مادبا هي محافظة تقع في الجزء الغربي من مركز الأردن على ارتفاع 760 متراً فوق مستوى سطح البحر، وعلى بعد 32 كم جنوب العاصمة عمّان مروراً بالطريق الملوكي السريع الذي يربط عمّان بالعقبة، وتعرف مادبا باسم مدينة الفسيفساء لوجود فسيفساء بيزنطية تحت كلّ بيت تقريباً، ,تعود إلى ما قبل 1300 قبل الميلاد.
تمّ ذكر مادبا لأوّل مرّة في سِفر في الكتاب المقدس قبل عام 1300 قبل الميلاد، وكانت قريبة من حدود موآب وتحتوي على مسلّة الملك ميشع أو حجر المؤاب المعروض في المتحف الأثري الأردني حالياً، حيث سجّلت إنجازات ملك موآب سيشا في منتصف القرن التاسع قبل الميلاد.
حكم الأنباط مدينة مادبا خلال القرن الأول الميلادي، وفي الفترة الهلنستية حكمها الرومان، وامتازت بأنها كانت مدينة ريفية مزدهرة تضم العديد من المعابد والشوارع ذات الأعمدة، ومحاطة بسور قوي، وبعد ذلك في عهد البيزنطيين أصبحت مقرا للأسقف الذي حضره مجمع خلقيدونية في عام 451 م، وخلال هذه الفترة في القرن السادس انتشرت الفسيفساء في الكنائس والمباني العامة والخاصة بشكل كبير.
في عام 614 تمّ نهب المدينة من قِبل الفرس، حيث بقيت مدمّرة ومهملة حتى عام 1880م عندما سكنها ألفَي مسيحي جاؤوها من الكرك، فأعادوا بناءها ووجدوا الفسيفساء مدفونة تحت الأنقاض.
تمّ اكتشاف خارطة الفسيفساء في الكنيسة المعروفة حالياً باسم القديس جورج، حيث عُثر على أقدم خريطة معروفة للمنطقة ترجع إلى القرن السادس وهي الخريطة الفسيفسائية الأسطورية للأراضي المقدسة، بقياس 15 متراً في 6 أمتار، وتصوّر مواقع على طول الطريق من دلتا النيل إلى مدينة القدس المسورة، ودير سانت كاترين على جبل سيناء ، ونهر الأردن
العربية
