مدينة “سوغوت” و تكتب باللغة التركية “Söğüt” و تنطق باللغة العثمانية القديمة “سكود” و معناها شجرة الصفصاف ، و هى مدينة تقع فى محافظة “بيلجيك” التركية الواقعة فى منطقة مرمرة فى تركيا ، يوجد فى مدينة سوغوت أهم معلم تاريخى فى تركيا يجتذب إليه الملايين كل عام و هو ضريح “أرطغرل” الجد الأكبر للسلاطين العثمانيين ، و الذى يحكى المسلسل الشهير “قيامة ارطغرل” قصة حياته و نضاله ، و يكتسب “ارطغرل” شعبيته كزعيم غيّر خارطة العالم ، و جعل من قبيلة بسيطة تسكن الخيام نواة لإمبراطورية عظيمة ، و قد استكمل ابنه “عثمان غازى” نضاله من بعده و قاد القبيلة و قوى دعائمها ، و استقل عن دولة السلاجقة ، و أسس الإمبراطورية العثمانية التى حكمت العالم لخمسة قرون متتالية ، تعالوا نتعرف على تاريخ مدينة سوغوت و معالمها التاريخية من خلال المقال التالى على موقعكم “تركيا للعرب”.
هى مدينة تقع فى محافظة “بيلجيك” فى منطقة مرمرة التركية
،يحد المدينة من الغرب مدينة “بيلجيك” العاصمة و هى تبعد عن سوغوت بحوالى 31 كيلومتر،
و من الشمال مدينة “غولبازارى” ، ومن الشمال الشرقى “انهيسار”،
و من الجنوب الشرقى مدينة “اسكى شهير” التى تبعد عن “سوغوت” حوالى 52 كيلومتر،
و تعتمد “سوغوت” على “اسكى شهير” بشكل أساسى فى الحصول على احتياجاتها الإقتصادية لسد حاجة السكان،
و تبلغ مساحة مدينة سوغوت 599 كيلومتر مربع.
كانت مدينة سوغوت أول عاصمة للإمبراطورية العثمانية فى القترة من عام 1299 ـ 1325 م و بعدها تم نقل العاصمة إلى مدينة بورصة عام 1336 م،
و فى هذه المنطقة سكنت قبيلة “قايي” التى كان زعيمها و سيدها “ارطغرل” و كان يسكنها أتراك الأوغوز المسلمين،
و كانت هذه القبيلة تقع غرب الأناضول فى القرن الثانى عشر و الثالث عشر الميلادى،
و “ارطغرل” هو والد “عثمان غازى” أو “عثمان بن ارطغرل” مؤسس الدولة العثمانية الذى قهر البيزنطيين خلال فترة حكمه منذ عام 1299 إلى عام 1326،
و قاد قبيلة “قايي” و قوى دعائمها و أسس نواة لدولة متسعة الأرجاء عاشت لقرون عديدة،
و عندما توفى “عثمان بن ارطغرل” قام ابنه “أورهان” بتسمية القبيلة باسم عثمانية أو “آل عثمان” تخليداً لذكرى والده،
بعدها ظهرت قرية “سوغوت” و أصبحت عاصمة قبيلة آل عثمان حتى تم نقل العاصمة فيما بعد إلى بورصة عام 1336م.
يوجد ضريح ارطغرل فى مدينة سوغوت و قد بنى لأول مرة كقبر مفتوح على يد عثمان بن ارطغرل بعد وفاة والده عام 1280 م،
تحول القبر لاحقاً لضريح (بناء فوق القبر) فى عهد السلطان محمد الاول،
ثم أعاد السلطان مصطفى الثالث بناؤه عام 1757 م،
و فى عام 1886 م فى عهد السلطان عبد الحميد الثانى تم ترميم الضريح و إضافة نافورة للمكان،
تصميم الضريح: و يعتبر تصميم الضريح فريد من نوعه على شكل بناء مسدس الأضلاع تغطيه قبة ، تحتها قبر ارطغرل ، و مدخل الضريح عبارة عن غرفة مستطيلة على جانبيها نافذتين،
و قد أوصى ارطغرل ابنه عثمان بوصية طويلة قيمة ؛ يحثه فيها على طاعة أولياء الله من العلماء و كان يقصد بالتحديد شيخه و مربيه “أده بالى” و هذه الوصية يوجد جزء منها معلق عند مقبرة قبر ارطغرل،
يوجد أيضاً بجوار المقبرة قبر السلطانة “حليمة خاتون” زوجة ارطغرل و أم “عثمان غازى” ،
كذلك يوجد قبر “كندز بك” الابن الأكبر لأرطغرل،
و قبر “صاووجى بك” الابن الأوسط لأرطغرل،
و قبر عثمان غازى الابن الأصغر لأرطغرل و مؤسس الدولة العثمانية ، إلا أنه تم نقل رفات “عثمان بن ارطغرل” بناء على وصية أوصى به ولده “أورهان” لمدينة بورصة.
و قد أصبحت مقبرة و ضريح ارطغرل من أهم معالم تركيا التاريخية،
و أصبحت تستقبل الملايين من الزوار كل عام من الأتراك و السياح من مختلف البلدان لمشاهدتها،
و عند زيارتها ستجد مشهد لحرس يرتدى الملابس الحربية التاريخية التى كان يرتديها قبائل الأوغوز،
و التى تذكرنا بشخصيات المسلسل الشهير “قيامة ارطغرل” و يحمل الحرس فى أيديهم السيوف و أدوات الدفاع القديمة.
يوجد متحف ارطغرل غازى فى مدينة “سوغوت” أو “سكود” التركية،
و هو متحف لا يقع فى نفس الضاحية مع المقبرة و إنما يقع فى مكان آخر فى المدينة،
يرجع بناء مبنى المتحف إلى أوائل القرن العشرين ، و قد استخدم فى البداية كمستوصف و صيدلية،
ثم تم تجديده و فتحه مرة أخرى عام 2001 م كمتحف،
و هو يحتوى الآن على العديد من العناصر الأثنوغرافية من قبائل يوروك التى كانت تعيش فى منطقة “بيلجيك”،
و من أهم تلك العناصر الموجودة بالمتحف،
الملابس القديمة ، و السجاد ، و الموازين ، الأعلام ، و الأسلحة ، و النقود و العملات المعدنية،
كذلك توجد قطع نقدية من العصور الرومانية ، و البيزنطية ، العثمانية و أدوات من عصر الإمبراطورية الرومانية.
العربية
