معلومات عن رواد الأعمال هم تجار الأمل

الكاتب: وسام ونوس -
معلومات عن رواد الأعمال هم تجار الأمل

 

 

معلومات عن رواد الأعمال هم تجار الأمل

 

بندكت بنشز، كاتب بريطاني، مؤسس “أكسفورد الاستشارية للبرامج الرئيسة للعمل بنجاح”

“رواد الأعمال هم تجار الأمل”

يوجد العديد من الكتابات عن موضوع “القيادة”، لكن أكثر ما لفت انتباهي من هذه الكتابات هي خمسة كلمات قالها نابليون بونابرت: (وهي باللغة الفرنسية طبعا)، وقصد بها أنه إذا كنت تعتقد أن القيادة هي عمل بسيط لا يحتاج إلى تحليل، أو أنها خليط معقد من المهارات التي يمكن أن تستمر دراستها على مدى الحياة، فإن القدرة على الأمل للتابعين هي جزء أساسي من أي صيغة رابحة.

وأظن أن نابليون كان يود أكثر من مجرد العمل ففي قوله: “فقط افعلها” جانب من جوانب القيادة، لكنه كان واضحا أنه رجل ملهم، لديه القدرة على غرس الثقة في قواته؛ ما أدى إلى العديد من الانتصارات على عكس كل التوقعات، وقد قال عنه ولينجتون: إن وجوده في ميدان المعركة كان يساوي 40 ألف جندي؛ لأنه يبث الثقة في الجنود بدءا من حرسه الخاص إلى قادة الجيوش.

العلاقة مع إدارة المشروع

إذا كنت متوجها لرياسة برنامج كبير لمشروع عمل، يضم العديد من المشاريع المختلفة وأنشطة العمل المعتادة، فأنت بالطبع تحتاج إلى هذه القدرة على التعامل، لبث الأمل بقدر ما كان يفعل نابليون، فلقد سمعنا جميعا عن الحاجة إلى مديري البرامج لبيع “الرؤية” وهو شيء هام بالتأكيد بالنسبة لأي قائد برنامج ليكون قادرا على التوصيل الملموس للنتائج المرغوبة من البرنامج إلى الفرق العاملة بعيدا عن الخنادق. حيث ترتبط القدرة على بث الأمل في كثير من الأحيان ارتباطا وثيقا مع موهبة التبسيط، بحيث يمكن إعادة بناء المحاولة المعقدة في شكل هدف واضح.

لقد كنت محظوظا بما فيه الكفاية لسماع آلان برنارد في “حملة Campaign It! ” حيث شارك معرفته مع غرفة كاملة من مديري المشاريع في الشهر الماضي، وكان قد أكد على ضرورة “أحدث هدفا لحياتك”، وهو ما أعتقد أنه النشاط الأساسي لأي قائد برنامج. ومنذ نحو 15 عاما مارست نشاط القيادة هذا بطريقة مباشرة جدا، فقد كنت أعمل بشركة اتصالات مبتدئة في ذلك الوقت، وأحد برامجنا كان يهدف إلى ما وراء الخطة الزمنية التي تؤثر في قدرتنا للحصول على المبيعات، حيث كنت أترأس مكتب البرنامج، وقدمت تقريرا إلى مدير البرنامج وقررنا الوصول إلى سوق العقود، وتأمين الخدمات ببرنامج رئيسي مدروس جيدا مع سجل حافل من التقديم، وكانت الخطة هي تقديم هذا البرنامج في احتفال لإعادة إطلاق البرنامج، الذي كان على وشك أن يكون مشهورا، وغير منافس ويحضره جميع أعضاء فرق تصميم البرامج والمقاولين من الباطن، وكذلك مديري الشركات المبتدئة.

وفي الساعة 8 صباحا يوم الحفل تلقيت مكالمة هاتفية من مقدم برنامج العقود قائلا: إنه قرر أنه لا يريد قبول المهمة بعد الآن ويعتذر عن هذه الملاحظة القصيرة بدون تفاصيل، ولقد كنت قلقا جدا أن يؤثر هذا الأمر سلبيا في الروح المعنوية لفريق البرنامج، وبالفعل كنت تحت ضغط بسبب الخوف من فقد أي من المواعيد المحددة، وتقاسمت هذه المخاوف مع مدير البرامج.

ولحسن الحظ، كان لديه خلفية رياضية دولية، وقام بتطبيق معرفته الضمنية بالقيادة ليتولي دور مقدم البرنامج في هذا الحدث، واضعا نفسه في المقدمة كقائد للبرنامج، ونقل رؤيته المذهلة لنتائجه الناجحة، وكان الجميع يصفقون له وتعهد بتعويض الوقت الضائع، وفي النهاية، أرسل البرنامج للجدولة وكان من الممكن غلقه منذ البداية، وبدأ البرنامج في تحقيق فرص مذهلة مع العملاء.

التجار في عجلة

السياسيون بطبيعة الحال، يتميزون بالمهارات العالية جدا في القدرة على الحصول على الناس المؤمنين برؤيتهم، وكثيرا ما يلعبون على ما يستوعبه الناخبون بناء على بحث للسوق والجماعات البؤرية، وقد أدى هذا النوع من الوعود الفارغة إلى زيادة إحساس الناخبين باللامبالاة على مدى العقود القليلة الماضية، وخيبة الأمل للعملية السياسية برمتها.

فلماذا كانت تجربتي بالنسبة “للبداية” مختلفة؟ الإجابة على ذلك أنه بالإضافة إلى التجارة في الأمل، فإن مدير البرنامج في مثالي هذا عرض نفسه للمساءلة وراهن بسمعته على النجاح المستقبلي لمؤسسة فاشلة سابقا، ولقد وضع رأسه فوق المقصلة بالطريقة التي كان نابليون يفخر بها، وأوضح أنه يقود البرنامج من المقدمة بدلا من التوجيه من الخلف.

إن المحلل المخاطر ومدير التمويل المتحفظ والمتقاعد “نسيم طالب” يتحدث عن أهمية وجود “الالتحام في اللعبة” في كتابه البجعة السوداء، ويحث القراء لتقييم مدى صدق الخطباء السياسيين على أساس مشاركتهم الشخصية في مناقشة هذا الموضوع.

وفي عصور المصريين القدماء، فإن المهندسين المعماريين الذين كانوا يقومون بتصميم مبنى يمكن أن ينهار في وقت لاحق ويقتل سكانه، كانوا يتعرضون للقتل؛ لكي تكون رسالة واضحة يمكن نقلها للآخرين في تجارتهم، وفي الأيام التي سبقت تشريعات الصحة والسلامة، كانت تتوفر تذكرة قاسية ولكنها فعالة للفنانين ذوى البصيرة الذين قد يكونوا أكثر تركيزا على الجماليات من التطبيق العملي، والنتيجة هي أن بعض من مبانيهم استمرت لعدة مئات من السنين.

الأستاذ “بنت فلوبرج” من جامعة أكسفورد يضع معيارا مماثلا، وإن كان أقل قسوة، حيث تناولت دراسته مراقبة الجودة وقد بين فيها أن الخبراء الذين يولون اهتماما رائعا بالتنبؤ بتكاليف برنامج البنية التحتية ويرتكبون الخطأ بالنظر إليه باعتباره مسؤولية شخصية ينبغي أن يقعوا تحت احتمال التعرض للسجن أو الغرامة إذا ثبت الخطأ، وهذا المنهج بالفعل يراجع حاليا من قبل الحكومة الأسترالية، ويتم تغيير السياسة الخاصة بذلك لزيادة المساءلة.

المفارقة

لذلك يتعين على قادة المشاريع ألا يكونوا مجرد “تجار في الأمل”، ولكن ينبغي أيضا أن يكونوا تحت المساءلة والمحاسبة مع النزاهة والمبادئ، ومثل كثير من هذه الأمور، فهناك مفارقة، حيث إننا بحاجة إلى أن نكون أكثر ارتياحا في فكرتين متعارضتين في وقت واحد. تماما مثل نابليون، الذي امتلك العقل الكبير ولكن لم يدرس استراتيجيات المعركة لكل من هانيبال والإسكندر الأكبر، ونحن بحاجة إلى من يلهم الأمل الكبير ولكن بالاستناد إلى الواقع العملي.

 

شارك المقالة:
122 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook