معلومات عن غجر تركيا زمن الرقص لم ينتهي

الكاتب: رامي -
معلومات عن غجر تركيا - زمن الرقص لم ينتهي

معلومات عن غجر تركيا - زمن الرقص لم ينتهي

تشير معظم الدراسات الأكاديمية إلى أن أصول الغجر تعود إلى شبه القارة الهندية، حيث قام العديد منهم بمغادرتها في القرن الحادي عشر في اتجاه الغرب، فسكنوا إيران وتركيا والقوقاز والبلقان وأوروبا. وكانوا يأتون إلى تلك البلاد يوم كانت ممالك قوية للعمل في مجالات الترفيه كالرقص وعزف الموسيقى في قصور أصحاب السلطة والنفوذ. ثم استوطنوا لاحقاً الأراضي التي قدموا إليها، وسكنوا، غالباً، في ضواحي المدن الكبرى والعواصم.

وفي غالب الأمر، تبنّى الغجر القادمون إلى الأراضي الجديدة دين سكانها. فغجر البلقان هم في معظمهم من المسيحيين. أما الذين سكنوا تركيا فدخلوا في الدين الإسلامي. وكان لهؤلاء دور في السلطنة العثمانية، أكان في مجال الترفيه الذي يجيدونه ويتميزون به، أو كان في العمل المضني في المناجم ومصانع السلاح. وقد قام سلاطين بني عثمان في إسكانهم في عاصمتهم الجديدة بعد العام 1453، كحيّي “دولابتيري” و”سولوكولي” القائمين حتى يومنا هذا في ضواحي مدينة إسطنبول.

وللغجر تواجد في الكثير من المدن التركية أيضاً، أما عددهم فموضوع جدال كبير في تركيا. رسمياً، يستقر عددهم بين النصف مليون والـ700 ألف نسمة كحد أقصى، فيما يقول الغجر أن أعدادهم تصل إلى خمسة ملايين. وتشير معظم الأبحاث والمقالات العلمية إلى أن العدد يجاور المليونين والـ750 ألف غجرياً يعيشون على الأراضي التركية.

وتعرّض الغجر في الكثير من الفترات الزمنية للضغوط الاجتماعية وللنكبات التي أودت بحياة مئات الآلاف منهم، حيث حملت الكثير من المجتمعات نظرة سلبية ودونية تجاههم، على اعتبار أنهم ليسوا من نسيجها الاجتماعي الحقيقي، كما بسبب أوضاعهم الاجتماعية والمعيشية المتدنية المستوى. ومنها، خصوصاً، قيام الحكم النازي الألماني بارتكاب مجازر جماعية بحقهم، كما رزحوا تحت وطأة ضغوطات منظمة أخرى في جمهوريات الاتحاد السوفياتي .

أمّا في تركيا، قامت الدولة “بالاستفادة” من الغجر في مجال الترفيه والدعاية كما كانت تفعل السلطنة العثمانية، إنما بشكل “حداثي”. فما عادوا يرفهون عن الحكام في القصور، بل أصبحوا يغنون للسياح في الشوارع. ولا عادوا يكدحون في معامل السلاح والمناجم، بل يُصورون بكاميرات الدولة وهم يرتدون ثيابهم الملونة وآلاتهم الموسيقية البسيطة لإظهار احترام تركيا للتعددية فيها. ومن ثم تقوم السلطة ببث أخبار الغجر بأزيائهم وصورهم السعيدة في أوروبا كمثال حيّ عن التعددية الحضارية، فتقدم صورة لـ”تركيا النموذجية” التي تعمل لحماية الأقليات واحترام خصوصياتها.

أما خصائص المجتمع الغجري التركي فملفتة جداً. فمن ناحية اللغة، يتكلم الغجر لغة مختلطة ما بين اللغات الهندو-أوروبية واللغة التركية والكردية واليونانية . إلا أن معظم هذه “اللغة” لا قواعد مكتوبة لها، بل يتم تلقينها وتداولها شفهياً فيما بينهم. أما من ناحية الظروف الاجتماعية، فالمجتمع الغجري التركي هو من الأكثر تهميشاً وفقراً في طول البلاد وعرضها، ويتميز بارتفاع حالات الزواج المبكر للفتيات، كما رواج العصابات الصغيرة التي تمارس عمليات السرقة والنشل. هذا فضلاً عن عمل الغجر، بنسبة كبيرة، في مجال الموسيقى والرقص، وفي جمع النفايات من كرتون و “بلاستيك” وبيعها للشركات لإعادة تدويرها . كما تتميز حياة الغجر، في تركيا وفي أماكن أخرى، برواج الفنون الشعبية، وتنظيم الاحتفالات الخاصة الكثيرة، كما بارتفاع نسبة من يتقنون اللعب على الآلات الموسيقية والرقص مقارنة مع المجتمعات الأخرى.
ظروف الغجر الاجتماعية

الاعتراف بتمايز المجتمع وخصائص مكوناته. ومردّ هذا الموقف هو رسوخ إيديولوجية الدولة القومية التي يهمها التركيز بالنسبة للدولة “هناك نوعين من الغجر الأتراك، منهم من يتم إظهارهم للعالم بصورة مثالية لتقول الدولة أنها تهتم بأقلياتها، ومنهم من يعيشون الحياة الغجرية الحقيقية الصعبة”

يعيش حوالي 80% من الغجر في بيوت صغيرة سيئة التجهيز وفي ظروف غير صحية . في حين أن عدداً قليلاً منهم يرتاد المدارس الابتدائية فقط، الأمر الذي يجعل من إمكانية حصولهم على عمل في غالب الأحيان مهمة مستحيلة . أما نسبة البطالة بين الغجر فهي بحدود الـ85% في المئة، وهي النسبة الأكبر إن قورنت مع أي مجموعة أخرى. في حين أن نسبة الأمية بين النساء الغجريات هي 80%، ومعدل زواج الفتيات يتراوح بين 12-18 سنة .

شارك المقالة:
70 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook