يصعب معرفة متى تشكّلت الأرض أول مرّة، وذلك لأنّه لم يبق أيّ صخور من الأيام الأولى لكوكب الأرض، ولكن معظم الباحثين يعتقدون أنّ الأرض تكونت من خلال سلسلة من التصادمات التي حدثت بعد أقل من 100 مليون سنة من التحام النظام الشمسي، ووفقاً لمعظم نماذج تكوين الأرض فإنّ أكثر من عشرة اصدامات مصحوبة بأجسام أخرى أضافت الحجم للكوكب المتنامي، ويُقدر العلماء أنّ الأرض ترسخت قبل 4.54 مليار سنة، وذلك من خلال قياس عمر الصخور على سطح القمر وعمر النيازك الموجودة على الأرض.

 

نماذج وفرضيات تشكّل الأرض

نموذج التراكم المركزي

كان النظام الشمسي قبل حوالي 4.6 مليار سنة عبارةً عن سحابة من الغبار والغاز المعروفة باسم السديم الشمسي، وسببت الجاذبية انهيار المواد على نفسها أثناء دورانها ممّا أدّى إلى تكون الشمس في وسط السديم، ومع نشأة الشمس بدأت المواد المتبقية في التكتل، حيث تجتمعت الحبيبات الصغيرة بواسطة الجاذبية مشكّلةً حبيبات أكبر، وأبعدت الرياح الشمسية العناصر الخفيفة كالهيدروجين والهيليوم وتركت المواد الثقيلة الصخرية في المناطق القريبة من الشمس.

 

تكوّن اللب الصخري للأرض أولاً وذلك من خلال حركة الصفائح التكتونية وغوص المواد الكثيفة نحو المركز، وبقاء المواد الأخف على السطح مشكّلةً القشرة الأرضية، وقد أدّى حدوث الاصطدامات والاحتكاك إلى تشكّل الجبال والبراكين، وبثّ غازات في الغلاف الجوي.

 

فرضية التصادمات النارية

تصادمت الكويكبات مع الأجسام الاخرى مكونةً أجساماً أكبر، ومع مرور الوقت وصل حجمها إلى مئة كيلومتر أو نحو ذلك، وكانت طاقة الاصطدام هائلةً بما يكفي لإذابة وتبخير العديد من المواد، وقد فصلت الصخور، والمعادن، والحديد نفسها إلى طبقات، حيث استقر الحديد الكثيف في المركز، وغلفت الصخور الأخف وزناً طبقة الحديد مكونةً نموذج مصغر للأرض والكواكب الداخلية الأخرى، ويسمي علماء الكواكب هذه العملية بالتمايز (بالإنجليزية: Differentiation).

 

اشتعلت الشمس في وقت ما خلال ذلك، وبالرغم من أنّ إشعاعها كان يبلغ ثلثي ما هو عليه الآن إلّا أنّ عملية الاشتعال كانت كافيةً لإبعاد الجزء الغازي من قرص الكواكب الأولية، ثمّ تواصل تجمع قطع الصخور، والكتل، والكويكبات لتُكوّن أجساماً كبيرةً ومستقرةً في مدارات تبعد عن بعضها بسافات معينة، وكانت الأرض إحدى هذه الأجسام، وتوضّح الدراسات على الكواكب الأخرى أنّ هذه التأثيرات والأدلة القوية ساهمت في إحداث ظروف كارثية على بدايات كوكب الأرض

 

مراحل تطوّر الحياة على الأرض

مرّت الأرض في العديد من المراحل والأحداث التاريخية خلال تشكّلها وتطورها، وهي كالآتي:

 

منذ 4600 مليون سنة: تشكّلت الأرض.

منذ 4500 مليون سنة: تكوّن لبّ الأرض وقشرتها، حيث غاصت المعادن الثقيلة نحو مركز الأرض مكوّنةً اللب، بينما بردت الطبقة الخارجية وتصلّبت مكوّنةً القشرة الأرضية.

منذ 4400 مليون سنة: تكون أول محيط على الأرض، وذلك من خلال إطلاق البراكين بخار الماء للغلاف الجوي، ومن ثمّ هطلت على شكل أمطار وشكّلت أول المحيطات على سطح الأرض.

منذ 3850 مليون سنة: ظهرت أول حياة على سطح الأرض، حيث كانت كائنات حيةً بسيطةً جداً وأحادية الخلية.

منذ 1500 مليون سنة: تراكم الأكسجين في الغلاف الجوي للأرض، حيث نتج عن البكتيريا الزرقاء كناتج لعملية البناء الضوئي.

منذ 700 مليون سنة: تطوّرت الحيوانات الأولى وكانت الحيوانات بسيطةً ووحيدة الخلية.

منذ 530 مليون سنة: تطوّرت الفقاريات الأولى على هيئة أسماك.

منذ 400 مليون سنة: تطوّرت النباتات الأولى.

منذ 350 مليون سنة: تطوّرت الفقاريات الأرضية الأولى على هيئة برمائيات بدائية، وبعد ذلك تطوّرت الزواحف.

منذ 225 مليون سنة: تطّورت الديناصورات الأولى من السحالي.

منذ 65 مليون سنة: انقرضت الديناصورات والعديد من الكائنات الأخرى.

منذ 130 ألف سنة: تطوّر الإنسان الحديث.