البتراء ، المدينة القديمة العظيمة التي تقع نصف مخبأة داخل المناظر الطبيعية التي تهب عليها الرياح في جنوب الأردن، هي واحدة من أكثر مواقع اليونسكو التراثية قيمةً في العالم. وقد احتفظت بجاذبيتها حتى خلال أوقات الصراع في المنطقة الأوسع.

 

شيدت البتراء في عصور ما قبل التاريخ، وتتمثل في كونها نصفها مبني ونصفها الآخر منحوت في الصخر. أدى اللون الأحمر للحجر إلى تسمية البتراء بـ “مدينة الورد”. تُعرف البتراء أيضًا بأنها واحدة من عجائب الدنيا السبع، بعد أن تم التصويت عليها بالاقتراع الشعبي في عام 2007  ضمن عجائب الدنيا السبع الجديدة. وهي الوجهة السياحية الأكثر شعبية في الأردن. إنها موقع تاريخي وثقافي مهم.

 

تعد البتراء من بين أكثر المواقع الأثرية المذهلة في العالم، فهي مدينة لا مثيل لها، وقد تم مدحها في الكثير من كتب التاريخ العالمية. يُعتقد أنه تم تأسيسها في وقت مبكر من عام 312 قبل الميلاد، ثم أصبحت المدينة لاحقًا تحت الحكم الروماني. بعد ذلك أصبت المدينة تحت حكم الأنباط الذين شيدوا نظام مياه كامل الوظائف للمدينة. وبما أن البتراء تشتهر بكونها نصف منحوتة في الجبل، فإن هذا يجعلها مشهدًا فريدًا حقًا كلوحة فنية متكاملة. تحتوي المدينة أيَضًا على روائع مثل السيق الضيق والطويل والخزانة ومعبد الأسود المجنحة والمعبد الكبير وحتى السد، فهي المدينة المثالية لعشاق التاريخ والهندسة المعمارية الرائعة.

 

كيف تستمتع في البتراء

يتم الترحيب بزوار مدينة البتراء اليوم من قبل البدو الذين لا يزالون مرتبطين بالمدينة القديمة كموطن، ومن قبل سكان بلدة وادي موسى المجاورة الذين يجعلون الرحلة إلى المدينة القديمة ممتعة. مع مناطق الجذب النبطية القريبة في ما يسمى بترا الصغيرة، والتخييم في الصحراء والعديد من فرص المشي لمسافات طويلة، يجب أن تمنح نفسك يومين على الأقل في البتراء لكي تتمكن من اكتشفاها كلها. وفيما يلي سنخبرك بكل ما يمكن أن تستمتع برؤيته هناك.

 

المعبد الكبير

إنه واحدًا من أكبر الآثار في البتراء. على الرغم من أنه يسمى المعبد الكبير، إلا أن علماء الآثار لا يعرفون على وجه اليقين ما إذا كان معبدًا في الواقع أم لا، لأن الاكتشافات الأخيرة تشير إلى أنه ربما كان قصرًا وقاعة تجميع. المعبد الكبير هو أكبر مبنى قائم بذاته تم اكتشافه في البتراء، ويغطي مساحة 7560 م 2. تشير الأدلة التي وجدها علماء الآثار إلى أن المعبد كان يبلغ ارتفاعه حوالي 19 قدمًا في السابق. يحتوي المجمع على مستويين، المستوى السفلي والمستوى العلوي. وبالطبع يمكنك استكشاف كلاهما.

 

 

 

 

إنه المدخل الرئيسي القديم للبتراء، وهو وادي ضيق بطول ميل. إنه ممر ضيق ويبلغ طوله حوالي ميل. يبدأ المسار عند السد وينتهي عند الخزانة (الخزنة). الشيء الأكثر إثارة للإعجاب في السيق هو أنماط الحجر الجيري المنحوتة على طول الصخور. توجد قنوات على جانبي السيق لسحب المياه من وادي موسى. يُعرف الوادي الخارجي المؤدي إلى السيق باسم باب السيق، حيث يمكنك رؤية آثار مربعة ضخمة منحوتة في الصخر، تُعرف باسم صخور الجن. سترى أيضًا قبر المسلة وأربعة أهرامات كبيرة.

 

 

السد في البتراء

السد يقف عند مدخل السيق. شيد الأنباط السد لحماية البتراء من السيول. لقد فعلت ذلك عن طريق إعادة توجيه مياه الفيضانات إلى نفق أصبح فيما بعد يسمى “النفق المظلم”. تم تجديده من قبل الحكومة في عام 1963 ثم مرة أخرى في عام 1991، مع الحفاظ على الهندسة المعمارية الأصلية للأنباط في كلتا الحالتين.

 

وهنا ستستفيد من : كيف تقضي أسبوعا في الأردن بـ 2500 جنيه: كله على بعضه شاكب راكب

 

شارع الواجهات هو عبارة عن صف من المقابر الأثرية العظيمة. إنه شارع طويل تصطف على جانبيه مقابر رائعة، ذات واجهات كبيرة، تُعرف أيضًا باسم الوجوه المزيفة، وهي تتدلى من الأمام. يوجد عدد من المدافن على الجانبين مزينة بأحجار الطحن. ويعتقد أن بعض هذه المقابر كانت لكبار مسؤولي المدينة أو حتى الأمراء. بعض جدران الوادي تصطف على جانبيها مقابر للمواطنين العاديين. تضررت معظم الواجهات إلى حد كبير بسبب الفيضانات.

إن الخزانة تعد أشهر معبد أو معلم سياحي وأثري في مدينة البتراء. الخزانة عبارة عن معبد قديم يبلغ ارتفاعه 40 مترًا. ستقع عينيك عليه بمجرد تخطي السيق. في أعلى الخزانة، توجد جرة يُشاع أنها تحتوي على كنز فرعون. هناك أيضًا صانعو الرصاص على الجرة التي تركها المسافرون البدو الذين حاولوا إثبات صحة النظرية. تم تزيينه بشكل معقد بتيجان وشخصيات كورنثية، يعتقد أن الكثير منها مرتبط بالحياة الآخرة. في المستوى العلوي، توجد تماثيل رقصات أمازون. إن مدخل الخزانة محاط بتماثيل التوأم “كاستور وبولوكس”، وهم شخصيات  من الأساطير اليونانية القديمة. لا يزال الغرض الأصلي من الخزانة غير معروف حتى يومنا هذا، فكل ما ظهر مجردتحليلات غير مؤكدة. والجدير بالذكر أنه يتم عرضه بشكل شائع في هوليوود، وأشهرها في فيلم “إنديانا جونز” و “الحملة الصليبية الأخيرة”.