البوسنة والهرسك دولة من ضمن إقليم البلقان، وكانت إحدى جمهوريات يوغوسلافيا السابقة، وتقع في الجنوب الشرقي من أوروبا، وتحدها من الشمال كرواتيا، ومن الشرق صربيا، ومن الغرب تحدّها كرواتيا والبحر الأدرياتيكي، ومن الجنوب الجبل الأسود، وعاصمتها سراييفو، ويتحدّث معظم سكانها اللغة الصربية الكرواتية ويكتبون بأحرف اللغة الروسية، ونظامها السياسيّ هو فدرالي جمهوري، وأعلنت استقلالها في 1 مارس 1992م بعد انفصالها عن يوغوسلافيا، كما تبلغ مساحة البوسنة والهرسك 51.197 كم2، وعملتها هي مارك بوسني.
يقدّر عدد سكان البوسنة 3.871643 مليون نسمة حسب إحصائيات 2014م، وهم موزعون كما يأتي:
يعتنق البوسنيون الديانة الإسلاميّة منذ القدم، ويقدّر عدد المسلمين فيها 1.97 مليون نسمة أي ما نسبته 51% من إجمالي عدد السكان.
لفتت يوغسلافيا الأنظار تجاهها كونها من أكبر دول البلقان، وخضعت للحكم الشيوعي منذ الحرب العالمية الثانية، ونجحت الشيوعية في ضمّ سبع دول في دولة واحدة: صربيا، والبوسنة والهرسك، وكرواتيا، وسلوفينيا، والجبل الأسود، وكوسوفو، ومقدونيا، حيث كانت يوغوسلافيا تعتبر أقوى الدول برئاسة الزعيم اليوغوسلافي يوسيب بروز تيتو، وعند وفاته بدأ الشعب يطلب الاستقلال عن يوغسلافيا، وعلت الأصوات المطالبة بذلك بعد انفصال سلوفينيا سنة 1991م، ثم انفصال كرواتيا، ثم مقدونيا، ولكن عارض الصرب بزعامة رادوفان كارادجيتش الموالي لبلجراد مسلمي البوسنة، وهدّدوهم بالإبادة إذا قرروا الانفصال عن يوغوسلافيا، ولكن لم تكترث البوسنه والهرسك وأعلنت انفصالها عن يوغوسلافيا في مارس 1992، بعد إجراء الاستفتاء الشعبي وموافقة 99% من مسلمي البوسنة على هذه القرار.
بعد إعلان الانفصال عن يوغسلافيا، بدأ العدوان عن البوسنة، حيث استمرّ لثلاث سنوات، جرت فيها أبشع صور الجرائم، حيث اعتدى المسيحيون الصرب من الأرثوذكس والكروات الكاثوليك على مسلمي البوسنة والهرسك.
قتل في الحرب أكثر من 200.000 مسلم، ونزح ما يقارب 2 مليون لاجئ، كما سجلت 60000 حالة اغتصاب، وارتكبت ضدّ المسلمون في البوسنة 26 مذبحة، وعرف منها مذبحة سريبرينيتسا التي كان ضحيتها 12000 مسلم من البوسنة في يوم واحد، ومورست ضدهم أبشع الجرائم من القصف، والتجويع، والتطهير العرقي خلال السنوات الثلاثة للحرب، حيث دمر أكثر من 650 مسجد، وحرق أكثر من مليون ونصف كتاب ومخطوطة، وكان الهدف الرئيسي هو القضاء على الإسلام والمسلمين في البوسنة والهرسك.