الدنيا.
البرج معرض للانهيار ومحاولات وقف ميلانه مش ناجحة . خسارة ان مَعْلَم تاريخي زيّه يضيع في يوم من الأيام. فرحت إن حققت حلمي وكان لي الحظ إني أوصل وأشوفه.
المساحات اللي حواليه الخضراء واسعة بس الحرس بمنعوا الناس انهم يتسلقوا الحاجز المنخفض اللي حواليها ويدخلوا وبرأيي معاهم حق لأن الناس كانوا راح يخربوا المنظر والطريق المرصوف واسعة وكافية وقريبة لدرجة بتكفي تآخد صور وتقرب من البرج ومن الكتدرائية.
في الساحة هناك من الجهة اليمين شارع بروح باتجاه المدينة وفي خيول بتجر مركبات- حناطير وكثير من المطاعم والقهاوي.
المنظر بتكرر وبشبه روما لكن مع خصوصيته، هون بساطة أكثر. اخترت مطعم قريب شكله عجبني الحقيقة كلهم متشابهين وما في معاير للاختيار ببساطة اخترت اللي عجبني وقعدت هناك وطلبت وجبة سباجيتي مع مشروب وسلطة.
ع فكرة انت بتدفع ع الطاولة رسوم لاحظت انها بتختلف من مدينة لأخرى في روما مثلا 3 يورو للشخص وهون في بيزا 2 يورو للشخص وما في حاجة تدفع بقشيش اضافي.
الوجبة كانت لطيفة وشبعت واستجمعت قواي من تاني عشان الحق القطار. بس سواق الباص للأسف مكنش معاه يصرف لي ومكنتش أخدت بالي وصرفت الفكة اللي معاي على شراء بطاقات وبعد ما كنت وصلت الباص اضطريت انزل السواق قال لي “سوري” انه شو بدها تفيدني الـ “سوري” لو راح عليّ القطار.
رحت أول كشك صرفت لكن الباص مشي، ومنيح انه اللي بعده وصل بعد عشر دقايق ولحقت آخد القطار اللي فكرت أني أرجع فيه – قطار الساعة ستة- بدل ما أنتظر ساعة اضافية بمحطة القطار.
كانت رحلة حلوة استمتعت فيها وفرحت جدا إني وصلت برج بيزا في ايطاليا وشفته واتصورت هناك وفرحت من نفسي ومن تصميمي إني ما اتكاسل لما وصلت فلورنس بعد سفر من روما لكني كنت هلكانة من التعب وما بعرف كيف نمت ليلتها.
العربية
