تقع الشمس على مسافة متوسطة عن الأرض تبلغ 150 مليون كيلومتر، أي أنها بعيدة جداً لدرجة أن الضوء الشمسي يستغرق ثماني دقائق للوصول للأرض كونه يسافر بسرعة 300.000 كيلومتراً في الثانية.
وبما أن الأرض ذات مدار بيضاوي الشكل فإنها لا تدور حول الشمس في دائرة كاملة، ومع وجود الشمس بعيداً عن مركز المدار فهذا يعني أن المسافة بين الأرض والشمس تتغير خلال العام، وأقرب هذه المسافات هي 147.1 مليون كيلومتر، بينما أبعد هذه المسافات هي 152.1 مليون كيلومتر، وتعتبر الأرض هي الأقرب إلى الشمس خلال فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي.
يُعد العالم اليوناني أريستارخوس أول شخص يقيس المسافة بين الأرض والشمس وذلك في عام 250 ق.م، إذ اعتمد على أطوار القمر لقياس الأحجام والمسافات للشمس والقمر؛ فعندما يكون نصف القمر ظاهرًا، تُشكل الأجرام السماوية الثلاثة زاوية قائمة، وعند قياس الزاوية على الأرض بين الشمس والقمر، تمكن من تحديد أن الشمس تبعد عن الأرض حوالي 19 ضعفاً من بعدها عن القمر؛ أي أنها أكبر من القمر بـ 19 ضعفاً، ولكن الشمس في حقيقة الأمر أكبر من القمر بـ 400 ضعف.
إلا أنه ووفقًا لجامعة كورنيل فقد أوقِفت قياسات أريستارخوس لأنه من الصعب تحديد المراكز لكل من الشمس والقمر ومن الصعب كذلك معرفة متى يكون القمر نصف مكتمل، وبالرغم من استنتاجات أريستارخوس البسيطة، إلا أنه تمكن من استنتاج دوران الأرض حول الشمس في ذلك الوقت.
مع تطور التكنولوجيا والمركبات الفضائية المتطورة والرادار يمكن قياس المسافة بين الشمس والأرض بطريقة مباشرة وسهلة، وذلك لأن تطبيق الأساليب القديمة أصبحت بالية بسبب تغير قيمة الوحدة الفلكية حسب موقع المراقب في النظام الشمسي، علاوة على ذلك اعتماد القياس على كتلة الشمس وبما أن كتلة الشمس تتغير عندما تصدر الطاقة تتغير قيمة الوحدة الفلكية كذلك.
ولهذا صوّت الاتحاد الفلكي الدولي في تاريخ 2012م على تغيير تعريف الوحدة الفلكية التي تقدر ب 149.598.428 كيلومتراً، والتي تستند على سرعة الضوء والمسافة الثابتة من دون مراعاة لكتلة الشمس.
تُعد الشمس مركز النظام الشمسي إذ تدور كل الأجرام السماوية حولها على مسافات مختلفة، ويستخدم مقياس الوحدة الفلكية لإيجاد المسافة بين الشمس والأجرام السماوية. وتقدر المسافة المتوسطة بين الشمس والأرض بحوالي 150 مليون كيلومتر، وتتحرك الأرض في مدار بيضاوي حول الشمس بحيث أن المسافة بين الأرض والشمس غير ثابتة وتتغير خلال العام. وقد حاول العديد من العلماء تحديد المسافة بين الأرض والشمس وسجلت أول محاولة للعالم اليوناني أريستارخوس عام 250 قبل الميلاد، ومع التطورات التكنولوجية الحديثة تم تحديد المسافة بين الشمس والأرض بدقة.