تعتبر جزيرة بورنيو ثالث أكبر جزيرة في العالم كله، كما وتعتبر الجزيرة الأكبر على مستوى القارة الآسيوية. تقع هذه الجزيرة في أرخبيل الملايو، ضمن مجموعة جزر سوندا الكبرى، أمّا من الناحية السياسية فقد قسمت هذه الجزيرة بين كلٍّ من بروناي، وإندونيسيا، وماليزيا. تتبع المنطقة الجنوبية والجنوبية الشرقية من هذه الجزيرة للسيطرة الأندونيسية، وهي التي يطلق عليها اسم كاليمنتان، أما المنطقة الشمالية والشمالية الغربية فتتبع لماليزيا وتسمى بماليزيا الشرقية أو بورنيو الماليزية.
وتعتبر هذه الجزيرة جزءاً من جزر سوندا الكبرى والتي تشكل مع كلٍّ من سومطرة وسولاوسي، وجاوة، أما جزر سوندا الكبرى فهي تشكل مع كل من الفلبين، وجزيرة مالوكو، وجزر سوندا الصغرى -الأرخبيل الذي يعرف باسم الملايو-، هذا ويعتقد تاريخياً أنّ من أوائل الشعوب التي استوطنت في هذه الجزيرة هو شعب الداياك، وذلك قبل ما يقارب الثلاثة آلاف عام تقريباً.
تمتدّ سواحل البورنيو على طول يقترب من خمسة آلاف كيلو متر تقريباً، وتضمّ أيضاً عدداً من الخلجان، غير أن هذه الجزيرة مأهولة بنسبة قليلة جداً بالسكان وذلك يعود إلى كثرة المستنقعات الموجودة فيها. هناك سلسلة طويلة من الجبال تمتد من رأس سامبانمانجيو في الجهة الشمالية الشرقية، إلى أقصى الجنوب الغربي لهذه الجزيرة؛ إذ يوجد فيها أكبر جبل في كل من الجزيرة نفسها وفي الجنوب الشرقي لآسيا، وهو الجبل المعروف باسم جبل كينابالو، والذي يرتفع حوالي أربعة آلاف متر تقريباً.
المناخ في جزيرة بورنيو يعتبر مدارياً، أما درجات الرطوبة في هذه الجزيرة فهي مرتفعة جداً؛ إذ تقترب من نسبة ثمانين بالمئة تقريباً، في حين تتراوح درجات الحرارة فيها ما بين سبعة وعشرين وسبعة أعشار الدرجة خلال شهر أيار، وستة وعشرين وسبعة أعشار الدرجة خلال شعر ديسمبر.
تعيش الطيور والحيوانات على هذه الجزيرة، ومن أنواع الطيور التي تعيش عليها لقلق العاصفة وهو نوع ينتمي إلى عائلة اللقلق؛ حيث يصل طوله إلى نحو واحد وتسعين سنتيمتراً تقريباً، أما لون ريشه فهو أسود وأبيض، في حين يمتاز لون جلد وجهه بأنه برتقالي اللون، أما لون الساقين فهو أحمر مصفر، هذا وتتشابه الألوان لدى كلا الجنسين. أما من الثدييات فهناك ما يُعرف باسم نمر بورنيو الملطخ، وهو سنور ذو حجم متوسط، سمي بهذا الاسم من جهة الصندوق العالمي للطبيعة، ويعتبر هذا السنور أكبر سنور في بورنيو، ويمتاز بجسمه الممتلئ، وأرجله القصيرة، وخالبه الذي يشبه مخالب الكلاب، وكفوفه الكبيرة، أمّا عادات هذا الحيوان فهي غير معروفة أو مشهورة بشكل كبير ذلك لأنّ طبيعة حياته سرية إلى حد ما