معلومات عن العمارة في العصور القديمة بمنطقة الجوف في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
معلومات عن العمارة في العصور القديمة بمنطقة الجوف في المملكة العربية السعودية

معلومات عن العمارة في العصور القديمة بمنطقة الجوف في المملكة العربية السعودية.

 
1 - قلعة مارد: 
 
تقع قلعة مارد في الطرف الجنوبي للبلدة القديمة بدومة الجندل، وقد شيدت فوق مرتفع صخري يطل على البلدة القديمة من الجهة الجنوبية، حيث يرتفع مستوى أرضيات القلعة عن مستوى مباني البلدة القديمة بنحو 25م تقريبًا، ويعود تاريخ بناء القلعة إلى عدة قرون تسبق العصر الإسلامي، إذ ورد ذكرها في ثنايا بعض الأخبار التي تحدثت عن محاولة الملكة الزباء (زنوبيا) إخضاع القلعة لسلطتها، وقد أوردت بعض المصادر الإسلامية مقولتها الشهيرة (تمرد مارد وعز الأبلق)، حيث لم تستطع ملكة تدمر السيطرة على دومة الجندل وتيماء. كذلك تحدث ياقوت الحموي عن القلعة؛ وذكر أن حصن دومة الجندل يسمى ماردًا، وأن المدينة سُمّيت (دومة الجندل)؛ لأن حصنها شُيّد بالجندل  .  كذلك ورد ذكر القلعة في سياق تناول المصادر الإسلامية المبكرة فتح دومة الجندل في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فقد ذكرت المصادر أن خالد بن الوليد رضي الله عنه كسر باب القلعة، وأسر المتحصنين داخلها من أهل دومة الجندل، وكانت القلعة في تلك المرحلة مقرًا لملك دومة الجندل الأكيدر بن عبدالملك السكوني  
 
أ) تاريخ القلعة ومراحل تجديدها:
 
يعود تاريخ القلعة إلى فترة تسبق العصر الإسلامي بعدة قرون - كما أشير سابقًا -، فقد أثبتت الأدلة الأثرية التي عُثر عليها داخل القلعة مراحل بنائها المختلفة، حيث كشفت أعمال الحفر التي تمت داخل ساحة القلعة عن أدلة أثرية تعود إلى عدة عصور أقدمها العصر النبطي، بعد العثور في الطبقات الدنيا من الحفرية على مجموعة من الكسر الفخارية النبطية، ونظرًا لضيق المساحة المتاحة للحفر، وخوفًا من التأثير على أساسات جدران القلعة القريبة لم تستطع أعمال الحفر الوصول إلى الأرضية البكر، إلا أنه تم تحديد خمس أرضيات متتالية فوق مستوى الطبقة الأثرية الحاملة للفخار النبطي  ؛ ما يشير إلى أن تلك الأرضيات ربما يعود تاريخها إلى فترة تالية للعصر النبطي. أقدم تلك الأرضيات تتكون من بلاطات من القرميد الأحمر مربع الشكل، وتعلو هذه الأرضية أرضية أحدث منها تتكون من مكعبات من الفسيفساء نفذت على هيئة مربعات هندسية باللونين: الأبيض والأحمر، ويعتقد أن تاريخ هاتين الأرضيتين يعود إلى فترة ازدهار القلعة خلال حكم الملك أكيدر بن عبدالملك السكوني الكندي، وهي الفترة التي شهدت صلاتٍ قوية بين ملك دومة الجندل والإمبراطور البيزنطي في بلاد الشام؛ ما يفسر ظهور أرضيات الفسيفساء داخل قلعة مارد  .  كذلك تم تحديد ثلاث أرضيات تعلو أرضية الفسيفساء، واحدة منها أرضية حجرية، والباقيتان من الطين المدكوك.
 
وقد أسهمت نتائج أعمال الحفر التي تمت داخل القلعة، إضافة إلى دراسة عمارة القلعة في تحديد المراحل المعمارية التي شهدها المبنى، والتي تمثلت في خمس مراحل معمارية تمتاز بالاختلاف عما تبقى من مبانٍ، وهي كالآتي:
 
المرحلة الأولى: أولى تلك المراحل وأقدمها تاريخًا، تمثلها أساسات القلعة الأولى الباقية، وهي تتركز في الجزء الجنوبي من القلعة، وبخاصة منطقة المدخل والجزء السفلي من الجدار الجنوبي، ويميز هذه المرحلة استخدام الأحجار الكبيرة المقطوعة بعناية، واستخدام مونة الجص في بناء تلك الأجزاء.
 
المرحلة المعمارية الثانية: يمثلها الجدار الغربي المرتفع المطل على الساحة، وجانب من جدران الحجرات الملاصقة له، هذه الأجزاء شيدت باستخدام أحجار متوسطة الحجم مقطوعة بعناية ومنسقة بشكل جيد  
 
المرحلة المعمارية الثالثة: وتمثل الأجزاء السفلية من الأبراج المستديرة والكتلة الحجرية التي تربط الأبراج الثلاثة الواقعة في الجهات الشرقية والجنوبية، وقد شيدت بأحجار طبيعية غير مهذبة وذات أحجام متفاوتة.
 
المرحلة الرابعة: تظهر في الأجزاء العلوية الحجرية من الأبراج والأجزاء العليا من الجدارين الجنوبي والشرقي، حيث شيدت بالأحجار الصغيرة، واستخدمت المونة الطينية في عملية بناء المرحلة المعمارية الخامسة.
 
المرحلة الخامسة: تمثلها الأجزاء المشيدة من الطين، وتتركز في الأجزاء العلوية من الأبراج، بالإضافة إلى ثلاث غرف شيدت من الطوب اللبن تقع في الجانب الشرقي والشمالي من مساحة القلعة، وهذه الأجزاء الطينية أضيفت في مرحلة ترميم القلعة في فترة سيطرة ابن شعلان على الجوف في بداية القرن العشرين الميلادي  
 
ب) تخطيط المبنى:  
 
يقوم تخطيط القلعة على مسقط شبه بيضاوي طوله 42م وعرضه 28م، وعلى الرغم من المظهر الخارجي المعقد للكتلة المعمارية، إلا أن المسقط الداخلي يقوم على ساحة شبه بيضاوية يحيط بها أربعة أبراج مستديرة، ثلاثة منها تقع في الجهات: الجنوبية، والشرقية، والشمالية الشرقية، ويربط بينها ممر عريض مشيد من كتلة صخرية مصمتة تصل إليه عن طريق درج حجري يقع على يمين الداخل للقلعة. هذا الممر ربط الأبراج الثلاثة بعضها ببعض، وجعل حركة المدافعين عن القلعة بين الأبراج الثلاثة ميسرة وسهلة، وفي داخل الساحة ثلاث وحدات معمارية منفصلة، وهي كالآتي:
 
الوحدة الأولى: تقع ملاصقة للبرج الجنوبي الغربي، وتتكون من مبنى صغير ذي طابقين يتكون من غرفتين أرضيتين وغرفة علوية، وهي مشيدة بأحجار منحوتة، ويعود تاريخها إلى المرحلة الثانية التي يمثلها الجدار الغربي للقلعة  
 
الوحدة المعمارية الثانية: وتقع في الجانب الشرقي من الساحة ملاصقة للدرج الحجري المؤدي إلى الممر الذي يربط الأبراج، وتتكون من غرفتين متلاصقتين تفتحان على الساحة مباشرة، وقد شيدتا من الطوب اللبن؛ ما يشير إلى انتمائهما إلى المرحلة المعمارية الخامسة، وتمثلها الأجزاء الطينية التي تعود إلى بداية القرن العشرين الميلادي.
 
الوحدة الثالثة: تقع في الركن الشمالي الغربي للساحة، وتتكون من غرفة واحدة كبيرة تفتح على الساحة مباشرة، وهي تعود إلى مرحلة بناء الوحدة السابقة نفسها  . 
 
يحيط بكتلة السور الأساسية للقلعة من الجهات: الجنوبية والشرقية والشمالية سور آخر يفصله عن السور الأساسي ممر يراوح عرضه بين 1.2 و 5.1م، ويمتد من مدخل القلعة في الواجهة الجنوبية حتى يتصل بالبرج الغربي الواقع فوق أعلى نقطة من المرتفع الصخري الذي تقوم عليه القلعة، والسبب في بناء هذا السور المشار إليه (الثاني) نابع من طبيعة المرتفع الصخري الطبيعي الذي ينحدر باتجاه الجنوب والشرق بشكل كبير؛ ما جعل هذا الجانب من المبنى منطقة ضعف؛ نظرًا لسهولة الوصول إلى أسوار المبنى، وربما اختراقها، لذا لجأ البنّاء إلى إضافة هذا السور الذي يرتفع إلى أكثر من ثمانية أمتار؛ لحماية الجانب الضعيف من القلعة في حين أن الأجزاء الغربية والشمالية ترتفع بشكل كبير يصعب معه اختراق المبنى عن طريقها  
 
ج) مدخل القلعة: 
 
للمبنى مدخل واحد يقع في منتصف الواجهة الجنوبية، وتخترق المدخل كتلة الممر التي تربط الأبراج بعمق يبلغ 4م، وارتفاع المدخل 1.5م وعرضه 1م، وقد غطي سقف هذا الممر بوساطة ثمانية ألواح حجرية ضخمة حملت على طنوف حجرية تبرز من الجدران الداخلية لممر المدخل. يرتفع مستوى المدخل عن مستوى الأرض الواقعة أسفل منه مباشرة نحو 25م وكان الوصول إلى مدخل القلعة يتم عن طريق سلم حجري يرتقي جانب المرتفع الصخري، إلا أن هذا الممر الأصلي استبدل في الوقت الحاضر بدرج حجري حديث ومريح يمتد من داخل القصر الملاصق للقلعة.
 
د) الأبراج: 
 
تعد أسوار القلعة الخارجية، وأبراجها المخروطية، أبرز مظاهر المبنى، إلا أن الملاحظ على أبراج قلعة مارد أنها لا تبرز إلى الخارج، كما هو معروف عن علاقة الأبراج بالأسوار في معظم القلاع والحصون، حيث شيدت أبراج هذه القلعة ضمن أسوارها وفوق كتلة الممر الذي يربط ثلاثة من الأبراج في حين شيد البرج الرابع الواقع في الركن الشمالي الغربي فوق كتلة المرتفع الصخري مباشرة.
 
ويعدُّ البرج الأول الواقع في الركن الجنوبي الغربي أكبر أبراج القلعة وأهمها، بل يعدُّ البرج الرئيس؛ نظرًا لكبر حجمه، وللعلاقة العضوية المباشرة له بمدخل المبنى، يبلغ قطر الجزء السفلي للبرج 6.5م أما الجزء العلوي فقد أضيف إليه كتلة من اللبن والطين. أما البرج الثاني فيقع في الجانب الجنوبي الشرقي شيد كذلك فوق الممر الحجري يبلغ قطر قاعدته 4.4م وارتفاعه نحو 7م تقريبًا، وهو كسابقه بنيت أساساته من الحجر وأجزاؤه العليا من الطين واللبن. أما البرج الثالث الواقع في الجهة الشمالية الشرقية فشيد كذلك فوق الممر الحجري، ويبلغ قطر قاعدته 4م وارتفاعه نحو 6.5م تقريبًا. ويقع البرج الرابع في الركن الشمالي الغربي من المبنى، حيث شيد فوق المرتفع الصخري الطبيعي، ويرتبط ذلك البرج بأسوار القلعة الخارجية، فيما يأخذ مسقطه شكلاً غير منتظم  
تتكون جميع الأبراج من مستويين، يفصل بينهما سقف، تتخلله فتحة للعبور إلى الجزء العلوي، حيث يعتقد أن الجزء السفلي من الأبراج كان يستغل للسكن، أو مستودعات لخزن الأسلحة، ومستلزمات الحراسة.
 
2 - قلعة الصعيدي:   
 
تقع فوق قمة جبل الصعيدي المطل على قرية كاف من الجهة الشمالية، حيث شيدت فوق القمة المنبسطة للجبل، فيما أخذ مسقط المبنى الشكل الطبيعي لقمة الجبل، حيث شيدت أسوار القلعة على حافات قمة الجبل. يعود تاريخ بناء قلعة الصعيدي إلى فترات تسبق العصر الإسلامي، إذ لم تستطع المصادر تحديد تاريخ دقيق للبناء، إلا أن الأدلة الأثرية التي وجدت داخل أسوار المبنى تشير إلى منتصف الألف الأول قبل الميلاد، فقد وجدت كسر فخارية من النوع المسمى الفخار المَدْيَني الذي عُرف في شمال الجزيرة وشمال غربها وينسب إلى فترة مدين. كذلك عُثر داخل المبنى على مجموعة من كسر الفخار النبطي المشهور، وبخاصة الفخار الأحمر الرقيق؛ ما يؤكد أن القلعة استخدمت خلال الوجود النبطي في شمال وادي السرحان. لقد استمر استخدام القلعة منذ منتصف الألف الأول قبل الميلاد حتى فترة الملك عبدالعزيز. وقد طالتها أعمال ترميم كبيرة في فترة سيطرة ابن شعلان على كاف، وتزامن ذلك مع بناء نواف بن شعلان قصر كاف الواقع على السفح الشرقي لجبل الصعيدي، حيث يوجد نقش على الجانب الأيمن لمدخل القلعة يشير إلى مرحلة التجديد التي أرخت سنة 1339هـ / 1921م  
 
تخطيط القلعة:
 
يقوم تخطيط المبنى على شكل غير منتظم هو أقرب إلى الشكل البيضاوي، حيث شيد سور القلعة الخارجي على أطراف قمة الجبل؛ ما جعل البناء يلتزم الخط الكنتوري لقمة الجبل بعد أن أحاط السور إحاطة تامة بقمة الجبل المنبسطة. تمتد أسوار القلعة إلى مسافة ثمانمائة متر طولي وترتفع جدران السور بمقدار أربعة أمتار، في حين تبلغ سماكة الأسوار في بعض المواضع أكثر من مترين. وتدعم جدران السور سلسلة من الأبراج المربعة في جميع الأضلاع، واستحوذت الواجهة الشرقية للسور على عدد كبير من الأبراج المتقاربة بمعدل برج لكل خمسة عشر مترًا، وقد حظي هذا الجانب من السور بالاهتمام؛ لأن الجهة الشرقية من سفح الجبل أيسر من الجهات الأخرى، ويسهل الوصول إلى أسوار القلعة؛ لذا عني بتدعيم هذا الجانب بعدد أكبر من الأبراج. 
 
يقع مدخل القلعة في منتصف الواجهة الشرقية، ويؤدي إلى دهليز تتخلله درجات حجرية قليلة الارتفاع، تؤدي إلى الساحة، ويحف هذا الدهليز من الجهتين مجموعة من الحجرات التي تشكل تحفة معمارية جميلة ملاصقة للمدخل، ويعتقد أن هذه الوحدات استخدمت من قِبل الحراس للسكن والمعيشة. تمثل ساحة المبنى أبرز ملامح تخطيط القلعة، حيث تخلو من المباني سوى مجموعتين: الأولى الملاصقة للمدخل التي أشرنا إليها أعلاه، أما المبنى الثاني فيقع في الجزء الجنوبي من الساحة على يسار المدخل؛ وهو بناء شبه مستطيل طوله 11م وعرضه 6م ممتد من الجنوب إلى الشمال مواجه للشرق. كذلك عُثر داخل الساحة على منشآت مائية تتمثل في: بركة وخزان محفور بالصخر ومليس من الداخل بالجص، وقد استخدمت البركة والخزان لجمع مياه الأمطار، وتخزينها لاستخدامات القلعة المختلفة، وفي أوقات الجفاف كانت (البركة) تزود بالمياه من الآبار الموجودة بالقرية الملاصقة لجبل الصعيدي  
 
3 - القصر النبطي بإثرة: 
 
يقع القصر في الجزء الغربي من بلدة إثرة القديمة؛ وهو المبنى الأثري الوحيد الذي تتكون مبانيه من طابقين. ويعرف القصر محليًا باسم (قصر المذهن) نسبة إلى عائلة المذهن التي تمتلكه في الوقت الحاضر. وقد أشار أحد أفراد هذه الأسرة إلى أن عائلة المذهن كانت تسكن القصر إلى وقت قريب قبل أن تهاجر لتسكن مدينة القريات الحديثة. شيد المبنى بأحجار بازلتية مهذبة سوداء منحوتة، وفي غاية الدقة والعناية؛ حيث إن أسلوب البناء والعناصر المعمارية والزخرفية التي يحويها القصر تشير إلى أسلوب العمارة النبطية التي شاعت في جنوب بلاد الشام وشمال الجزيرة العربية خلال العصر النبطي، لذا يعتقد أن تاريخ بناء القصر يعود إلى فترة السيطرة النبطية على شمال وادي السرحان، وقد عُثر في محيط القصر على كميات من كسر الفخار النبطي الرقيق، بالإضافة إلى أن أدلة الوجود النبطي في إثرة وفي كاف التي تبعد عنها 14كم تؤكد تاريخ بناء القصر خلال فترة القرن الأول قبل الميلاد - القرن الأول الميلادي؛ وهي الفترة التي شهدت نشاطًا كبيرًا لقوافل التجارة النبطية عبر وادي السرحان وباتجاه منطقة حوران. ذكر ماك آدامز وزملاؤه أن المبنى ربما يعود إلى العصر البيزنطي إلا أن الوجود البيزنطي في هذه المناطق لم يلاحظ ولم تؤكده أدلة أثرية، وكما هو معروف فإن البيزنطيين أقاموا سلسلة من التحصينات على طول صحراء شرق الأردن؛ لحماية الحدود البيزنطية من تغلغل القبائل العربية في شمال الجزيرة العربية، وحيث إن إثرة تقع ضمن تلك المناطق التي حاول البيزنطيون عزلها؛ لذا يستبعد أن تقوم السلطة البيزنطية ببناء مثل هذا القصر في ذلك المكان  .  ولا يستبعد أن يكون القصر قد تم بناؤه في تلك الفترة الزمنية، إن لم يكن للبيزنطيين أنفسهم دور في بنائه بشكل مباشر.
 
استمر استخدام المبنى خلال الفترات المختلفة شاملاً العصور الإسلامية، ويشهد على ذلك نقش بالخط الكوفي وجد فوق مدخل المبنى الشمالي يعود إلى العصر الإسلامي المبكر 
 
يقوم تخطيط المبنى على مسقط شبه مربع طول ضلعه 30م يحيط به سور مشيد من الأحجار البازلتية المهذبة، ويتخلل السور مدخلان؛ أولهما المدخل الرئيس، ويقع في منتصف الجدار الشمالي، وثانيهما مدخل جانبي، يقع في الطرف الجنوبي من الجدار الشرقي.
 
يؤدي المدخل الشمالي إلى دهليز تفتح عليه غرفة في كل جانب، فيما تفتح هاتان الغرفتان على غرف أكبر منهما. يؤدي الدهليز إلى مساحة غير منتظمة تتركز في الجزء الغربي من المبنى في حين تشغل الجزء الشمالي الشرقي والجنوبي مجموعة من الوحدات المعمارية التي تفتح على الفناء، وتتكون من طابقين. وقد استخدم في تسقيف بعض الغرف الواقعة في الجزء الشمالي الشرقي ألواح حجرية كبيرة محمولة على طنوف حجرية تبرز من جدران الغرف  
أما الغرف الواقعة في الجانب الجنوبي من المبنى فهي ليست ملاصقة لجدار المبنى الجنوبي، بل يفصلها عن الجدار ممر صغير بعرض مترين تقريبًا   
 
أ) مداخل القصر: 
 
يقع مدخل القصر الرئيس في منتصف الواجهة الشمالية، وهو مدخل بسيط عرضه متر واحد تقريبًا، وارتفاعه متران، ويعلو المدخل ساكف حجري، يتوسطه هلال بارز يرمز ربما إلى أحد الآلهة القديمة. ويعلو الساكف الحجري لوح حجري يحمل نقشًا كوفيًا بالخط الغائر يتكون من أربعة أسطر. ونص النقش كما يأتي: 
 
1. بسم الله الرحمن الرحيم لا إله
 
2. إلا الله وحده لا شريك له محمد
 
3. رسول الله ارسله بالهدى ودين الحق ليظهره
 
4. على الدين كله ولو كره المشركون.
 
وعلى الرغم من أن النقش غير مؤرخ، إلا أن خصائصه الكتابية وأسلوبه يماثل معظم النقوش الأموية؛ لذا يعتقد أن تاريخ هذا النص يعود إلى فترة العصر الأموي عندما كان معظم شمال الجزيرة العربية على اتصال مباشر ببلاد الشام.
 
أما المدخل الواقع في الجزء الجنوبي من الواجهة الشرقية فلا نعلم إن كان أصلاً يعود إلى مرحلة البناء الأساسية أم أنه استُحدث في فترة لاحقة، حيث إن هذا الجانب من سور القصر متهدم، وأعيد بناؤه في مراحل مختلفة؛ ما يترك انطباعًا أن هذا المدخل ربما استُحدث في مرحلة لاحقة.
 
ب) العناصر المعمارية والزخرفية: 
 
إن أبرز ما يميز هذا القصر العناية الكبيرة في قطع أحجاره، وتهذيبها، وظهور مجموعة من العناصر المعمارية والزخرفية التي تعكس جانبًا من خصائص العمارة النبطية في الجزء الشرقي من القصر، ويعلو أحد النوافذ العلوية هناك إفريز بارز مزخرف، وقد نُفذ هذا الإفريز بطريقة هندسية متقنة، ومن أبرز ملامحه زخارف بارزة على هيئة خطوط متوازية، وعلى جانب النافذة يوجد عنصر زخرفي يمثل وجه إنسان بارزًا تظهر ملامحه بصورة جلية.
كذلك استخدم نظام الطنوف الحجرية البارزة التي تحمل سلمًا حجريًا أو سقفًا حجريًا يتكون من ألواح حجرية كبيرة، وقد عُرف هذا النمط من التسقيف على نطاق واسع في منطقة حوران من بلاد الشام، وظهر في عدد من المباني النبطية هناك  
 
شارك المقالة:
218 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook