معلومات عن الموظف الخفي.. خطأ المدراء الذي لا يُغتفر

الكاتب: وسام ونوس -
معلومات عن الموظف الخفي.. خطأ المدراء الذي لا يُغتفر

 

 

معلومات عن الموظف الخفي.. خطأ المدراء الذي لا يُغتفر

 

على الرغم من أن التحديات الاقتصادية الراهنة أسهمت في صنع بيئات عمل غير آمنة، ومليئة بالضغوط، فإن مسؤولية جذب المواهب والاحتفاظ بها تقع على كاهل الإدارة، وهو دور لا مناص من أدائه، وإلا فما جدوى شركة بدون موظفين أكفاء؟! كما أن السير في الاتجاه المعاكس يوصلنا إلى ظاهرة الموظف الخفي تلك التي أسهب Adrian Gostick وChester Elton في شرحها في كتابهما المشترك: The Invisible Employee.

تنبع ظاهرة الموظف الخفي من عدم الحصول على التقدير اللازم، وعم الاعتراف بالعمل الجيد وأهميته، ومن هنا يشعر الموظفون بأنهم لا يحظون بالتقدير اللازم، وفور هذا الشعور يسلكون مسالك مختلفة؛ فبعضهم يقدم على الاستقالة، فيما يظل البعض الآخر باقيًا في العمل لكن بلا حماس وبإنتاجية أقل.

لذلك فإن الموظفين غير المرئيين أو غير المنتمين يكلفون الشركات مليارات الدولارات سنويًا؛ إما بسبب ضعف الإنتاجية، أو ارتكاب الأخطاء، ناهيك عن ارتفاع معدلات الدوران الوظيفي، وإعادة التدريب، وما إلى ذلك.

نحن إذًا أمام مشكلة صنعها مدراء غير أكفاء، لا يعترفون بفضل موظفيهم الموهوبين، ولا يكافئونهم، وبالتالي ينسحب هؤلاء الموظفون إلى الظل، ولا يكون لهم هدف، طالما لم يقرروا الاستقالة، سوى الابتعاد عن كل ضجيج، والاكتفاء بالأعمال الروتينية التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

 

عمل شاق لكنه غير مرئي

أمست بيئات الأعمال، اليوم، أكثر كآبة من أي وقت مضى؛ فتسريح الموظفين، والسطو على حقوقهم.. إلخ أمور شائعة في اقتصاد اليوم؛ ولذلك يشعر موظفو هذه الأزمان بأنهم غير آمنين، وقلقين على الدوام، ناهيك عن كونهم أقل مخاطرة.

ذكرت دراسة نُشرت في صحيفة نيويورك تايمز أن ربع المستجيبين لاستطلاعات هذه الدراسة اشتكوا من أنه تم دفعهم للبكاء في بيئة العمل، كما اعترف نصف المستجيبين للاستطلاع أن بيئة عملهم تشمل الإساءة اللفظية والصراخ، فيما يحتاج أكثر من النصف إلى العمل 12 ساعة يوميًا للوصول إلى أهدافهم.

وإزاء أوضاع كهذه تظهر على السطح ظاهرة الموظف الخفي والحضور غير الفاعل للموظفين؛ إذ يأتي الموظفون إلى عملهم لكنهم لا يؤدون مهامهم بالشكل المطلوب، أو لا يؤدونها على الإطلاق.

وهذا الحضور غير الفاعل يكلف الشركات الأمريكية ما يقدر بنحو 150 مليار دولار كل عام، وخلصت بعض الدراسات إلى أن الحضور الحالي يمكن أن يؤدي إلى فقدان الإنتاجية بمعدل يتراوح بين 16 و31 يومًا لكل موظف في السنة.

لكن ما السبب في التغيب الكثير للموظفين أو حضورهم غير الفاعل هذا؟ السبب واضح: إنهم يشعرون بأن عملهم الشاق غير مرئي لأصحاب العمل.

 

جدوى الاعتراف والتقدير

لا يترك الناس وظائفهم بسبب المال وحده، صحيح أن المال عنصر أساسي، لكنه ليس كل شيء، وعادة ما يفكر الموظفون في الاستقالة إذا شعروا بأن جهودهم غير مرئية، أو أنه لا يتم تقديرهم ومكافأتهم على ما يقومون به من أعمال.

يُظهر بحث أجرته مؤسسة “جالوب” أن الموظفين الذين يشعرون بالتقدير يكونون أكثر إنتاجية، ويتفاعلون بشكل أفضل مع الموظفين الآخرين، ويعاملون العملاء بشكل أفضل، هؤلاء الموظفين أقل عرضة لترك مؤسساتهم.

وأشارت دراسات أخرى إلى أن الشركات التي تمارس الاعتراف بالموظفين تتمتع بثلاثة أضعاف العائد على حقوق الملكية من الشركات التي لا تفعل ذلك.

لا يبدو الأمر مستحيلًا، إذًا، لكن لا يدري المرء ما العسير في وضع سياسات واضحة للمكافأة والتقدير والاعتراف بالموظفين الأكفاء والموهوبين، سوى أن هناك تصورًا عامًا خاطئًا بل كارثيًا مفاده أن دور المدراء مقصور على المعاقبة واكتشاف الأخطاء، ويبدو أن التصور هو الذي يؤدي، في النهاية، للوصول إلى الموظف الخفي غير المنخرط في عمله وغير المنتمي له.

 

شارك المقالة:
158 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook